صباح فخري قدم 270 دقيقة من الطرب الأصيل
بعد أن حافظ على وجود سنوي له في التوقيت نفسه تقريباً من كل عام، من خلال حفل كبير يستضيفه فندق البستان روتانا في دبي، أصبح جمهور الفنان السوري صباح فخري يلقبون لقاءهم السنوي معه بـ«لقاء دبي» الذي أحياه فخري أمس بحفل امتد لنحو أربع ساعات ونصف الساعة، واختتم في الثالثة و30 دقيقة فجراً، ناثراً فيه الكثير مما في جعبته من قدود حلبية وأدوار وموشحات أندلسية وأغانٍ استمدت أصالتها من وحي التراث والفلكلور السوري، وشرعيتها الفنية من صوت فخري القوي، الذي أدخله سابقاً موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
«لقاء دبي» الذي نظمته مؤسسة دمشق الدولية للإنتاج الفني، مزج هذا العام الغنائي بالدرامي بعدما سعت المؤسسة إلى تكريم سبعة من نجوم الدراما السورية، معظمهم ابطال المسلسل السوري «وحوش وصبايا» الذي عُرِض على شاشة قطر الفضائية خلال شهر رمضان الماضي، وهم أسعد فضة، خالد تاجا، منى واصف، طلحت حمدي، والمخرج ناجي طعمة، بالإضافة إلى نجمين آخرين لم يشاركا في العمل ونالا التكريم بناء على عطائهما المتميز خلال رمضان الماضي، وهما سامر المصري «العقيد أبوشهاب» وعابد فهد، فيما سبق ذلك تكريم صباح فخري للسنة الثانية على التوالي في دبي، بعدما سبق أن كرمه العام الماضي مجلس الأعمال السوري في دبي.
وجود درامي
الوجود الدرامي السوري في الحفل الغنائي أكسب الحدث نكهة مختلفة، وحماساً شعبياً أبداه المئات من الحضور من أبناء الجالية السورية، وبشكل خاص من ابناء مدينة حلب، مسقط رأس فخري، الذي سعى إلى نشر تراثها الغنائي في مختلف أنحاء العالم.
ووصف رئيس مجلس إدارة شركة البرازي الفنية طلال البرازي لـ«الإمارات اليوم» التكريم في دبي بأنه «يكتسب دائماً ملامح خاصة، فهذه المدينة اصبحت قبلة للقنوات الفضائية العربية والمؤسسات الإعلامية بشكل عام، ومن المفيد أن تكون منطلقاً لأي حدث تصبو الجهة التي ترعاه إلى تسليط مزيد من الأضواء عليه»، مضيفاً «تم تكريم هؤلاء النجوم في سورية قبل تنفيذهم العمل، والآن أعتقد أن التكريم الذي يأتي متزامناً مع عرضه على قناة «الإمارات» وسابقاً لعرضه على قناة أبوظبي، التي ستبدأ بثه ابتداء من الأسبوع المقبل، هو تكريم يمثل أيضاً الجالية السورية في الإمارات».
حالة غنائية
وأضاف البرازي ان «صباح فخري الفنان القدير الذي امضى نصف قرن من حياته في عالم الغناء والنغم، وسجّل حالة فنية نادرة، مقتحماً بذلك موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية عندما قدم حفلة في مدينة كراكاس (فنزويلا) غنى فيها لمدة 10 ساعات متواصلة. لايزال على مدار عقود يشدو أجمل الألحان»، مضيفاً «هذا الحفل الذي نقيمه للعام الرابع على التوالي أصبح مناسبة فنية مهمة في دبي، وشكل النجاح الذي حققته الحفلات السابقة بالنسبة لنا دافعاً للاستمرار في تقديم هذا الحدث لعشاق هذا الفنان الكبير من الجاليات العربية المقيمة في الإمارات».
وبفرقة موسيقية قوامها10 أفراد فقط موزعين ما بين عازفي كمان وعود وأورج وطبلة، بدأ صباح فخري في الثانية عشرة بعد منتصف الليل، لتكون البداية بمجموعة موشحات وطقاطيق حلبية هي: وحياة عينيا، ع الروزانا، يا خاطري، سلطان الملاح، أيها الظبي، يا حبيبي، على اليوم، يا هويد لك، دومك دوم، قبل أن يعرج على الفلكلور المصري بـ «على حسب وداد قلبي» مصبغاً عليه اللون الحلبي، ثم ماني حبيب ماني. ولم ينس فخري أن يغني قصيدة «أحن شوقاً» للشريف الرضي، ثم «يا شادي الألحان، العزوبية طالت علينا ، والنبي يامّا، مالك يا حلوة مالك، صيد العصاري، يا طيرة طيري، يا مال الشام، سيبوني يا ناس، والفل والياسمين، وقالوا أحبك ، وخمرة الحب اسقنيها التي أبدع كلماتها .