«سوالفنا حلوة».. أسرار من خلــف الكاميرا في بيروت
في حي المنصورية، في بيروت، وداخل أحد الاستوديوهات الخاصة، يجري حالياً تصوير برنامج «سوالفنا حلوة»، الذي يبث أسبوعياً بعد تسجيله على شاشة قناة دبي الفضائية، وفق رؤية غير تقليدية في التعاطي مع الجمهور والضيف معاً، من خلال الاعتماد على مجموعة متعددة من المذيعين والمذيعات من أقطار عربية عدة، تنسق إيقاعهم الإعلامي مريم أمين في انسجام شديد مع مجموعة من الكاميرات الثابتة والمتحركة، يديرها المخرج باسم كريستو؛ الذي وصل بعدد حلقات البرنامج الأسبوعي إلى الرقم 40 في الجزء الثاني منه.
«الإمارات اليوم» عايشت تصوير كواليس تصوير البرنامج، والتقت فريق الإعداد وجانباً من جمهور «التوك شو»، الذي يواظب على حضور التصوير، في حلقة كان ضيفاها المونولوجست المصري عادل الفار والمطرب الكويتي بشار الشطي، وتطرقت إلى نقاشات عدة أبرزها فن ابتكار النكتة وإلقائها، وأسباب إقبال الشباب العربي على الدراسة بالخارج، في الوقت الذي كان مفاجئاً تصريح مروان عبدالله بالتفكير في الانسحاب من التقديم الإعلامي عقب توقف تصوير «سوالفنا حلوة» للتفرغ لمجال الدراما.
انطباع
الانطباع الأول في مخيّلة أي فرد يزور استوديو تصوير قد ألفه على شاشة تلفزيونية، يدعو غالباً إلى المقارنة بين الصورة كما يراها مباشرة داخل الاستوديو ونظيرتها في الكادر التلفزيوني، لتكون المحصلة في الغالب هي التسليم بالمفارقة الكبيرة بين الصورة وجمالياتها التي تبدو أكثر إبهاراً سواء من حيث الديكور أو الإضاءة أو حتى المساحات في حال الاتكاء على مهارات مخرج يجيد اللعب بأدواته الفنية مثل كريستو الذي واصل تألقه مع إخراج البرامج العربية في المرحلة الأخيرة سواء مع قناة إم بي سي عبر برنامج «العراب» أو روتانا من خلال «كلمة فصل»، وأيضاً «تاراتاتا» لدبي الفضائية.
وحول تقسيمة ثلاثية تأخذ كل منها شكل قوس تشكل مقاعد المذيعين وضيف البرنامج، يتوزع 120 فرداً يشكلون جمهور البرنامج، الذي أصبح قسط كبير منه يمتهن حرفة في طريقها لمزيد من الرواج، بسبب تنامي عدد برامج «التوك شو» والتي يمتد ساعات «دوامها» حسب طبيعة كل برنامج، حسب ليزا فؤاد التي تقول «نأتي إلى الاستوديو في موعد محدد تخبرنا به الشركة التي نتعامل معها من أجل أن نشكل جزءاً من جمهور البرنامج، بعد أن نكون قد تلقينا تعليمات فنية تتعلق بطبيعة لباسنا المطلوب والذي غالباً ما يرتبط بشكل مباشر بهوية البرنامج ومحاذير القناة التي يتم إنتاجه لها». وأضافت جوليا «في ما يتعلق ببرنامجي دبي الفضائية اللذين أداوم على حضورهما، وهما «سوالفنا حلوة» و«تاراتاتا»، فإن أهم شيء يتم لفت أنظارنا إليه هو الالتزام بلباس محتشم».
7 دولارات
نانسي جميل التي بدا عليها التململ من توجيهات مدير المسرح المتكررة من تجنب الانخراط في أحاديث ثنائية أثناء التصوير، والمحافظة على تصفيق حار عند مواضع معينة من تصوير البرنامج، أشارت إلى المقابل المادي الذي يتقاضاه كل فرد من المجاميع البشرية حيث قالت : «أتقاضى مثل زميلاتي 10 آلاف ليرة لبنانية وهو مبلغ يعادل سبعة دولارات نظير حضور كل حلقة، بغض النظر عن الزمن المطلوب لإنجاز تلك الحلقة، و«سوالفنا حلوة» في الغالب يتم إنجازها في غضون أربع إلى خمس ساعات، أما «تاراتاتا»، فقد تمتد لنحو سبع أو ثماني ساعات، وربما أكثر»، مضيفة «ما يجعل المقابل المادي ضعيفاً هو أن جانباً منه تستأثر به الشركة التي تقوم بدور الوساطة بيننا وبين شركة الإنتاج».
كريستو الذي يبدو شديد الهدوء رغم إشكالية تعدد المذيعين إخراجياً لا يخفي صعوبة التعامل مع مجموعة كبيرة من الكاميرات في مساحة ضيقة يشغل جانبأً كبيراً منها جمهور ينتمي معظمه إلى مراحل المراهقة والشباب، مضيفاً «في مقابل تلك الصعوبة هناك جماليات إخراجية كثيرة تنجم عن حيوية التنقل بين لقطات شديدة التباين والتلقائية بسبب عدم توقع مذيع بعينه أنه محور التصوير اللحظي لاسيما عندما يكون الأمر متعلقاً بحديث متداخل سواء مع الضيف أو بين المذيعين أنفسهم.
