<p align=right><font size=1>خليط بين الفلسفة والفن في أعمال أحمد نجاة.من المصدر</font></p>

«نحو الضوء».. لوحات تتشكل من ذهب وفضة

برقائق الذهب والفضة، اختار الفنان التركي أحمد نجاة أن يشكل لوحاته التي ضمها معرض «نحو الضوء» الذي افتتح، أول من أمس، في هيئة ابوظبي للثقافة والتراث ويستمر حتى 14 نوفمبر الجاري. وعبر 34 لوحة قدم نجاة خليطاً بين الفن والفلسفة والصوفية في مزيج فني وفكـري يحـمل ثراءً كثيراً، حيث تأثر الفنان ايضاً بالشعر الإيراني، خصوصاً أشعـار عمر الخيام.

وتحضر أفكار الوجود والموت والخلاص «النور بحسب تعبيره الخاص»، والأخوة في البشرية، والحرية، بقوة في أعماله.

يعتمد نجاة على المقاربة بين الشرق والغرب من خلال الدمج بين المنمنمات الشرقية مع الرسم الغربي، والرسم ذا البعدين - الذي يمثل ميزة من ميزات الرسم الشرقي - بشكله المجرد، وهي تقنية اكتشفها رسامون غربيون كبار من أمثال بيكاسو وماتيس، كما في لوحته «هيتج» التي كتبها بحروف عربية، واستخدم الذهب في خلفيتها، لتبدو بفضل التقنيات التي اسـتخدمها مُجسدة وذات أبعاد مختلفة. وإلى جانب جمالياتها الفنية والتقنية، تتميز اللوحة أيضا بالكثير من المعاني الصوفية، وقال نجاة «أعمالي تشير إلى حقائق قد تخفى على الكثير من البشر، وهي ان كل ما حولنا من أمور هي مظاهر لا تعني شيئاً ولا تستحق كل ما يقوم به الإنسان من صراعات ومعاناة وحروب، ولذا عليه ألا يزعج نفسه في ما لا يستحق».

وتعد الحروفية واستخدام الحرف العربي في كلمات وتكوينات ذات معان صوفية من السمات المميزة لأعمال الفنان التي ضمها المعرض. وبرع نجاة في استخدام جماليات الحرف العربي في هذه التكوينات في مرونة ورشاقة وفخامة في الوقت نفسه، مثل لوحتين حملتا اسم «الله»، ولوحـة «ما شاء الله»، ولوحتـين بعنوان «الرحمن»، إلى جانـب لوحـة «شجرة الفردوس» التي استخـدم فيها الحروف العربية لتشـكل شجـرة ضخـمة باللون الازرق.

خيول وأشجار

من السمات البارزة في اعمال نجاة الحضور الطاغي للخيول التي يوظفها كرمز للانسان، لذا تكرر ظهور الخيول في العديد من اللوحات وبمعان إنسانية مختلـــفة كالتوق للحرية والبحث الدائم عن النـور والخلاص، مثل لوحة «من الماضي للحاضر»، التي ظهرت فيها مجموعة من الخيول الذهبية على خلـــفية سوداء، ولوحة أخرى بدت فيها مجموعة من الخيول في حالة صراع وقلق، بينما تحول ذيل أحدها لرأس تنين، وهو ما أوضحه الفنان بأنه رمز إلى «النفس الامارة بالسوء التي كثـــيراً ما تجر صاحبها الى صراعات ومشكلات تزيد من صعوبة الحياة».

التوحد بين الانسان والخيل ظهر في لوحات عدة منها «حب للأبد» التي اكتسى وجه الخيل فيها بملامح انسانية. وإلى جانب الخيول ظهر في اللوحات طائر اسطوري يشبه العنقاء الذي يمثل المنقذ او الخلاص للانسان مما يحيط به من فوضى، وكذلك في لوحة «نحو الضوء» التي حمل المعرض عنوانها، التي يظهر فيها هذا الطائر باللون الاحمر ودرجاته، محلقاً حول قرص الشمس، وقد أسهمت الالوان القوية والمشتعلة التي استخدمها الفنان التي ركزت على التداخل بين الاحمر والذهبي في منح اللوحة قوة خاصة.

الأشجار كان لها حضورها المميز في أعمال أحمد نجاة، فهي وضمن توظيفاتها المتنوعة في الاعمال تمثل الحياة بأشكالها ومراحلها وتطوراتها، كما استخدم الفنان رقائق الذهب في رسم اشجاره وفروعها، بينما برزت من جذوع هذه الاشجار وجوه انسانية وحيوانية هي مفردات الحياة ذاتها، كما في لوحات «واقعية لا نهائية»، و«من الأرض للأرض»، و«الكبير والصغير» وغيرها من لوحات المعرض.

يحتل الذهب، الذي يستخدم عادة في الفنون والتصاميم الشرقية «العمارة، التزيين، المنمنمات وأساليب أخرى»، يحتل موقعاً معتبراً في خلفيات أعمال نجاة. ويعتبر الفنان أن استخدامه للذهب في تغطية قماش اللوحة «الكانفاس» رمز للخلود.

أسعار ولوحات

تراوحت أسعار اللوحات التي تضمنها المعرض بين 18 ألف درهم و720 ألف درهم، وهو سعر لوحة «الكبير والصغير» التي تظهر فيها شجرتان فيما يشبه العناق إحداهما بلغت مرحلة الشيخوخة واستخدم فيها الفنان رقائق الفضة، والثانية أكبر وأكثر قوة وشباباً وتفرعاً واستخدم فيها رقائق الذهب.

الأكثر مشاركة