سليمان: رفضت أعمالاً أجنبية تسيء للعرب
قال الفنان السوري جمال سليمان انه وافق على العمل في مشروع سينمائي ايطالي السيناريو والاخراج، واماراتي التمويل، اسمه « التلميذ»، مشيراً الى ان «التعاون المادي ظهر جلياً في فعاليات مهرجان الشرق الأوسط الذي اقيم أخيرا في ابوظبي، إذ لاقى المشروع استحسان مؤسسة ابوظبي التي دشنت خلال فعاليات المهرجان»، مضيفاً أنه رفض مرات عدة المشاركة في أعمال أجنبية عرضت عليه، بسبب مسّها بصورة العرب والمسلمين.
وتحدث سليمان في حوار مع « الإمارات اليوم» عن مفهوم العالمية التي يسعى اليها الفنان، مؤكدا «ان السعي وراء العالمية طموح يجب توافره، من دون المساس بكرامتنا كعرب»، لافتاً في الوقت نفسه الى ان «الانتشار عربياً في الوقت الجاري، وما يلاقيه من انتقادات من بعض الاوساط الفنية، اصبح اصعب من الانتشار عالميا والذي لا يبحث الا عن التميز»، في إشارة الى مشاركة العرب في الاعمال المصرية، وما يلاقونه من انتقادات. وقال «إن الرقابة اصبحت قبلية وليست حكومية كما كانت من قبل»، وشدد على ضرورة «ان تكون فلسطين حاضرة في الاعمال العربية»، معللاً «كي لا ننسى ولا تنسى الأجيال المقبلة حقنا الشرعي في هذه الأرض». وكشف عن دوره في فيلم مصري يؤدي فيه دور البطولة.
العالمية
وذكر سليمان ان ما يميز الطموح الى العالمية عن الإقليمية او العربية، ان الاولى «تبحث عن التميز من دون البحث عن جنسية الممثل». وأوضح «عُرضت علي أعمال أجنبية عدة، لكنني كنت ارفضها بسبب مساسها في بعض الاحيان بخصوصية العربي، وصورته في الغرب، إلى أن جاء النص المناسب برأيي الشخصي، الذي كتبه الايطالي ماريو بوزين، وهو من نوعية الافلام التي تجمع بين الخيال والواقع، في صورة اقرب الى سرد قصة اسطورية».
وتابع سليمان «اهم ما جذبني في العمل هو دور العرب والمسلمين فيه، حيث تتجلى القيم الانسانية لديهم، واخلاقهم الحميدة في الدفاع عن المظلومين»، مشيراً إلى أن الوصول إلى العالمية لم يعد صعباً مثل السابق، ويعزو ذلك إلى «الانفتاح على الآخر، وتعلم الثقافات المختلفة، حيث اصبحنا بالفعل في قرية صغيرة من السهل ان تجمعنا مع بعضنا بعضاً».
دراما عربية
ولفت الفنان السوري إلى انه بصدد بدء تصوير حلقات المسلسل المصري الذي يحمل عنواناً مبدئياً «الأب الروحي»، مؤكداً أن ذلك يعد رداً على ما تم تناوله بسبب عدم مشاركته العام السابق في اعمال درامية مصرية، ويؤدي سليمان فيه دور البطولة، ويجسد الشخصية الصعيدية، التي تلم تحت جناحها امبراطورية من عدد كبير من الابناء تحدث بينهم بعض المفارقات والمشكلات المالية والسياسية وآلية حلها.