مريم أمين التي أطلت على مشاهد دبي الفضائية سابقاً عبر برنامجي «يوم في حياتي» و«زي النجوم» تبدو بمثابة حلقة وصل بين طاقم تقديم البرنامج، لكن بهدوء لم يكن متوافراً في النسخة الأولى منه بسبب الوصول إلى قدر كبير من الانسجام بين أفراده في الدورة الثانية، وهو ما يجعل أعضاء فريق العمل لايختلفون كثيراً في تعاملاتهم مع بعضهم بعضاً خلف الكاميرات وامامها، عبر تلقائية حكمت قواعد المنافسة بينهم لتصب في النهاية لصالح البرنامج.
صك نجاح
في هذا الإطار اكدت أمين أن مواصلة تصوير «سوالفنا حلوة» عبر جزء ثانٍ هو بمثابة «صك نجاح» من تلفزيون دبي لكل أسرة البرنامج، رافضة توصيفه في إطار «البرامج الخفيفة»، مضيفة «من وجهة نظري هو برنامج اجتماعي يناقش الكثير من القضايا الجادة، ولكن بأسلوب مختلف بعيد عن التناول الكلاسيكي للمادة التلفزيونية» مضيفة: «هو أقرب إلى برنامج ستار أكاديمي من حيث واقعية تصويره، فإذا كانت بعض برامج الواقع تلجأ إلى معايشة مجموعة ما على مدار اليوم، فهنا نتعايش مع كاميرات «سوالفنا حلوة» من منطلق الفكرة نفسها، ولكن بمساحة زمنية أقل».
لكن الاختلاف الكبير بين شخصيات المقدمين يجعل كواليس التصوير في ما يبدو حبلى بالكثير من ردات الفعل غير المتوقعة، حيث وصفت أمين زملاءها في البرنامج بمفردات عفوية مختزلة قائلة: «مروان عبدالله.. تهمة، فاطمة .. لا تستطيع أن تفك ألغازها، نوليا.. خفيفة الظل بشروط، ريتا.. عاقلة وموزونة، إبراهيم البادي.. مزاجي متشبث بالاختلاف، بشار غزاوي.. مثالي ويفاجئك بالمختلف دائماً».
توصيفات أمين لزملائها كانت في جلسة خلف الكواليس مع «الإمارات اليوم» جمعت كل أسرة البرنامج، وأقرها جميع أطرافها، حيث قال الوجه السعودي في البرنامج إبراهيم البادي: «بالفعل اكتشفت خلال تصوير البرنامج أنني شخص إقصائي لا أقبل بسهولة آراء الآخرين»، فيما أكد بشار غزاوي الذي ينتمي بالأساس إلى مجال الغناء وليس التقديم الإعلامي: سوف أعود عقب الانتهاء من سوالفنا حلوة إلى التركيز على مجال الأغنية والموسيقى.
الوجه الكويتي في البرنامج المذيعة فاطمة الطباخ معروفة بضدّيتها مع البادي وهو ما تقل حدته الى حدّ ما أمام الكاميرا أضافت في هذا المجال: «فسر البادي بشكل أمين سبب هذه «المجاكرة»، فهو كثير التشبث بآرائه وكثير المقالب أيضاً، لكنه بالفعل إنسان وإعلامي ثري أتوقع له مزيداً من التوفيق في التقديم».
هدوء
فرح التي عُرفت بأنها أكثر وجوه البرنامج إقلالاً وهدوءاً في الحديث كانت كذلك في الجلسة الإعلامية خلف الكواليس، وهو ما بررته: «العفوية التي احتفظنا بها جميعاً كانت ممتعة بالنسبة لي، فلم ألجأ إلى السعي لخلق أحاديث أمام الكاميرا بهدف الإطالة، في الوقت الذي كان بعض زملائي ربما أكثر ظهوراً مني في الكادر بسبب طبيعتهم الانبساطية، وهو أيضاً تنوع صب في نجاح جماعية التقديم التي ميزت سوالفنا حلوة».
ريتا خوري التي خاضت تجارب إعلامية سابقة مع قناة أل بي سي قالت إن البرنامج مؤهل للاحتفاظ بدورة ثالثة يمكن أن تستثمر حالة الانسجام الاستثنائية التي نعيشها أسبوعياً أثناء تصوير البرنامج، رغم انشغال كل منا بأعمال ومشروعات عمل مختلفة سواء في الإمارات أو مصر أو لبنان أو الكويت، من دون أن يؤثر ذلك في مسيرة «سوالفنا حلوة» التي نتشارك معاً في اختيار موضوعاتها بتنسيق من معدة البرنامج كلوديا مارشيليان.
بشّار متأ خر
دخل الشطي مباشرة حسب خطة فريق الإعداد لأداء إحدى أغنياته بطريقة البلاي باك، قبل أن ينخرط في حديث ثنائي، مع مريم أمين أمام الكاميرا أصرّ فيه أن جمهور آخر حفلاته في القاهرة كان 47 ألفاً وليس 12 ألفاً فقط كما ظنت أمين