رقص عالمي بروح الرياضة

رقص بحركات رياضية لتأمين لياقة مميزة.  تصوير : اسامة أبو غانم

ليس سهلاً لدى أناس كثيرين أن يقضوا 60 دقيقة كاملة في تمارين رياضية، تحتاج إلى بذل مجهود، ليحرقوا سعرات حرارية، ويحصلوا على جسم مثالي، وغالباً ما تتبع الفتيات انظمة لتخفيف الوزن؛ بغية الابتعاد عن جهد الرياضة التي تعد متعبة لدى بعضهن، وثقيلة الدم عند أخريات. ولكن هؤلاء استمتعن كثيراً بالرقص مع مدربات «نايكي» اللواتي مزجن بين الرقص والرياضة، فقدمن خلال ساعة حركات خاصة كثيرة تؤمّن للفتاة القوام المثالي واللياقة، وكذلك المتعة بعيداً عن جدية الرياضة الخالصة، كونها حصص رقص بحركات رياضية.

فالمزج بين الرقص والرياضة، خطوة جديدة اقدمت عليها «نايكي»، إذ اختارت مدربات من حول العالم يبتكرن رقصات خاصة بحركات غير مسبوقة غيّرت الصورة النمطية المعروفة عن الرقص والرياضة، في حصص تخول النساء الاستمتاع بالرقص بحماسة، ويحرقن وحدات حرارية كثيرة، وتمدهن تلك الطريقة بالمتعة للإكمال من دون تعب او تأفف.

وقدمت مدربات «نايكي» حصصا تعريفية، في دبي، خلال الأسبوع الماضي، هدفها استكشاف مدى محبة الفتيات لتلك الطريقة قبل البدء بتطبيقها في النوادي الرياضية في دبي، في يناير المقبل. وتميزت الحصص بجمعها نساء من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، ومن مختلف الأعمار، أتى جميعهن ليرقصن بتناغم، إذ كن يصغين الى المدربات بشكل لافت، ويطبقن الحركات بشكل جيد ومتناسب من حيث الزمان، ما أوجد جواً مريحاً وممتعاً بين المجموعات جميعها والمدربة.

برنامج

وقالت المدربة الرئيسة للحصص، ماري فورليو (أميركية) «إن ابتكار رقصات خاصة بنايكي تحت اسم «نايكي روك ستار ورك اوت» تجمع بين الرياضة والرقص فكرة رائعة، والهدف منها اطلاق برنامج في مختلف انحاء العالم، وقد صمم البرنامج ليكون 60 دقيقة». وتابعت «اصمم الكوليغرافيا الخاصة بالرقصات، بالإضافة إلى انني تواصلت مع حكام برنامج «يو ثنك يو كان دانس» واتفقنا على بعض حركات الرقص، اذ استعنت بمجموعة من حركاتهن الخاصة في رقصات نايكي».

وعن كيفية تقسيم التمارين، أوضحت فورليو أنها «تبدأ مع مرحلة الاحماء، وتكون حركات خفيفة للقدمين والعنق والكتفين، ثم تليها فترة شد العضلات، وتستغرق هذه التمارين15دقيقة، وتأتي لاحقا فترة العزل، حيث يتم القيام بحركات عزل لكل قطعة من الجسم بحركات خاصة بها، ثم لاحقا أخلق التوازن بين الفريق في حركات تمتد من 35 الى 40 دقيقة، وتبدأ بالتصاعد في درجة صعوبتها»، مؤكدة ان الرقصات تلائم النساء كافة، سواء كن مبتدئات او محترفات للرقص، وعلى الرغم من انها قد تشتمل على بعض الصعوبة إلا انها ممتعة، على حد تعبيرها.

رقصات دولية

وأضافت المدربة أن «البرنامج يحتوي على رقصات عدة من بلدان مختلفة، منها الهيب هوب، والستايل الايطالي، بالإضافة الى بعض الرقصات من افريقيا، وأميركا اللاتينية، ما يعني اننا منفتحون على مختلف الثقافات». وأردفت فورليو «قدمنا حصصاً عدة، شارك فيها نساء عربيات ومواطنات احببن الرقص، وليس هناك من مانع لتقديم رقص شرقي، على الرغم من انني لا اعرف عنه شيئاً حتى الآن، لكننا قد نضيفه الى الصفوف ان شعرنا برغبة المشتركات في ذلك». وفي ما يتعلق بالعمر الذي تراه مناسباً للانضمام إلى طريقة «نايكي»، فقالت فورليو «الحصص غير موجهة لعمر معين من دون غيره، فالرقص امر يتبع القلب والروح وليس السن، فأحياناً نرى من يشارك في هذه الدروس في عمر الـ 15 عاماً، وكذلك تصل الاعمار الى ما فوق الـ٣٠».

