في الدورة 77 من «مهرجان كان»

مخرجون فلسطينيون يروون قصص شعبهم «من المسافة صفر»

رشيد مشهراوي تولى توجيه فرق الإخراج الـ20 الموجودة في غزة من الخارج. أ.ف.ب

كان المخرج السينمائي الفلسطيني المخضرم، رشيد مشهراوي، خارج غزة عندما اندلعت حربها العام الفائت، فقرر تسليم الكاميرا لمخرجين آخرين موجودين داخل القطاع المحاصر.

وهؤلاء هم قصة مشروع العمل السينمائي الذي عرضه مشهراوي في الدورة الـ77 لمهرجان كان في فرنسا، بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على اندلاع الحرب.

وقال مشهراوي: «كانوا يكافحون لحماية حياتهم وعائلاتهم وإيجاد الطعام والحطب لإشعال النار».

وكانت النتيجة مجموعة من الأفلام القصيرة بعنوان «من المسافة صفر»، تنقل أجواء ما تعيشه غزة، والكارثة الإنسانية التي نتجت عنها، من منظور المدنيين على الأرض.

في أحد هذه الأفلام القصيرة، تضع أم هجّرتها الحرب ابنتها في وعاء أبيض كبير، ثم تسكب عليها الماء برفق لتحميمها، مستخدمة ركوة نظيفة لإعداد القهوة التركية.

وفي فيلم آخر، يروي رجل معاناته التي استمرت 24 ساعة تحت الأنقاض بعد انهيار المبنى الذي كان فيه.

وتولّى مشهراوي من الخارج توجيه الفرق الـ20 الموجودة في غزة، وهي عملية وصفها بأنها «بالغة الصعوبة».

وقال مشهراوي، الذي ولد في غزة: «في بعض الأحيان كنا نحتاج إلى الانتظار ما بين أسبوع و10 أيام لنتمكن من الاتصال بشخص ما، أو لنتمكن من الاتصال بشبكة الإنترنت لتحميل المواد المصوّرة».

وفي أوقات أخرى، كانت فرق العمل تنهمك بهموم الحرب اليومية، كإيجاد خيمة مثلاً، أو الحصول على «الأنسولين» لوالدة أحد المخرجين، أو تدبير سيارة إسعاف لإنقاذ عدد من الأطفال.

وليست هذه الأفلام القصيرة وحدها المعروضة في مهرجان كان هذه السنة، بل ثمة أعمال فلسطينية أخرى، من بينها الفيلم الدرامي «إلى عالم مجهول» للمخرج الفلسطيني - الدنماركي مهدي فليفل، الذي تدور أحداثه في أثينا، ويتناول واقع اللاجئين الفلسطينيين.

وقال المخرج الفلسطيني المقيم في النرويج، محمد الجبالي: «إن سرديتنا وروايتنا للقصص باتت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى».

وفرغ الجبالي من تصوير فيلمه الأحدث «الحياة حلوة» قبيل اندلاع الحرب.

تويتر