«عيايز فريج» يدخلون المسرح بعرض فلكلوري عالمي

«فريج فلكلور».. عرض عالمي يمزج فنون المسرح والسينما وتحريك الرسوم عبر ثلاثة أزمنة متخيلة. من المصدر

انسجاماً مع شعار المسلسل الكرتوني التراثي «فريج» «عند العيايز كل شي يايز»، تخوض أسرة العمل بقيادة مخرجه، محمد سعيد حارب، تجربة فنية عالمية تحت مسمى «فريج فلكلور» بمساندة نحو 350 فرداً يشاركون في عرض مسرحي شديد الإبهار والاتكاء على أحدث التقنيات المسرحية عبر تجربة رائدة عربياً، تلجأ إلى الاستعانة بتقنيات الرسوم المتحركة مع حركة الشخوص الحقيقيين على المسرح، فضلاً عن الاستفادة من إمكانات العرض السينمائي، وهو العمل الذي سبق وأن قدم حارب عرضاً موجزاً عنه قبل أن يصبح مشروعاً ثقافياً قائماً بذاته يحتوي على سبعة مشاهد مسرحية متكاملة تمتد لـ90 دقيقة، ويستهدف جمهوراً عريضاً خلال فترة عرضه بين 8-16 يناير المقبل، وتتضمن 19 عرضاً 11 منها باللغة العربية وثمانية بالإنجليزية .

وقال حارب لـ «الإمارات اليوم» على هامش المؤتمر الصحافي الذي عٌقِد أمس، في مركز مبيعات نخيل، بحضور رئيس المشاريع في هيئة دبي للثقافة والفنون، سعيد النابودة، وراشد اليديوي، مدير الفعاليات لدى نخيل، و بنجامين موني، المنتج المنفذ لـ «فريج فلكلور»، إن «العمل بطولة جماعية تتلاقى في إنجازه جهود كثيرة، فبالإضافة إلى الملحن، إبراهيم جمعة، الذي قام بتلحين وكتابة أشعار معظم الأغاني بالتعاون مع قائد فرقة روسية للمزج بين الموسيقى الشرقية والغربية، هناك أيضاً مذيع أخبار الإمارات، حمد ناصر، الذي يؤدي صوت مارد اسطوري في هذا العمل، والمذيعة في تلفزيون دبي، أمل محمد، التي ستؤدي ايضاً حديث شجرة أسطورية في عالم متخيل، والمذيع في شبكة الإذاعة العربية، نسيم رمضان، والكاتبة أمنة المنصوري التي أمدت العمل بمجموعة رائعة من الأشعار، فضلاً عن خمسة قائدي أوركسترا والمئات ما بين مؤدين وفنيين وغيرهم، يدلى كل منهم بدلوه من أجل نجاح العمل».

تعديلات

وكشف حارب عن تعديلات تم إدخالها إلى المحتوى الدرامي للعرض الذي كتب السيناريو الخاص به، فضلاً عن إخراجه ومنها جانب من رحلات الرحالة العربي ابن بطوطة وما تتضمنه من مفارقات ودلالات موحية في سياق العلاقة مع الآخر، وأضاف «سيستمتع المشاهد بأداء فانتازي راقٍ ومشهدية تجسد دبي بثلاثية الماضي والحاضر والمستقبل، اختلط فيها الواقع بالمتخيل، والسينمائي بالمسرحي، والمرئي بغير المرئي، عبر عرض شديد الإبهار يسعى للاحتفاء بقيمنا الأصيلة التي لا تتنافى في حد ذاتها مع رؤانا نحو مستقبل أفضل، لذلك فإن اللهجة الإماراتية المحلية هي المستخدمة في العمل الذي يستعين أيضاً بالعربية الفصحى، من خلال بعض القصائد الملقاة ضمن سياق الأحداث».

تداخل الفنون

وأوضح مخرج «فريج فلكلور»: تم تخصيص ثمانية عروض باللغة الانجليزية من أجل تلبية الطلب المتوقع للاستمتاع بالعروض من أبناء الجاليات المقيمة والزائرة من غير الناطقين بالعربية، لا سيما وأن «فريج فلكلور» عمل محلي عالمي شديد الانفتاح والتواصل مع الآخر، عبر رؤية فنية استعانت بعدد كبير من المحترفين في مجال فنون الأداء المسرحي الاستعراضي وما يرتبط به من فنيات إضاءة وجرافيك وديكور ومؤثرات صوتية وغيرها من مختلف أنحاء العالم».

