«آرت باريس ــ أبوظبي».. يُفتتح اليوم ويعرض 3300 عمل إبداعي

من لوحات عالمية في «آرت باريس ــ أبوظبي». من المصدر

أعلن أمس في مؤتمر صحافي أقيم في قصر الإمارات في ابوظبي، عن مشاركة 58 صالة عرض عالمية و700 فنان من 22 دولة، بأكثر من 3300 عمل إبداعي في الدورة الثانية من معرض «آرت باريس أبوظبي»، التي تنطلق فعالياتها مساء اليوم تحت رعاية الفريق أول سمو الشيح محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وتحدث في المؤتمر كل من مدير هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي، ومديرة معرض «آرت باريس ابوظبي»، كارولين كلو لا كوست، والمستشارة الثقافية في شركة التطوير والاستثمار السياحي، ريتا عون، ورئيس تحرير مجلة «يوزار» للفنون الجميلة، فابريس. وقالت لاكوست ان عدد المعارض لهذه الجولة «زاد على العام الماضي وهذا دليل على نجاح المعرض الذي استقطب آلاف الزوار الذين نتوقع ان يزدادوا في الايام المقبلة»، وأضافت «خصصنا خمسة معارض للمواهب الشابة التي يهمنا وجودها لنقل تجربتها، واختلاطها بتجارب المبدعين المشاركين في اروقة آرت ابوظبي»، مشيرة الى ان «زوار المعرض وقبيل دخولهم قاعة العرض سيحظون بالاستمتاع بجمال المجسمات الفنية لأهم الفنانين العالميين والعرب، التي سترحب بهم من خارج فندق قصر الإمارات»، ويسلط الحدث الضوء حسب المتحدثين الى جانب معارض مواهب شابة «على واقع الفن الحديث والمعاصر في منطقة الشرق الاوسط من خلال تنظيم معرض «حركة وتواصل.. رحلات عبر الصحراء والبحر»، الذي تشرف عليه الفنانة امل طرابلسي ويستكشف من خلاله طبيعة وجغرافية المنطقة على 16 فنان من الدول العربية.

تعزيز مكانة أبوظبي

وقد افتتح كلمة المؤتمر مدير هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي، الذي قال «ان الفنون التشكيلية المعاصرة، العالمية والإقليمية، وجدت لها مكاناً بين أرجاء مدينتنا، هنا في أبوظبي»، وأضاف «نحن نسعد بأن نجد معرض آرت باريس-أبوظبي، في دورته الثانية، وهو يحتل مكانة مرموقة على خارطة الإبداع الفني الرفيع، فلا أحد بعد اليوم يمكنه أن لا يسجل في مفكرته الفنية هذا الحدث السنوي الفريد الذي يخدم الفن ومقتنيه ويعزز من مكانة أبوظبي كمركز رائد للأعمال الفنية المعاصرة، مشدداً على أن «الفن عمل إنساني مليء بالإبداع، لكن أهميته تتزايد من خلال ما يؤسسه الفنانون والمقتنون من شبكات للعلاقات التي تربط بين الصالات والمعارض الفنية المرموقة»، فالذائقة الفنية حسب تعبيره «تحتاج دوماً إلى من يعززها بفعل التسويق والمعرفة والترويج للفنانين المبدعين الصاعدين»، مشيراً الى ان اهتمام ابوظبي بالفن المعاصر عالمياً «لان عيوننا تتطلع إلى أن يجد الفنانون الإماراتيون والعرب موقعاً يستحقونه في قلب الفن العالمي، وفي نطاق الاهتمام الذي يمنحه مقتنو الأعمال الفنية للجديد المختلف والأصيل، ولفتح الباب لهذا التواصل فإن معرض «الحركة والاتصال.. السفر عبر الصحراء والبحر» سيكون المقدمة لهذا التوجه»، كاشفاً عن ارقام تدل على نجاح «آرت باريس»، وأضاف «أعتقد أن وجود 58 صالة عرض عالمية بنسبة زيادة 40% على دورة العام الماضي، ومشاركة 700 فنان من 22 دولة بأكثر من 3300 عمل إبداعي، تكفي للشهادة على هذا النجاح، إضافة لمعرض ضخم للنحت والنصب الفنية في حدائق قصر الإمارات، بمشاركة فنانين عالميين من بينهم فنانون عرب».

