«بانكوك المخاطر».. كيف تصبح قاتلاً في ساعتين
لكل شيء قواعد وقوانين، ليس الأمر لعبة، يقتل فيها من يقتل، ويصفى من يصفى بمجرد الضغط على الزناد، الأمر يتخطى ذلك إلى درجة يتحول فيها القاتل المأجور إلى الأسطورة الوحيدة المتوافرة أمامنا في هذا العصر، وعليه فإن فيلم نيكولاس كيج «بانكوك المخاطر» الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية يمضي خلف تقديم أسطورة هذا القاتل بكل دناءتها على شيء من معايشة واقعه وحياته والتي ستكون خاصة ومدهشة على الرغم من أنها قائمة على عشرات الجثث، وعمليات الاغتيال التي يكون دافعه الوحيد للقيام بها هو المال.
من البداية يطلعنا جو «نيكولاس كيج» على الكيفية التي ينفذ فيها عمليات القتل، ويكون حينها في براغ، ويصارحنا بقواعده الأربعة المتمثلة بعدم ترك أي أثر، أو التساؤل عن أي شيء متعلق بالشر والخير، والابتعاد عن بناء أية علاقات مع أي من البشر حوله، المهم أن يقتل ويغادر البلد الذي نفذ فيه عمليته، ولينتقل بعد ذلك إلى بانكوك، والتي ستكون توضيحاً أشد تفصيلا لطرقه في إدارة عملياته.
أولا يقع اختياره على شخص يجعله مراسلا بينه وبين من يكلفونه بعمليات الاغتيال، فهو يبقى متواريا، ففي بانكوك يختار نشّالاً اسمه كونغ، والذي عادة ما يقتله أيضاً بعد انتهائه من عملياته.
تتوالى عمليات الاغتيال في بانكوك، وينفذها جميعاً بدقة وحرفة وخفة، كل شيء محسوب بدقة، يأتيه كونغ بحقيبة من مستأجريه، فينظر إلى صورة المطلوب تصفيته ويغمض عينيه ليحفظها في الذاكرة ثم يتخلص من كل شيء بما في ذلك الصورة، ويقوم بتصفيته بعد دراسة مسبقة.
في بانكوك يخرق جو قواعده الصارمة، يقع بحب امرأة خرساء، يتعاطف مع كونغ ويحوله إلى صديق له، ويعلمه أسرار مهنته، وغير ذلك أيضاً من مخاطر لها أن تكون موجودة فقط في بانكوك كما يقول عنوان الفيلم، الأمر الذي يمضي بجو إلى نهايته الطهرانية، التي بمجرد أن يفتح الباب لعواطفه ومشاعره فإن حقيقته ستظهر بالنسبة إليه، حقيقة لها أن تجعله شهيد القتل، أو القاتل الذي يكتشف أنه قاتل فيمسي صاحب غاية ورسالة وما إلى هنالك ما دام قد أحجم عن بعض تصرفاته المعهودة، كما يحاول الفيلم أن يوهمنا.
فيلم «بانكوك المخاطر» الذي أخرجه الأخوان بانغ، تجاري بامتياز مثل كل ما نشاهده على شاشات العرض المحلية، وعلى شيء من «الأكشن» الذي يستبيح كل شيء كرمى لعيون التشويق والإثارة، بحيث يفشل أيضاً في تحقيقهما إن كان المطلوب هو إثارتنا، ذلك أنه يميل أكثر إلى أن يجعلنا نتعاطف مع القاتل، مع تأكيد اصرار كيج على أن يقدم لنا درساً في كيفية أن نصير قتلة في ساعتين، وتنقله من دور سيئ إلى آخر أسوأ، بحيث لم يترك لنا إلا العودة لعام 2002 لتذكر آخر دور مهم قدمه في «أدبتايشن».