وأضاف «لي الفخر أن اكون الممثل العربي الذي كسر الحاجز في التعاون مع الآخر تلفزيونياً، فبعد «حدائق الشيطان» ظهر التعاون العربي جلياً في الأعوام التي لحقته مثل (الملك فاروق واسمهان والاجتياح وناصر) وغيرها من الأعمال». وقال «ما يجب ان يعيه كل الناس اننا نعيش ضمن تغير كبير في السوق، ومنطق الاستثمار في الانتاج التلفزيوني والاعلامي الذي لم يعد محلياً»، مضيفا «توجد شركات انتاج كبيرة وضخمة لا يهمها الا نجاح العمل، ليس فقط في الكادر التمثيلي، بل في الفني ايضا». واستطرد «أعمال كثيرة نجد على مقدمتها اسماء لمصور مغربي او سوري، والإخراج فلسطيني او تونسي، والموسيقى لأردني او ايراني، وهذه نقطة تحول كبيرة في دنيا المرئيات»، معللاً ذلك بأن «البث الفضائي استطاع ان يغير كل القواعد التقليدية المتعارف عليها، واصبحنا كفرق كرة القدم التي يهمها اخذ الكأس من دون البحث عن جنسية صاحب الهدف».
دورنا الحقيقي
وأعرب عن سعادته بتجربته في مصر مع كل العقبات التي صادفها، موضحاً «على الرغم من الشتائم التي تلقيتها والضغوط الاعلامية والشعبية الا انني فخور بتجربتي في مصر، لكنني حزين على المستوى الذي طرحت به القضية».
وأضاف «وضعت كل المسألة في خانة الرزق وقطعه، حيث تم اعتباري اخذت نقوداً كانت من حق ممثل مصري، وهنا قطعت رزقه وحرمته، وهذا ما جعلني اكثر من الحوارات واللقاءات الصحافية، لا لشيء سوى لرفع مستوى الحوار»، مؤكداً «لم أفكر في شيء الا في الجمهور العربي الذي تصارع في اثبات انتماءاته من خلال المساس بوطنية الآخر»، موضحاً «كنت ادخل الى مواقع الانترنت لأرى السوري يشتم في المصري، ويرد عليه الأخير بشتيمة تمس الوطن العربي كله وهذا اكثر ما كان يقلقني، لذلك قررت ان اقف لحظة، واحاول ان اقول لجميع الفنانين العرب ان لدينا مسؤولية تجاه شعوبنا بأن نزيد من وحدتهم على الأقل فنياً لا ان نزيد من الفجوة بينهم»، مؤكداً أن النتائج ظهرت خصوصاً في رمضان الماضي، حيث ذروة الاعمال العربية المشتركة التي لم يكن عليها ردود افعال عنيفة بل كانت مفخرة للجميع، على حد تعبير سليمان.
رقابة قبلية
وقال الفنان السوري عن الرقابة التي يعاني منها الفنان العربي وتغيّر اتجاهها «في الماضي كنا نخشى من الرقابة الحكومية التي كانت تقف حاجزاً دون انتاج العمل او توزيعه، وكانت ردود الفعل ترفع من قيمة هذا العمل، ويصبح لدى الناس فضول لمتابعته والبحث عن القناة التي تبثه»، اما الان «فتغيرت المعادلة، خصوصاً في ظل فضائيات لا تعنى بالرقابة الحكومية، لكننا بتنا نعاني من الرقابة القبلية او الطائفية التي توقف عملاً كاملاً لأنه يمس، حسب منطقهم، اسمهم او طريقة معيشتهم».
ويرى سليمان أنه في ظل السياسة التي نعيشها والمآسي التي تمر بها المنطقة العربية «ضرورة التركيز في اعمالنا العربية على ذكر قضايانا المقهورة»، مشدداً خصوصاً على القضية الفلسطينية «التي من حقها علينا ان تكون حاضرة ولو في جزئية في اعمالنا كي لا ننسى ولا تنسى الاجيال المقبلة حقنا الشرعي في هذه الارض»، وقال ان «الدراما السورية تسعى دائماً الى ذكر فلسطين في سيناريوهاتها، سواء بقصة كاملة او شخصية محركة او لقطة، المهم انها تشدد على ضرورة حضور هذه القضية التي تكاد تكونالوحيدة العادلة في خضم اللا عدل الذي نعيشه من قبل السياسات الخارجية».
وشار إلى مسلسل «التغريبة الفلسطينية» الذي «تعلقت به الجنسيات العربية وتآلفت معه، وكان الهدف منه التركيز على القصة لا على ردة الفعل، ما خلق عاطفة من نوع خاص، مازالت محفورة بأذهان المشاهدين».