نانسي عجرم وروائع الفن الروسي في حفل خيري
قال منظمو الحفل الفني العربي الروسي، الذي اقيم أول من أمس، في دبي، إنه «الأول من نوعه على مستوى المنطقة»، وأعلنوا أن الهدف منه هو توفير المال لدعم الأعمال الإنسانية والخيرية، بالإضافة إلى دعم مركز راشد لعلاج ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في دبي، وتم اختيار الفنانة اللبنانية نانسي عجرم ـ التي ستغادر دبي لاستلام جائزة «ميوزك أوارد» ـ لتكون الصوت الفني العربي في هذا الحفل الضخم، الذي أقيم في فندق «مينا السلام» في دبي بمشاركة فرق روسية شهيرة منها فرقة «موسكو سوليتش» الموسيقية الشهيرة، وديما بيلان الحاصل على جائزة أفضل مغنٍ عن شبكة «إم تي في» الأوروبية، ويوري باشميت أحد أشهر عازفي آلة الفيولا «الكمان الأوسط» والملقب بـ«باغانيتي روسيا» ومغنية الأوبرا الفلكلورية نادزهادا بابيكينان، فضلاً عن عروض الباليه والرقص الوطني الروسي.
الحفل الذي حضره الشيخ جمعة بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم العضو المنتدب لمركز راشد لرعاية وعلاج الطفولة، ومؤسس المركز أحمد خوري، والمديرة التنفيذية للمركز مريم عثمان، والقنصل الروسي في دبي أندريه زاخاروف، تخلله مزاد خيري بلغ ريعه ما يوازي نحو 88ألف درهم، فضلاً عن عرض أزياء ومجوهرات، في الوقت الذي واجهت فيه الشركة المنظمة صعوبات كبيرة في تسويق بطاقات حضوره، بسبب ارتفاع قيمة التذكرة، التي وصلت الى نحو5500 درهم، لذلك كان معظم الحضور، الذين امتلأت بهم قاعة استضافة الحدث تماماً، من المدعوين، وبشكل خاص من أبناء الجالية الروسية في دبي.
امتزاج
امتزاج المخارج الصوتية العربية بأخرى روسية كان لافتاً في كواليس الحفل الذي حظي برعاية عدد كبير من المؤسسات والشركات العاملة في الإمارات، وهو ما ترجمته كلمات المتحدثين باسم السفارة والقنصلية الروسيتين في الدولة، وجاءت باللغة العربية، وعلى الرغم من وجود الكثير من التجاوزات اللغوية فيها إلا أنها مثّلت رسالة إلى الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام في الإمارات، ويختار منظموها الإنجليزية لغة وحيدة لإدارة فعالياتها بحجة «تسهيل التواصل مع الضيوف».
ليست هذه هي اللمحة الوحيدة في الحدث، التي صبت في إطار مغازلة الثقافة العربية، فمن رحم شرقي أيضاً وعلى أنغام شرقية خالصة قدمت راقصة الباليه الروسية الشهيرة إرما نيورادزي بمصاحبة نيكولاي ديسكاريدزي عرض «شهريار وشهرزاد»، في الوقت الذي جاءت فيه العروض الموسيقية مفعمة بأصالة العصور الوسطى.
استقبال حار
الفلكلور الروسي كان أكثر المشاهد الافتتاحية حضوراً، لا سيما من مغنية الأوبرا الفلكلورية الشهيرة نادزهادا بيكيتا، التي رافقتها فرقة الغناء الروسية في مقطوعات تفاعل معها الحضور الروسي، وهو أمر بلغ حده الأعلى مع بدء عرض الرقص الوطني الروسي، الذي يعد أحد أكثر العروض الروسية شهرةً بعدما انتقل من موطنه في مدينة موستروما الروسية، وقام بجولة في ١٥ بلداً متضمناً الرقصات الروسية التقليدية ورقصات الباليه المعاصرة الممزوجة بعناصر فلكلورية وبالملاحم الروسية القديمة.
وقبل اختتام الحفل بنحو ساعة، قدّم عريف الحفل الفنانة نانسي عجرم بشكل استثنائي فاقته حفاوة ترحيب الحضور، لاسيما أبناء الجالية الروسية الذين دل استقبالهم الحار على أنهم على معرفة جيدة بنانسي عجرم، التي قلبت الطابع الكلاسيكي الذي غلّف الحدث إلى آخر يَزخم بشتى مظاهر الموسيقى العربية السريعة والصاخبة، قياساً بأخرى كلاسيكية أوبرالية كانت سائدة على مدار السهرة.
فستان ذهبي
بفستان ذهبي اللون أكسبها مزيداً من مظاهر البراءة والعفوية، أطلت نانسي عجرم بأحدث أغانيها «بتفكر في إيه» التي لازمها فيها سوء طالع تمحور في طغيان قوة الموسيقى على صوتها، الأمر الذي جعل المتشوقين لأغنيات نانسي يقتربون من المسرح للتمكن من سماع كلمات الأغنية بوضوح، في الوقت الذي اختار آخرون الانصراف مكتفين بالعروض الموسيقية الروسية .
ومع الأغنية الثانية لنانسي «الدنيا حلوة» لم يتغير الوضع كثيراً، وهو ما انعكس قلقاً على جيجي لامارا مدير أعمالها بشكل كبير، قبل أن يتدخل مع مهندسي الصوت لتلافي الأمر، بدءاً من أغنيتي «إحساس جديد» ثم «معجبة»، التي اعتادت عجرم أن تعقبها في حفلاتها الغنائية بضدها الموسيقي «انت إيه»، لاسيما أن الأولى تميل إلى الإيقاع السريع الصاخب، فيما تنتمي الأخرى إلى الإيقاع الكلاسيكي الهادئ، لتغني تباعاً: «قول تاني كده»، «آه ونص»، ثم «أخاصمك آه» و«نار على نار»، قبل أن تختم بـأغنية«اللي كان».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news