بحث معوقات الأفلام القصيرة
أجمع عدد من صناع الأفلام القصيرة المشاركون في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي على أن العقبة الرئيسة التي تقف امام تطور صناعة الأفلام القصيرة، تتمثل في التعامل مع هذه النوعية من الأفلام بعدم جدية، وفصلها عن سوق السينما في الوطن العربي، بالإضافة الى افتقاد فرص عرض الأفلام القصيرة على الجمهور، معربين عن املهم بأن تشهد السنوات المقبلة تغييرات ايجابية في مجال إنتاج الأفلام القصيرة وتمويلها وعرضها وتوزيعها .
وأشار المستشار الفني للمهرجان الناقد سمير فريد في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، في قصر الإمارات في أبوظبي وجمع عددا من صناع الأفلام القصيرة المشاركين في المهرجان من الدول العربية ، الى حرص المهرجان على التعامل مع الأفلام القصيرة والطويلة معاملة متكافئة، سواء من حيث اسلوب التعامل مع المخرجين وأماكن عرض الأفلام وإقامة مؤتمرات صحافية وكذلك من حيث الجوائز حيث يقدم المهرجان أضخم جوائز الافلام على مستوى العالم، وهوأمرلا يتوافر في أي مهرجان آخر، مؤكدا أن اهمية الافلام وغيرها من أشكال الإبداع «لا تقاس بطول فترة عرضها ولكن بما تحمله من معان ومضمون».
ودعا فريد إلى ضرورة السعي لتأكيد أن «الفيلم القصير يمثل جزءا من السوق لأنه جزء من صناعة السينما، وأن تخصص له أسعار محددة وجهات لبيعه وتمويله وتوزيعه، خصوصا أنه لا توجد أماكن لعرض الأفلام القصيرة، حتى في الدول الأوروبية وبالتالي لا يستطيع الجمهور مشاهدتها».
المخرج الاردني حازم البيطار توقع ان تشهد السنوات المقبلة سهولة في استقبال الدول العربية للفيلم القصير، بفضل التطور التكنولوجي الكبير المتاح امام الاجيال الجديدة مثل «اليوتيوب» و«التلفون المحمول»، لافتا إلى ان «هذه التكنولوجيا قد تحمل جانبا سلبيا في نظر الذين يؤمنون بما يمكن تسميته بـ«برستيج الفيلم»، بمعنى ان تكون صناعة الفيلم القصير حصرية على المشتغلين بها، بينما يؤدي شيوع تصوير الأفلام إلى إفقادها لقيمتها، وهنا يأتي دور المهرجانات التي تعنى بالافلام القصيرة، حيث تقوم بعمل تصفية و«فلترة» للمنتج من افلام واختيار افضلها لعرضه على الجمهور. لافتا إلى صعوبة الحصول على تمويل للافلام القصيرة في الاردن.
وأشار المخرج الجزائري الوحيد المشارك في المهرجان يانس قوسيم إلى اتجاه صندوق دعم صناعة السينما في العامين الماضيين، لتخصيص جزء من ميزانيته لدعم تمويل الافلام القصيرة، وبذلك يتوافر لهذه الافلام تمويل حكومي مناسب، يتيح لصناعها استخدام تقنيات حديثة بمواصفات احترافية، بالاضافة إلى وجود منتجين مستقلين.
في حين أشار المخرج اللبناني على زراقط إلى عدم وجود أي مصادر تمويل لصناعة الافلام عامة في لبنان، حيث تعتمد غالبية الاعمال على تمويل خارجي من دول غربية مثل فرنسا وأميركا وكندا، وقال «مشكلة السينما العربية تتركز في النظام ومنطق التفكير الذي يسيطر عليها، فمصر هي البلد الوحيد الذي يمتلك صناعة افلام وسوقا للسينما وفق نظام حقيقي». وطالب زراقط بالعمل على وضع خطط لعرض الافلام التي يتم انتاجها في دولة عربية في باقي الدول العربية، بما يحقق لها الانتشار ونوعا من التواصل والتبادل الثقافي والفني. كما تضمن المؤتمر الذي شارك فيه المخرج المصري محمود سليمان والمغربي محمد مفتكر والسوري سيد جود، حيث قام المخرجون باستعراض التجارب في الافلام المشاركة في المهرجان، والتي سيعاد عرضها اليوم.