صفية العمري: لن أفرط في تاريخي من أجل المال
قالت الفنانة المصرية صفية العمري إن غيابها عن شاشة الدراما التلفزيونية في شهر رمضان الماضي هذا العام يعود لعدم توافر السيناريو المناسب لشخصيتها، وأنها لن تفرط في لحظة واحدة من تاريخها الفني والاجتماعي من أجل الظهور فقط، وقالت لـ«الإمارات اليوم»: الفنان الذي قدم الكثير للشاشة العربية تلفزيونياً وسينمائياً لا يستعجل أبداً في خياراته، حتى لو كان شغوفاً بأن يقف امام الكاميرا، لكن على الرغم من غيابي عن الشاشة إلا أنني لم انقطع عن جمهوري، فحالة التواصل قائمة ولا أتوانى ابدا عن الوقوف مع اي معجب لأحكي له اخر اخباري بكل مودة وحب».
وبررت العمري غيابها عن الأضواء في الفترة الأخيرة قائلة «السبب بسيط جدا فأنا لا أشارك كثيراً في المناسبات التي تجمع الفنانين والمنتجين والمخرجين، كما انني كثيرة السفر خصوصاً إلى اميركا، حيث يعيش ابنائي، ما أوجد نوعاً من التباعد»، وأضافت «غيابي أفضل من الاشتراك في أعمال لا تناسب تاريخي الفني، ولن اقدم عملاً من اجل المال، فلي مزاج عال في اختياري أعمالي والدليل نجاح جميع الأدوار التي قدمتها لأنني باختصار اعطي الدور كل جهدي وحبي وطاقتي».
ونفت العمري أن يكون للنجاح الكبير الذي حققته في شخصية نازك السلحدار في المسلسل الشهير «ليالي الحلمية» أثر سلبي في خياراتها الدرامية على اعتبار أنها أدت أدواراً متنوعة كالفلاحة والأم الفقيرة، ولم تقع أسيرة نمطية الدور الواحد، وأضافت «اعشق شخصية نازك السلحدار التي لازمتني ولاتزال، لكن هذا لا يعني أنها أسرتني وأسرت نوعية الأدوار المتعددة التي استطيع تقديمها، حتى أن شخصية السلحدار كانت متنوعة من حيث الرقة والشراسة والعودة في بعض الاحيان الى بيئتها الحقيقية، فمن خلالها جسدت المرأة بكل اشكالها وكأنني من خلالها قدمت أدواراً عدة»، واستطردت «تجسيد نازك السلحدار كان تحدياً كبيراً لي، فالجمهور وقتها كان يعرف صفية العمري من خلال السينما التي قدمت فيها ادواراً رومانسية وبريئة، ما جعل من شخصية السلحدار وجهاً اخر ولكنه اثبت قدرتي على التنوع الأدائي»، واعتبرت أن «ليالي الحلمية» من الأعمال الدرامية الاستثنائية، حيث جمع ألمع نجوم الفن في مصر، وكاتباً من أبرز كتاب الدراما، ومخرجاً كبيراً، وهي اسباب جعلته علامة فارقة في مسيرة الدراما المصرية والعربية بصورة عامة.
وعن خصوصيتها في اختيار أدوارها أوضحت «في البداية وبعد قراءتي النص كله وليس دوري فقط، أعيش تفاصل العمل ذهنياً لمدة أسبوع على اقل تقدير، وأحاول تخيل دوري وشكلي وازيائي، بعد ذلك التقمص الذهني، واقوم بمراجعة كتب تحدثت عن الحقبة الموجودة في النص سواء كانت تاريخية او اجتماعية أو حتى روائية، وأجمع ادق التفاصيل التي من شأنها دعم قدرتي وموهبتي في التمثيل حتى لو اضطرني الأمر للإنفاق من جيبي الخاص لنجاح الشخصية ».
وعن علاقتها بالمخرج الراحل يوسف شاهين قالت العمري «الحديث عن هذا الرجل العبقري ليس سهلاً ولكني اقول انه رحل وهو يتنفس السينما ولا يفكر في شيء غيرها، فهو مخرج المجتمع وواقعه وهمومه، وهو رفيق الفقر والفقراء وأوضاعهم، ولم يبخل أبداً في تقديم معاناتهم من خلال افلامه التي ستظل خالدة ومرجعاً فنياً للكثير من المخرجين الجدد».