<p align=right> <span style="font-size:10.5pt;line-height:115%;font-family:'courier new'"><font size=1><span style="line-height:115%;font-family:'courier new'">«<span lang=AR-SA dir=rtl>خزي» دخل المسابقة بعد ثلاثة أيام من انطلاق المهرجان.</span><span>     </span><span lang=AR-SA dir=rtl>من المصدر</span></span> </font></p> <p class=MsoNormal><span style="font-size:10.5pt;line-height:115%;font-family:'courier new'"> </span></p> <p class=MsoNormal> </span></p>

مهرجان «أبوظبي السينمائي».. جرد سنوي

نتائج مسابقة الدورة الثانية من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي، منطقية إلى درجة تتخطى فيه منطقها إلى ما يمكن أن يكون حالة لصيقة بطبيعة اللؤلؤة السوداء نفسها، وعلى شيء يتخطى اسم المهرجان نفسه، فالمسابقة ليست شرق أوسطية، وبالتأكيد ليست عربية، على الرغم من أن الأفلام العربية هي الأكثر مساهمة، وإلى جانبها تأتي أفلام من كل أصقاع الكون، بدءاً من النرويج والسويد عبر فيلمي «أو هورتن» و«في غاية السعادة» وصولاً إلى الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى، أي الفيلم الاسترالي الجنوب إفريقي «خزي» الذي لم يدخل المسابقة إلا بعد ثلاثة أيام من انطلاق المهرجان، ما منح المهرجان سبقاً وخصوصية لا مثيل لهما في أي مهرجان.

وحفاظاً على ذلك السبق فإن الفيلم أدخل المسابقة وفاز! وبدوره، كما أعلن لدى عرضه، جاء بديلاً عن الفيلم الإيطالي «دم ثائر» الذي عاد وعرض وفاز أيضاً بجائزة أفضل ممثل هو لوكا زنغاريتي، ولتكون جائزة أفضل ممثلة من نصيب إلهام شاهين منتجة وبطلة فيلم «خلطة فوزية»، وليست مونيكا بيلوتشي المشاركة في «دم ثائر»، التي لو أتت لكان الحديث مختلفاً، وغيرها من ممثلات وأفلام عالمية، لم تستطع الأفلام العربية المجاورة لها في المسابقة منافستها، بل إن وضعها إلى جانبها سيتركها بلا حول ولا قوة، ولن يكون استرجاع الدور المميز والاستثنائي الذي قدمته سلاف فواخرجي في «حسيبة» إلا من باب التذكير، وكذلك الأمر مع فيلم الفلسطيني رشيد مشهراوي «عيد ميلاد ليلى» الذي لم يخرج بخفي حنين، بل حاز جائزة أفضل مساهمة فنية.

لابد هنا من التأكيد على ما أضاءته هذه المسابقة من شرخ كبير حاصل بين الانتاجات العالمية والعربية، وتفوق الأولى بأشواط، بل إن استعادة الأفلام المشاركة ستدفعنا إلى القول إن النتائج ظلمت أفلاماً كثيرة، وما نالته الأفلام العربية ليس إلا من باب الحرص والواجب.

وفي السياق نفسه، يدفعنا ما تقدم نحو مطامح مهرجان الشرق الأوسط، بوصفه جزءاً من مشروع طموح يسعى لأن يحول أبوظبي إلى مدينة للإنتاج السينمائي، الذي كما تضيء وقائع هذه الدورة لا يلتقي معه إلا في تجميع أكبر قدر من الأفلام والنجوم، ويعاني ما يعاني من انعدام ما تتمحور حوله فعالياته التي امتدت لعشرة أيام، وليختتم أول من أمس، بفيلم ريدلي سكوت «حفنة من الأكاذيب» الذي رفض تصويره في دبي كما أوردت مجلة «فارايتي».

جهود كبيرة حملتها الدورة الثانية من مهرجان الشرق الأوسط، التي استثمرت في تقديم جرد لحصيلة العام السينمائية، فمع وفاة يوسف شاهين حملت الدورة معرض صور ضوئية له، بينما أهدي قسم «مخرجات عربية» للمخرجة اللبنانية رنده الشهال المتوفاة هذا العام، وكرم وزير الثقافة السوري لأن دمشق عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، كما احتفى المهرجان بالسينما المغربية من دون أفلام مغربية، عدا الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية «زمن الرفاق»، وكرم المهرجان أيضاً المخرج التونسي ناصر خمير والممثلة الأميركية جين فوندا، وامتد التكريم ليطال عادل إمام الذي لم يحضر.

مسابقة «أفلام من الإمارات» كانت المظلوم الأكبر في المهرجان، التي كان من البديهي أن تكون ضائعة في زحام أفلام المهرجان وفعالياته، لا بل إن المشاركات كانت قليلة لدرجة تستدعي الوقوف أمامها والسعي بقوة لإنقاذ هذه المسابقة واستعادة استقلالها، ولم تحظ بمتابعة تذكر لتضاربها مع عروض ليس للمشاهد أن يساوم عليها. الدورة الثالثة مـــن مهرجان الشرق الأوسط ستأتي العام المقبل، لكن يبقى السؤال مشروعاً أمام ما ستحمله، وهل سنكون مجدداً أمام جرد جـــديد لوقائع العام السينمائية؟!

الأكثر مشاركة