وأضاف «هذا العمل مزيج مذهل بين اللوحات الراقصة والموسيقى والصور المتحركة والأداء المسرحي. حيث يقدم «فريج فلكلور» احتفالية بالحضارة والتاريخ العربين بطريقة تليق بهما، ونستخدم لوحات مسرحية من الخيال والواقع ممتزجة مع بعضها بعضاً». وأشار الى ان العمل يتضمن رحلة تأخذ المشاهدين عبر الأزمنة المختلفة، لإلقاء الضوء على الأساطير والحكايات المستوحاة من التاريخ والأدب العربي، تتم عبرها معايشة بعض القيم والعادات الأصيلة لدى المجتمعات الخليجية بشكل عام والمجتمع الإماراتي بشكل خاص مثل الغوص للبحث عن اللؤلؤ والصيد بالصقور بالاضافة الى الرقصات والأهازيج الخاصة المستوحاة من الإرث الثقافي والفني المرتبط بأبناء هذا المكان.

خيال يمازج الواقع

وكان حارب قد قدم عرضا أوليا للعمل في شهر مايو الماضي، مزج فيه بين الواقع والمتخيل، والمرئي وغير المرئي على خشبة مسرح ارينا بظهور الرباعي المجسم أم خماس، وأم سلوم، وأم علاوي، وأم سعيد، التي أنشدت شعراً في وصف دبي، ثم لغزاً شعرياً عن حضارتها وباني نهضتها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وكان حل اللغز الشعري شرط المارد الذي ظهر للعجائز الأربع، من أجل السماح لهم بالإبحار في عالم الأساطير الذي يتطلعن إليه، لكن المارد نفسه بدا منبعثاً من فانوس عملاق حقيقي كان متموضعاً على خشبة المسرح، وفي الوقت الذي بدأ المارد يتحدث عن علاقاته بالأساطير المختلفة جامعاً بين الأساطير العربية والشرقية مثل مصباح علاء الدين، والسندباد،في الوقت الذي كان يشير ايضاً إلى الأساطير المحلية مثل أم الدويس ودرياه ملك البحار، في استناد إلى لوحات بشرية حية كان يقوم بها مؤدون على خشبة المسرح للدلالة على كل منها، بشكل يجعل مؤدي المشهد يختفون عن الرؤية بفعل التحكم في الإضاءة والمؤثرات الضوئية. وتضمن العرض ايضا محاكاة لمهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ في مياه الخليج، فيما تجلت فيها أيضاً عبقرية إخراجية مزجت بين مشاهد فيلمية بالأبيض والأسود مع صورة واقعية لمجاميع المؤدين على المسرح مع استعانة حرفية بالجرافيك الذي رسم صورة ثلاثية الأبعاد لمياه الخليج بزرقتها الشديدة على نحو أوحى للمشاهد أنها أصبحت بالفعل أمامه.

استثمار ثقافي

خلال المؤتمر الصحافي. من المصدر

قال المخرج الإماراتي، محمد سعيد حارب، الذي يخوض حالياً تجربة جديدة تمزج بين فنون التحريك الكرتوني والأداء المسرحي والسينمائي، مع فريق عمل من 350 فرداً، إن «الاستثمار في مجالات الثقافة والفنون لم يعد وهماً أو مشروعاً خاسراً مسبقاً كما كان سابقاً، وإن مسؤولية التنوير والحفاظ على الإرث الثقافي حياً متداولاً يجب ألا يظل هماً حكومياً فقط»، وأضاف «غامرت شركة «لم تر بكتشرز» التي أنتجت «فريج» برأسمال ضخم وصل إلى نحو 700 ألف درهم في الحلقة الواحدة، في سابقة هي الأولى عربياً وحققت نتائج مبهرة بدليل أن علامة «فريج» التجارية أضحت موجودة على 400 منتج مختلف، والآن تقوم بـ«فريج فلكور» وفق ميزانية ضخمة تفوق أضعاف ميزانية جزء كامل من مسلسل «فريج» الكرتوني، وكما كان العمل التلفزيوني تجربتنا الأولى في هذا المجال، فإن العرض المسرحي هو أيضاً خطوة أولى نجتهد أن تكون مكللة بالنجاح.

النابودة: أنتم إغراؤنا

قال رئيس المشاريع في هيئة دبي للثقافة والفنون، سعيد النابودة، موجهاً حديثه للموهبة الإخراجية الإماراتية، محمد سعيد حارب : « أنتم المواهب الإماراتية الشابة إغراؤنا وهاجسنا الدائم نحو تفعيل واستحداث مشاريع تصب في بوتقة تحفيزطاقاتكم وصقل قدراتكم» مثنياً بشكل خاص على تجربة حارب، سواء في ما يتعلق بالمسلسل الكرتوني «فريج»، أو مشروع العرض المسرحي الجديد «فريج فلكلور» لا سيما لجهة احتفاء العملين الشديد بالموروث الثقافي والتراثي الإماراتي.

تويتر