بسمة مبارك: أحلم بأعمال فنية توصلني إلى العالمية

ثلاث جوائز إماراتية، حصدتها حتى الآن خبيرة المكياج الفني، بسمة مبارك، التي استطاعت من خلال تجربتها المتميّزة في المجال، لفت الأنظار إلى موهبتها، وشغفها، وخصوصاً صبرها ومثابرتها على تطوير مهاراتها، وتعلم الخبرات الضرورية في الميدان، التي عملت مبارك على اكتسابها منذ عام 2016، بعد أن بدأت رحلتها الأولى من خلال فنون المكياج التجميلي، قبل أن تقرر خوض غمار تجربة المكياج الفني التي فتحت لها آفاقاً واسعة للإبداع، لكنها لاتزال تحلم بأن تتاح لها الفرصة يوماً ما للمشاركة في أعمال فنية توصلها إلى العالمية.

شغف البدايات

في حوارها مع «الإمارات اليوم»، توقفت بسمة عند بداية اهتمامها بمجال المكياج المسرحي والسينمائي، قائلة «كثيراً ما لفتت انتباهي الخدع والمؤثرات الخاصة التي تعتمدها هوليوود في فنون المكياج السينمائي المحترف، ومنها براعة ومصداقية طرق تنفيذ الجروح والندوب في مختلف الأعمال السينمائية، التي لطالما تمنيت إتقانها، إلى أن حانت الفرصة الذهبية التي تمكنت فيها من الالتحاق بدورة متخصصة بقيادة مدرب محترف من هوليوود، ونيل شهادة خبيرة معتمدة تؤهلني للعمل في هذه المهنة في كبرى الاستوديوهات السينمائية في الولايات المتحدة الأميركية»، مضيفة «أمضيت أكثر من عام ونيف، في تعلم أساسيات هذه المهنة الصعبة والدقيقة التي تعتمد على دراية معمقة بنوعية المواد المستخدمة، وطرق مزجها وتركيبها التي تختلف بالتأكيد عن تقنيات المكياج العادي».

جوائز تقديرية

بداية من عام2017 بدأت بسمة تقديم موهبتها وخبرتها في هذا المجال، وذلك من خلال المشاركة في عدد من المسرحيات والأعمال الفنية المصورة، على امتداد إمارات الدولة، موضحة أنها تعاونت في البداية، مع أغلب هذه الأعمال بالمجان، وذلك رغبة منها في التعريف بتجربتها الصاعدة، ونشر خبراتها على نطاق واسع، قائلة «لم يكن أمامي من سبيل سوى العمل مجاناً في الفترة الأولى، لكن مع مرور الوقت، وبشكل تدريجي، بدأ الوسط الفني يتعرف إلى تجربتي، وبدأت أتلقى بالتالي عروض عمل من كبرى الفرق المسرحية الإماراتية، التي فتحت لي آفاقاً أوسع من المشاركات الفنية النوعية والفارقة في مسيرتي».

وتابعت بسمة «سعيدة بأن فترة خمسة أعوام، كانت كافية بالنسبة لي، لحصد ثمار جهدي ومثابرتي، ونيل أولى الجوائز الرفيعة على مستوى الدولة في الدورة الـ31 من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، في عام 2022، عن مشاركتي في مسرحية (لامع بلا ألوان) للمخرج إبراهيم سالم - المسرح الحديث. وقبل نهاية العام نفسه، تُوجت بجائزة أخرى لأفضل مكياج في الدورة الـ16 من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، عن مسرحية (بحيرة السلام) التي أخرجها عبدالله الحريبي لمسرح رأس الخيمة الوطني، قبل التتويج بثالثة الجوائز العام الجاري في الدورة الـ33 من أيام الشارقة المسرحية عن مسرحية (إسكان) التي أخرجها البحريني عبدالله الدرزي، لمسرح رأس الخيمة الوطني».

في هذا الإطار، أكدت بسمة مبارك، أن نيلها للجوائز التقديرية الثلاث، أسهم بشكل كبير في إثبات موهبتها أكثر في هذا المجال الذي وصفته على وجه العموم، بالصعب، نظراً لافتقار الاهتمام الكافي به، وقلة الإمكانات والعوائد المادية التي يجنيها المتفرغ لهذه المهنة، مؤكدة «أعرف الكثير من الفتيات الموهوبات في هذا المجال، ممن اضطررن إلى الانسحاب من الساحة، والتوجه نحو مجالات أخرى، وهذه خسارة حقيقية للمواهب التي يمكن أن تبدع وتقدم الكثير في الميدان»، على عكس تجربتها التي تمسكت فيها بسمة بأحلامها بالنجاح والتميّز قائلة «رغم كل التحديات، كانت لديَّ القدرة على التحمل لاستكمال المشوار، وتعلم خبرات جديدة، ومن ثم خوض غمار الأعمال السينمائية المحلية رغم ندرتها على مدار العام، التي دخلتها إلى جانب عملي في عدد من الأعمال الفنية المتفرقة، لتغطية احتياجاتي اليومية».

بعيداً عن التلفزيون

وحول عدم خوضها غمار الأعمال الدرامية التلفزيونية، أكدت مبارك، أن المكياج التلفزيوني البسيط المعتمد على تغطية عيوب البشرة وإبراز إشراقها لا يستهويها، مضيفة «هناك فرق كبير بين تجارب العمل في الأفلام السينمائية والدراما التلفزيونية، فالسينما تحتاج إلى تركيز ودقة، واهتمام موسع بالتفاصيل، ومتابعة دائمة على امتداد المشاهد واللقطات، كما تحتاج إلى شرط أهم، وهو الواقعية التي لا يمكن التنازل عنها على الشاشة الكبيرة. في المقابل، يحتاج المكياج المسرحي إلى تكنيك مختلف عن السينما، نهدف من خلاله إلى إبراز الشخصيات على الخشبة».

• المكياج التلفزيوني البسيط المعتمد على تغطية عيوب البشرة وإبراز إشراقها لا يستهويني.

 

طموحات كبيرة

تحدثت بسمة مبارك عن عملها خبيرة مكياج فني في عدد من مسارح الدولة، كعضويتها في مسرح رأس الخيمة، ومسرح دبي الأهلي، مؤكدة أهمية وقيمة التميّز في ابتكار الأفكار الجديدة التي تتلاءم مع شخصيات العروض المسرحية باستمرار، والقدرة على التجريب، والاعتماد على المواد الأولية الجديدة، التي تسهم في تجديد الدهشة، والارتقاء بمستوى وجودة «الفرجة»، ومضامين ودلالات الشخصيات المسرحية، كاشفة لـ«الإمارات اليوم» عن طموحها المستقبلي، بأن تتاح لها الفرصة يوماً ما للمشاركة في أعمال فنية، بما تمتلكه من أحلام واسعة تتحدى الصعوبات والعثرات.

الأكثر مشاركة