ميثة العوضي: «العيد عيدين» تجربة مثل الحلم

تجربة فريدة في مجال صناعة السينما الخليجية يمثلها فيلم «العيد عيدين»، الذي يعرض في دور السينما بمنطقة الخليج بداية من الخميس المقبل، إذ قامت بكتابة وإخراج وإنتاج الفيلم مجموعة من المواهب النسائية الإماراتية، وهن: المخرجة ميثة العوضي، والمنتجة راوية عبدالله، وكاتبة السيناريو سارة الصايغ، إضافة إلى بطلة العمل ميرة المدفع.

وأعربت المخرجة ميثة العوضي عن سعادتها بالعمل في هذا المشروع الذي كان بمثابة حلم لما اتسم به من سلاسة في الإنتاج والتنفيذ، واعتزازها بالتعاون مع فريق العمل به، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» أن قيادة المشروع، الذي يعد أول تجربة لها في مجال إخراج الأفلام الروائية الطويلة، من قبل فريق من الإماراتيات، أسهم في أن تسير مجريات العمل بسلاسة، ودون وجود صعوبات كبيرة.

وأوضحت العوضي أن هناك الكثير من الفرص المتاحة حالياً للمواهب الشابة في الإمارات أكثر من أي وقت مضى، لكي تُسمع أصواتها وأفكارها في كل جانب من جوانب صناعة الأفلام، سواء من خلال الإنتاجات المستقلة التي يقوم بها حالياً الكثير من المبدعين الشباب، أو من خلال المنح العديدة التي تقدمها الدولة، وهو ما يوفر لهذه المواهب إمكانية أكبر لتقديم أفكارها ورؤيتها الخاصة، إلى جانب الدعم من المجتمع المحلي الذي بدأ يتفاعل مع عالم السينما كنوع من التواصل مع الآخرين.

ولفتت إلى أن هناك أيضاً المزيد من الدورات التدريبية مثل AFS وبرامج الإقامة الإرشادية والتدريب الداخلي التي تساعد على تعزيز الخبرة الميدانية والممارسة في إنتاجات محلية ودولية لدى العاملين في المجال. كذلك أسهم الاهتمام بالأعمال التي تروي قصصاً محلية في فتح المجال أمام تقديم سينما مختلفة.

قصص أكثر تنوعاً

وتابعت ميثة العوضي: «أعتقد أن حركة السينما في دولة الإمارات تنمو وتتقدم أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً في ظل تقديم أعمال تروي قصصاً أكثر تنوعاً، وتعبّر عن تنوع مجتمع الإمارات، بما يضمه من جنسيات مختلفة، والمواقف التي نواجهها في حياتنا اليومية».

ونوهت بأنه «في الوقت الحالي يوجد العديد من الأفلام الروائية المختلفة والفريدة من نوعها، التي تعرض في دور السينما لمخرجين إماراتيين، إضافة إلى الأفلام القصيرة التي تعرض في المهرجانات المحلية والعالمية، كذلك تتميز صناعة الأفلام في الإمارات بالتنوع، لأنها تعبّر عن الجنسيات المختلفة الموجودة في الدولة، وأسهم هذا النمو في إنتاج الأفلام في التعريف بنا وبمجتمعنا وقصصنا لجمهور واسع قد لا تعرف شريحة غير قليلة منه الكثير عن ثقافتنا أو لغتنا. وأتوقع أن تشهد السنوات المقبلة مزيداً من التقدم، خصوصاً أن دولة الإمارات أصبحت أيضاً مركزاً لإنتاج الأفلام العالمية».

أجواء

وعن أجواء تصوير «العيد عيدين»، أشارت المخرجة الواعدة إلى أن ما تتميز به الإمارات، التي أصبحت مركزاً عالمياً لصناعة وتصوير الأفلام، من تعدد وتنوع مواقع التصوير، كان له دور كبير في تجسيد فكرة الفيلم التي تدور حول الزوجين راشد ومها، ورحلتهما إلى أبوظبي مع أطفالهما الثلاثة الصغار، للاحتفال مع عائلة مها بمناسبة العيد، وفي هذا العام تخطط العائلة لتغيير الروتين بقضاء العطلة في أحد فنادق جزيرة ياس، وزيارة المدن الترفيهية في الجزيرة، إذ تتعرض للعديد من المواقف الطريفة.

