متطــوعات يقــرأن قصـــــصـــــاً للـمكفـــوفــين

تطبيق عملي لبرنامج منال بنت محمد التطوعي. تصوير: عمران خالد

سعياً لتطبيق أصول ومهارات العمل التطوعي في المجتمع، نظمت مجموعة من المتطوعات المشاركات في «برنامج منال بنت محمد للعمل التطوعي»، أول من أمس، في مدينة الطفل في حديقة الخور، فعالية «قراءة قصة لفئة المكفوفين»، في محاولة لتجسيد مبدأ التكافل الاجتماعي، وتنمية الإحساس بالمسؤولية تجاه أفراد المجتمع، وتحديداً نحو ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقالت مديرة مؤسسة دبي للمرأة، ميثاء الشامسي لـ «الإمارات اليوم» إن فعالية «قراءة قصة لفئة المكفوفين» تعد تطبيقاً عملياً لـ«برنامج منال بنت محمد للعمل التطوعي»، الذي يهدف إلى تعزيز مفهوم العمل التطوعي في المجتمع، من خلال تدريب مجموعة من المواطنات على ماهية العمل التطوعي، وأهميته في خدمة أفراد المجتمع»، وأضافت «يعمل البرنامج على تأكيد ضرورة ارتباط الجهد التطوعي بالمهارة، والخبرة اللازمة التي تكفل نجاحه، وتسهم في عملية الانخراط في قضايا المجتمع، وخلق جو من الألفة والمودة في صفوف أفراده».

100 طلب

وأكدت المشرفة والمنظمة في البرنامج، مريم الغرير أن «برنامج منال بنت محمد للعمل التطوعي شهد إقبالاً كبيراً، ضاهى عدد المشاركات المطلوبة»، موضحة «وصلت الطلبات إلى 100 طلب، ما يبين أن العطاء متأصلٌ في النفوس، ولا يقتصر على الوجه المادي فقط، بل يتجاوزه إلى ما هو أسمى وأنبل، وهو العطاء المعنوي الذي يتطلب من الإنسان مساهمة فاعلة وجهداً كبيراً ووقتاً ومعرفة».

وأضافت «قام البرنامج على مرحلتين، الأولى إشراك المتطوعات في مجموعة من ورش العمل التدريبية التخصصية في مجال العمل التطوعي، إلى جانب عدد من الزيارات الميدانية، والثانية تنفيذ المتطوعات عددا من البرامج التطوعية في الدولة، للتأكد من مدى الاستفادة التي حققنها من البرنامج. وتعد اليوم فعالية (قراءة قصة لفئة المكفوفين) أحد هذه التطبيقات».

بداية

وقالت مديرة تطوير البرامج الخاصة في هيئة التنمية والمجتمع في دبي، هالة بانا «تلقيت اتصالاً من احدى المتطوعات في البرنامج، تبلغني فيه عن رغبة المشاركات في تنظيم فعالية تطوعية تعنى بالأطفال المكفوفين، تقوم على فكرة قراءة قصة تعليمية لهم، تسهم في تنمية مداركهم، وتوسيع مخيلاتهم، ما ترك بالغ الأثر في نفسي، لاسيما أنني بحكم اختصاصي أدرك مدى حاجة هذه الفئة لمثل هذه الفعاليات»، وأكملت «كان لابد من أن تدرك المتطوعات طرق وأسلوب وفن قراءة القصة لهذه الفئة، فضلاً عن أسلوب التعامل معها، فاقترحت عليهن تنظيم ورشة عمل ليوم واحد حول هذا الموضوع، ولمست فيهن حماسا شديدا، ورغبة جامحة في التعلم، حيث انخرطن بسرعة كبيرة في عالم المكفوفين، وتعلمن أساليب وفنون التعامل معهم، وحتى الكتابة بطريقة (برايل) تعلمنها، ليستطعن كتابة أسماء الطلاب المكفوفين على الهدايا التي سيقمن بتوزيعها عليهم»، وأضافت «قمنا بجذب المستهدفين من المكفوفين بالتعاون مع المراكز المتخصصة، وهي «مركز دبي لتأهيل المعاقين»، و«مركز الشارقة للخدمات الإنسانية».

