«صورة المسلمين في هوليوود».. ندوة لم تعكس أهمية القضية
رغم أهمية القضية التي تتناولها، وتعدد المتحدثين فيها ومجالات اختصاصهم، جاءت ندوة «المسلمون في السينما والتلفزيون: صورة المسلمين في هوليوود»، التي تمثل مبادرة مهمة تبناها مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي هذا العام، بداية لحوار بين المسلمين والعالم، لتصحيح صورتهم السائدة، أقل من توقعات الحضور والمهتمين بهذه القضية، حيث اقتصرت مداخلات غالبية المتحدثين الثمانية الذين شاركوا فيها، على استعراض بعض الأفلام الغربية التي اعتمدت على الصور النمطية للعرب والمسلمين، والدعوة إلى تغيير هذه النمطية في التناول، وربما ساعدت اسئلة الحضور ومداخلاتهم قليلا في اثراء الندوة في نهايتها، من خلال فتح مجالات اكثر تنوعا وإلحاحا تتعلق بهذه القضية، مثل وضع خطوط عريضة يمكن من خلالها بدء العمل على تحقيق هذا الهدف، والصعوبات التي تواجه الجهات العاملة على تصحيح صورة المسلمين في الخارج، وغيرها من المحاور التي كان يمكن توزيعها على المتحدثين في بداية الندوة، بدلا من اشتراكهم جميعا في استعراض الأعمال التي تضمنت صورا نمطية للمسلمين وشرحها.
شارك في الندوة التي أدارتها «مؤسسة موست» التي تعنى بصورة المسلمين على الشاشة سينثيا شنايدر، كل من بيلين تورغوروت وكمران باشا وعبدالله بجاد العتيبي وتشيب جوهانسون وكريم بيرق، ومشاري العتيبي وعمر أمانت ولينا العلي.
وفي مداخلته أشار الكاتب المسلم كمران باشا الذي قدم حلقات «الخلايا النائمة في هوليوود»، صعوبة اختراق كاتب مسلم لمناخ العمل في هوليوود وتقديم أعمال هناك، مؤكدا اهمية ان يعمل المسلمون بأنفسهم على تصحيح صورتهم في السينما الغربية، من خلال تقديم اعمال تظهر ما يشمله الدين الإسلامي من ابداع وفنون وجماليات.
وكشف كمران عن أنه يقوم حاليا بالعمل على تقديم فيلم عن الرحالة العربي ابن بطوطة، من تمويل ملك المغرب، ليقدم إلى العالم من خلاله ملحمة عربية باللغة الانجليزية.
من ناحيته أكد الباحث مشاري العتيبي ان العلاقة بين الغرب والمسلمين معقدة، وهي ليست وليدة احداث 11سبتمبر، ولكنها تعود إلى القرنين الاول والثاني الهجريين مرورا بالحروب الصليبية، لافتا إلى ان صورة العربي ليست هي الصورة النمطية الوحيدة في السينما والاعلام الغربي والاميركي، فهناك صورة الاسود واللاتيني وغيرها، والتي يتم تنميطها لتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية. بينما شدد عبدالله العتيبي على ضرورة ايصال رسالة واضحة إلى العالم، مفادها ان الارهاب لا دين ولا وطن له، ولكن السنوات الاخيرة تمت نسبته للاسلام، نتيجة سلوك بعض المسلمين، وأن ايصال الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين لن يتحقق من دون دخولهم صناعة السينما، من خلال مستثمرين عرب يتولون هذه القضية.