وذكرت أن جزيرة ياس وما تضمه من وجهات كانت مصدر إلهام لكاتبة السيناريو سارة الصايغ، ومن خلالها نسجت المواقف التي اعترضت رحلة العائلة، نظراً لكون «ياس» المكان الذي تقيم فيه سارة، وأساس ذكريات طفولتها. وشددت على حرصها على أن تعكس الأماكن روح وأفكار الشخصيات التي تعيش فيها، فعلى سبيل المثال، تقيم عائلة راشد، في السعودية، بمنزل أكثر تقليدية وكلاسيكية، يحاكي الدفء والراحة، في حين كان منزل والد مها حديثاً، نظراً لكونه رجل أعمال وأباً وحيداً دون أي تأثير أنثوي، لذلك كان من الضروري إظهار ذلك في كيفية تصميم الغرف. بينما كان منزل العائلة الرئيس عبارة عن مزيج من الاثنين، إذ أظهر تأثر الزوجين بعائلاتهما.

وأكدت «كل هذا وجدناه بسهولة في دولة الإمارات التي أصبحت مركزاً للأفلام، وما تتيحه من فرص وتسهيلات للتصوير في الإمارات السبع، ما يسمح لصانعي الأفلام بالتعبير عن رؤيتهم، وتجسيد أي فكرة يريدون تسليط الضوء عليها في إنتاجاتهم بسهولة».

صعوبات

في حين اعتبرت ميثة العوضي وجود صعوبات في العمل أمراً متوقعاً، ولكن في هذا المشروع لم تكن هناك صعوبات تعيق العمل، واقتصر الأمر بشكل أساسي على تجهيزات الموقع وحرارة الصيف، التي كان من السهل التعامل معها للحفاظ على سلامة أعضاء فريق العمل، خصوصاً الأطفال الثلاثة.

وأشادت بأفراد طاقم العمل وتفانيهم وعملهم الجاد، ما أسهم في تنفيذ الفيلم بسلاسة جعلتها تصفه بأنه مثل الحلم، مشيرة إلى أن الأطفال الثلاثة المشاركين في التمثيل كانوا مصدراً لسعادة المجموعة، ورسم البسمة على الوجوه، وكان تدريبهم على التمثيل تحدياً، ولكن كانت سرعتهم في التعلم والتأقلم على وتيرة العمل موضع إعجاب من الجميع.

كوميديا للعائلة

تستعد شركة «إيمج نيشن أبوظبي»، بالتعاون مع شركة «فرونت رو فيلم إنترتينمنت»، لعرض «العيد عيدين» في دور السينما اعتباراً من 11 الجاري.

ويدور الفيلم في إطار كوميدي اجتماعي، حول زوجين وأطفالهما الثلاثة المشاغبين خلال عطلة في عالم وارنر براذرز وفندق ذا دبليو بي أبوظبي في جزيرة ياس. وعندما تنقلب خطط العطلة رأساً على عقب، تنشأ مواقف مليئة بالضحك والفوضى والصداقات غير المتوقعة، ما يعطي الأسرة دروساً قيّمة حول معنى الانتماء العائلي. وتشارك في بطولة الفيلم الفنانة الإماراتية ميرة المدفع، والفنان السعودي فهد البتيري، إلى جانب الفنانين: شادي ألفونس، وحسن رجب الحمادي، والأطفال الثلاثة: عبدالمجيد فهد، وليال فهد، وعبدالمحسن الحربي.

. السينما الإماراتية تنمو وتتقدم، خصوصاً في ظل تقديم أعمال تروي قصصاً أكثر تنوعاً.

الأكثر مشاركة