ووصف المزروعي الفن بأنه «يحب الارتحال بين الشعوب والبلدان وعبر الأزمان، وحيثما تجدون أن الفن ينبت جذوره، فهذا دليل على أنه يجد التربة الإنسانية المناسبة، مرة في الأندلس، وأخرى في باريس ونيويورك ولندن، وها أنتم تجدونه اليوم في أبوظبي، فازرعوا معنا نبتة الفن الجميلة في هذه الأرض الكريمة».

ووصف «معرض آرت باريس- أبوظبي 2008  بأنه «نقلة نوعية في مسيرة أبوظبي الطامحة لقيادة مسيرة الفن في المنطقة كموقع ريادي، ومنارة للإشعاع الثقافي إقليمياً ودولياً».

جسر الحوار والثقافات

وقالت مديرة المعرض، كارولين لاكوست، «إن (آرت باريس) يركز دائماً على تعزيز دوره كجسر للحوار بين الثقافات المختلفة خصوصاً في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط، واكتسب هذا الدور دفعة إضافية بإطلاق «آرت باريس أبوظبي» في نوفمبر 2007 بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وشركة التطوير والاستثمار السياحي»، حيث استقطب حسب ما اكدت لا كوست «نحو 9000 زائر، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 15ألف زائر في دورته الثانية»، مشيدة بالعلاقات الجيدة التي تربط بين «آرت باريس» والعالم العربي التي تتعزز عبر مشاركة عدد من قاعات الفنون من الشرق الأوسط في الحدث الذي يقام في العاصمة الفرنسية، كما أنه نظم في أبريل الماضي معرضاً شهد حضوراً واسعاً لنحو 20 فناناً جديداً من المنطقة العربية، كاشفة ايضاً عن وجود عدد من كبار الشخصيات الفنية العالمية ومن الخبراء المرموقين في أعمال منتدى (أبوظبي.. فن.. أحاديث ومشاعر)، الذي تم تكريسه للإبداعات والأفكار المعاصرة مع تركيز خاص على «مكانة علم الجمال في العالم العربي اليوم».

وفي المقابل قال رئيس تحرير مجلة «يوزار» للفنون الجميلة، فابريس، «إن الهدف من اقامة ورش تعليمية خلال فعاليات المعرض هو التعبير والتأكيد على روح ابوظبي»، مؤكداً «هذا المعرض الحديث سيحاول من خلال ورش العمل والندوات والالتقاء مع الاخر التعبير عن تلك الروح من خلال اللغة العربية والموسيقى والوجوه»، مضيفاً «أعتقد ان أبوظبي ستستحدث نوعاً مختلفاً من الخليط الفني الموجود بين اروقة المعرض الذي يستمد روحه من الخليط السكاني المتعدد الثقافات الموجود على ارضه ويوجد بينهم تناغم لا مثيل له».

حماسة مبشرة 

صرحت مديرة معرض «آرت بارس أبوظبي»، كارولينا لاكوست، لـ«الامارات اليوم» بأن «تجربة عقد (آرت باريس) في العاصمة ابوظبي هي تأكيد على الاهمية الجغرافية والعالمية التي تحظى بها هذه المدينة الرائعة»، وعن الفروق بين معرض (آرت باريس) الذي يقام منذ 10 سنوات في باريس ومعرض آرت باريس ابوظبي، قالت لاكوست «نحن نتحدث عن دورتين اثنتين احدثتا ضجة اعلامية في ابوظبي، وهذا دليل على نجاح الدورة السابقة وعلى الذوق العام الذي يحظى به سكان دولة الامارات»، وأضافت «ما يفرق بين آرت باريس فرنسا وآرت باريس ابوظبي، ان الاول يستقطب ما بين 110 الى 120 قاعة فنون من مختلف انحاء العالم، الى جانب مختارات من اعمال لفنانين مرموقين وتشكيليين جدد وهذا موجود في ابوظبي ولكن بصورة مصغرة»، مشيرة الى ان «آرت باريس في باريس لا يحظى بمشاركة عربية كبيرة مثل الذي نشاهده هنا»، مؤكدة «بناء على المعطيات والحماس اللذين أراهما في ابوظبي فلا شك لدي بأن يصل معرض آرت باريس ابوظبي الى مكانة المركز الرئيس في السنوات المقبلة».

تويتر