عبده خال: منيف وطن روائي مستقل

 عبده خال.  تصوير: شاندرا بالان

وصف الروائي السعودي  عبده خال الروائي الراحل عبدالرحمن منيف بالوطن المستقل بذاته، ودافع عن الرواية السعودية ضد ما تتعرّض له من اتهامات بأنها «فضائحية»، مضيفاً «نحن اسرى ما يقال في الصحافة التي اشاعت أن ما يكتب سير ذاتية، عمم هذا الرأي، واصبح الجميع يقول إن الرواية السعودية تكتب الجنس، نحن قدر مضغوط ومحكم الغطاء ينبعث منه دخان كثيف وقوي، عكس بعض الدول العربية، غطاؤها مفتوح»، مشيرا الى ما يكتب في السعودية من روايات ناضجة تتقاطع مع ما يكتب في العالم العربي.  واستعرض خال، في ندوة عن مسيرة الرواية السعودية، ضمن برنامج ملتقى الرواية العربية المصاحب لمعرض الشارقة الدولي للكتاب الدورة الـ27، مساء أول من امس، انتشار الرواية في السعودية، والأسماء التي رفدتها بالنصوص والتجارب، ومنحتها شرعية وحضوراً في العالم العربي، متحدثاً عن  تجربته منذ بداية الثمنينات حيث بدأ في كتابة القصة، حتى استطاع أن يخرج الى عالم الرواية. وقال خال «الرغبة كانت ملحة في أن اكتب رواية، وان تكون متميزة بالمقارنة مع ما يكتب في العالم العربي، ما بين المحاولتين كان السؤال أن مجتمعنا مع سكونه يستطيع انتاج رواية».


 وعن ظروف الكتابة حاليا، قال «اصبح الجو ملوثا الآن في السعودية بسبب التخوف مما ينشر، فكثير من الكتاب صاروا مترددين من نشر اعمالهم، بسبب ما ينشر من روايات سعودية، لماذا توصم الرواية بأنها فضائحية، فهي احدثت الاهتزاز الاجتماعي، في تصوري ما كتبه غازي القصيبي، وتركي الحمد كان نوعا من الفزعة، كما أن الرواية لا تدين احدا، ويمكن التنصل منها».


 أما الناقد الدكتور سعيد السريحي فحملت شهادته في الندوة التي أدارها القاص الإماراتي، إبراهيم مبارك، عنوان (المغامرة الكبرى لتحرير الهوية من مضابط التاريخ)، وقال «إن ما انتج في السعودية خلال عام واحد 60 رواية»، مرجعاً السبب بعد هامش الرقابة إلى «الطفرة التي تشكل خطابا ولا تشكل فنا، الرواية في السعودية تتم كتابتها وفق شروط اجتماعية يخضع لها عبده خال، ولا يخضع لها عبدالرحمن منيف، انا اتحدث عن الرواية في السعودية ولا اتحدث عن الرواية السعودية، بماذا اقيس المجتمع.. بعدد المآذن، او اللواقط الفضائية، او الذين يذهبون الى محال الإنترنت، عندها عليّ أن ابرأ قليلا من صورة مجتمعي، في مجتمعي الخيرون والاشرار، نحن امام مجتمع انساني يحدث فيه ما يحدث في كل المجتمعات الإنسانية».


 وعبّر السريحي عن رفضه للروايات الفضائحية بشكل قاطع: «لست مع هذه الأعمال لأنها تتناول الجنس، بل لأنها لا تعرف كيفية تناول الجنس، لست ضد هذا النوع من الكتابة، بل اريد أن تقدم في قالب فني، قدم لي عملا فنيا حتى لو ذهبنا بعدها الى الجحيم»، معرباً عن استيائه للـطريقة التي تقـرأ فيها الرواية السـعودية من قبل العرب «الآن تقرأ الرواية خارج المملكة بنزعة استشراقية من قبل العرب». واستعرض تجربة كل من القصيبي والحمد، وما انتجاه خلال مسيرتهما، مشيرا الى أن «الرواية تعد الديوان الجديد الذي يعيد صياغة الهوية بناء على مجريات الواقع، في مجتمع يتحول ويبتعد قليلا قليلا عن تلك الصورة التاريخية التي اسست لهويته الرسمية التي اخذت تتفتت تحت وطأة المتغيرات». 

تويتر