وعن تقييمها للفعالية على أرض الواقع، أوضحت «تعد قراءة قصة لفئة المكفوفين ناجحة بكل المقاييس، لاسيما أنها استخدمت وسائل إيضاحية تعليمية وترفيهية مختلفة، تقرب مفهوم القصة للأطفال المكفوفين، فضلاً عن أن مشاركة ذوي الأطفال أسهمت بدور كبير في إنجاحها».

مساندة

وذكرت مديرة مركز دبي لتأهيل المعاقين، إيمان حارب أن «المركز سعى لمساندة المتطوعات في (برنامج منال بنت محمد للعمل التطوعي)، من خلال السماح لهن باستهداف طلاب المركز، والمشاركة معهن في ورشة العمل التي تضمن تدريبهن على أساليب التعامل الصحيحة مع هذه الفئة». وأضافت «أسهمت الفعالية بلا شك في تعزيز العمل التطوعي، القائم على خدمة هذه الفئة».

وقالت المتطوعة، فاطمة دبل «أردنا من خلال (قراءة قصة للأطفال المكفوفين)، أن نسهم في تطبيق أصول ومهارات العمل التطوعي التي تعلمناها في (برنامج منال بنت محمد للعمل التطوعي)»، وتابعت «أعتقد أننا وفقنا في ذلك، لاسيما أننا استهدفنا فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديداً المكفوفين، الذين هم في أمس الحاجة لمثل هذه الفعالية»، موضحة أن القراءة «تساعد المكفوفين على تكوين رسومات وصور في مخيلاتهم عن ما يدور حولهم من أمور مختلفة، وذلك من خلال التأمل والتفكير، ولنجاح ذلك لجأنا إلى مجموعة من الوسائل التعليمية التوضيحية، التي تتيح لهم فرصة الإدراك عن طريق استخدام حواسهم المختلفة (الشم والسمع واللمس)».

مشاركة أولى

وأعربت المتطوعة، نفيسة محمد، عن سعادتها بالمشاركة في الفعالية، وقالت «أشعر بسعادةٍ عارمة لمشاركتي الأولى في انجاز عمل تطوعي، يخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديداً المكفوفين، لاسيما أنني أدركت كيفية التعامل معهم، وتعرفت إلى قدراتهم، واحتياجاتهم في الوقت نفسه». وبينت المتطوعة، بدرية مطر أنها شاركت في الفعالية إيماناً منها بأهمية تشجيع الأطفال على القراءة «لاسيما أنها تتزامن وإطلاق حملة «تحدي المليون كتاب»، الموجهة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث و١٤ سنة، والتي أطلقتها حملة (دبي للعطاء) عن طريق حملة العطاء للعمل التطوعي»، مؤكدةً أن فئة المكفوفين لا تُستثنى من عملية القراءة، التي لابد وأن يسهم فيها متطوعون قادرون على تحقيقها، حسب تعبيرها. وأعرب أهالي الاطفال عن فرحتهم البالغة بتنظيم مثل هذه الفعالية، التي أسهمت في رسم البسمة على شفاه أطفالهم.

تكرار الفعالية

وقالت رابعة كلنتر، والدة الطفل عبدالعزيز خالد (ست سنوات) «غالباً ما نفتقد تنظيم مثل هذه الفعاليات، التي تستهدف فئة المكفوفين، والتي تسهم في عملية دمجهم في المجتمع، خصوصاً أنهم يفتقرون للكثير من الرعاية والاهتمام في ظل قلة دور الرعاية الخاصة بهم». متمنيةً استمرار مثل هذه الفعاليات، لما فيه مصلحة هذه الفئة والمجتمع بشكلٍ عام.

واتفق مع كلنتر، محمد صادق، والد كل من صادق (11 سنة)، وآلاء (13سنة)، معرباً عن امتنانه الكبير لمنظمي فعالية «قراءة قصة لفئة المكفوفين»، وأضاف «لمست الفرحة في عيون ولدي صادق وآلاء، والابتسامة الجميلة على وجهيهما»، مؤكدا ضرورة تكرار مثل هذه الفعاليات، التي يندر وجودها. وذكرت لطيفة يوسف والدة الطفل ماجد أحمد(11 سنة) أن الفعالية «لم تستهدف الأطفال المكفوفين فقط، بل أهاليهم أيضا، إذ أسهمت من خلال دعوتهم إليها في تعرف بعضهم إلى بعض، وتبادل الخبرات في طرق التعامل معهم، للاستفادة منها». وعبر الأطفال عن سعادتهم بالقصص التي تم طرحها.

تويتر