«كتاب السينما».. حول الأفلام في عام

محمد رضا يعد نفسه من مواليد ١٨٩٥ مع ولادة أول فيلم سينمائي. الإمارات اليوم

لابد أن السينما بإنتاجاتها حول العالم بحاجة إلى جردة سينمائية سنوية، أو وقفة نقدية لها أن تكون مرجعاً أو دليلاً للمشاهد يتيح له تتبعها، وإضاءة ما فاته أو ما يسعى إلى معرفة المزيد عنه.

لما تقدم أن يقارب مشروع الناقد اللبناني محمد رضا «كتاب السينما الدليل السنوي المصور للسينما العربية والعالمية» الذي كان وما زال حلماً بقي رضا مصراً على تحقيقه منذ عام 1984 سنة خروج الكتاب الأول والذي كان في حينه بتمويل شخصي متابعاً إصداره في 1986 و89و92 وليتوقف تحت ظروف عدة على رأسها المادية، وليعاود الصدور من المجمّع الثقافي في أبوظبي من دون انقطاع منذ عام2005حيث تبنت هيئة الثقافة والتراث دعم هذا المشروع، مما حقق له الاستمرارية التي يرجوها صاحبه.

لكن ما هو «كتاب السينما»؟ وما الذي يقدمه إلى القارئ والمشاهد؟ الإجابة تكمن في تقليب صفحات اصدار هذا العام عن أفلام 2007 ، والذي سيضع مباشرة بين أيديكم مسحاً سينمائياً لكل «ما يحبو على الشاشة الكبيرة» حسب تعبير رضا، ولعل توصيف هذا المسح بالجغرافي، سيكون مما تطالعنا به فصول الكتاب نفسه. فبعد الدراسة الموسعة عن المخرج السويدي الراحل عام2007 إنغمار برغمان، والتقديم لأفضل 10 أفلام في 2007 تأتي الفصول لتخصص لقراءة انتاجات الأفلام في كل قارة، الســينما العربية، واللاتينية، والأوربية مرورا بكل القارات والمناطق، وصولاً إلى السينما التسجيلية و«الأنيميشن»، ويقول رضا عن هذا التقسيم إنه لن يكون كذلك في عام 2009 حيث سيتبع ترتيباً أبجدياً للأفلام يسهل على القارئ الرجوع للفيلم الذي يرغب فيه.

يتميّز كتاب رضا بتقديمه للقارئ كماً هائلاً من المعلومات السينمائية، وتحويل اعتباره مثلاً فيلم «رايات آبائنا» واحداً من أفضل عشرة أفلام، مساحة للحديث عن كلينت إستوود بعد عرض الفيلم، أو إضاءة واقع السينما الرومانية إن كان الحديث عن فيلم روماني، واتباع تلك الآلية في أكثر من موضع، هذا عدا قراءة كل فيلم على حدة وإحاطته بمرجعياته ومصادره، مع ملخص عن المخرج ومدير التصوير، وإن كان الفيلم مأخوذاً عن عمل روائي، فستكون قراءته متبوعة بتلخيص عن الروائي. لا بد أنه جهد يستدعي الثناء والتقدير، جهد فردي بحت على الرغم من تأكيده أنه عدل عن فكرة إسهام نقاد آخرين معه عند اصداره الكتاب الخامس، كونهم كانوا يرسلون أسوأ ما لديهم أو لا يلتزمون معه بمواعيد التسليم، وأنه اتبع نصيحة الناقد الراحل سمير نــصري بأن يكــتبه وحده. يعــد محمد رضا نفسه من مواليد عام 1895 تاريخ ولادة أول فيلم في تاريخ السينما، ولعل حنينه قد يأخذه دائماً إلى فترة سينمائية سيجد فيها ما يليق بحياته وإن كانت قبل ولادته، قد يجدها في الثلاثينات، هذا شغفه الذي يمكن العثور عليه بسهولة في «كتاب السينما».

تويتر