تجربة مختلفة

وقالت فورليو عن كيفية إعطاء الحصص «إن التجربة هي لفحص الأذواق، إذ اقدم كل ثمانية أسابيع، او 12 اسبوعاً، رقصة مختلفة بمفهوم معين، وأعرض في المرة اللاحقة مفهوماً جديداً، وأرى ان كل مدرس سيكون مميزاً بطاقاته الخاصة»، وعن أوجه الاختلاف بين تجربتها في دبي عن البلدان الأخرى، أوضحت أن «الصفوف في دبي للسيدات فقط بينما هي في مختلف دول العالم مشتركة، وتم اطلاقها في عدد من البلدان في اميركا وأوروبا وروسيا وتشيكوسلوفيكيا، والسيدات يتعلمن بسهولة، لأنهن يستمتعن بالموسيقى، وذلك كوننا نقدم الدروس بطرق ممتعة، وغير مملة».

وعن اهمية العمل ضمن فريق، قالت فورليو «إن عمل الفريق الواحد بشكل متجانس يساعدنا على الرقص والعطاء بمتعة، وإن وجدنا أن السيدات تعبن من رقصة معينة وحركات محددة ننتقل الى الأخرى، وإن الجنسيات على اختلاف انواعها تحضر الصفوف فهي تجذب محبي الرقص من كل مكان». أما الصعوبات حسب فورليو «فتكمن في تخطي فكرة عدم القدرة على القيام بالرقصات فحسب، ولاسيما أن بعض المشاركات يعتقدن انها تحتاج الى قدرات، على الرغم من أنهن يكن ضمن صف، وبالتالي يمكن لهن ان يتعلمن قدر المستطاع، ويحسن ويقوين قدراتهن».

ورأت المدربتان صونيا وفيكي اللتان تساعدان فورليو على حصص الرقص «ان التجربة في دبي ذات وجه مختلف، وكانت ممتعة، لأن المشاركات ينسجمن مع الموسيقى بطريقة ممتعة، وأن إيجاد الاجواء الايجابية والتناغم بين المجموعة يعود الى المشاركات، وليس لما نقوم به فحسب».

آراء

وقالت ديما زيتون (لبنانية ) عن تجربتها مع الحصص «كانت طريقة رائعة، لاسيما أن المدربات هن مدربات فنانين عالميين، ولاحظت ان الدروس ليست صعبة، كونهن يعاملننا كمبتدئات، وإن المستوى يرتفع مع مرور الوقت في الحصة». مضيفة ان المرء يجب ان يحب الرقص كي يحضر هذه التدريبات، «كونها تشتمل على الكثير من الحركات التي يمكنها ان تحرق الوحدات الحرارية، وهذا مؤشر على انها ستكون مشجعة للواتي لا يفضلن الذهاب الى النادي لممارسة بعض التمرينات الرياضية، فهنا سوف يقمن بذلك من دون أن يشعرن انهن مضطرات لذلك». واتفقت سارة الزيات مع الرأي السابق، وأضافت «إنها المرة الاولى التي آتي فيها الى الرقص، وقد شعرت بأن الحركات مفيدة»، ناصحة الفتيات بمشاهدة هذه التجارب من فترة إلى أخرى، والمشاركة فيها ليعرفن اهمية هذه النشاطات، وقالت «أعتقد ان الحصص ستجذب محبات الرقص والرياضة؛ كونها تجمع بين الاثنين، وستكون جاذبة لمختلف الجنسيات». وقالت رنا الزيات (شقيقة سارة)، عن التجربة «أحب الرقص جداً، لذا اتيت الى هذه الحصة، وكانت فرصة مميزة من نايكي، وبالتالي سأكون اولى المشتركات حين ستنطلق الدروس في دبي»، مضيفة أن الحركات كانت صعبة في البداية، ولكنها تستدرك «على الرغم من الاضطراب في البداية إلا أنني احببت الحصص، والتجربة رائعة؛ كونها تجمع بين الرياضة والرقص، ونعمل ونرقص في فريق واحد، والمشاركات جميعهن كان بينهن تناغم واضح، وهذا حقاً رائع ومشجع للاستمرار على الرغم من التعب».

انطلاق في يناير  
قالت مديرة فرع نايكي في دبي، سحر الجندي «نعمل بجهد لإطلاق هذه الدروس في دبي، والخطوة المقبلة ستكون مع اختيار ٢٠ مدرباً من مختلف النوادي الرياضية الموجودة في الإمارة، وسيتم تدريبهم على هذه الرقصات الخاصة بـ«نايكي»، لمدة يومين، على ان يتم لاحقاً إخضاعهم لامتحان يتم على اساسه اختيار ثلاثة من بينهم، وبالتالي سيخول هؤلاء تقديم دروس الرقص في النوادي التي يدربون فيها». وتابعت «ليس هدفنا ان نختار نادياً محدداً تبعاً لسمعته، لأن المهم بالنسبة إلينا كفاءة المدرب، وقدرته على تقديم الدروس، والانطلاق سيكون في يناير المقبل».

تويتر