مهرجان دبي السينمائي.. 181 فـيلماً من 66 بلداً
حمل إطلاق مهرجان دبي السينمائي دورته الخامسة، مبادرات جديدة على الصعيد السينمائي، وإضافات على صعيد مسابقة المهر، والأفلام المشاركة في برامجه المتنوعة، محافظاً في الوقت نفسه على ما درج على تقديمه في دوراته السابقة وتجسيد شعاره «ملتقى الثقافات والإبداعات».
وتمثل ذلك في زيادة عدد الأفلام المشاركة بنسبة 150% مقارنة بالدورة الأولى، وإحداث مسابقة المهر الآسيوي والإفريقي التي تضاف هذا العام إلى مسابقة المهر العربي، والتي تلقت ٤٥٠ مشاركة في المسابقة العربية وما يماثلها تقريبا في المسابقة الآسيوية والإفريقية.
ولعل المبادرة الأهم التي تحملها هذه الدورة تتمثل بالشراكة التي أقامها المهرجان مع مؤسسة ترميم الأفلام التي يرأسها المخرج الأميركي، مارتن سكورسيزي، في مشروع طموح يسعى لترميم أفلام مهمة في تاريخ السينما العربية غيبها التلف، ويمكن لها أن تكون من أهم كلاسيكات هذه السينما.
وقدم رئيس المهرجان، عبدالحميد جمعة، في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، في فندق مينا السلام، استعراضاً سريعا لما ستحفل به هذه الدورة قائلاً «سنحتفل مع عشاق السينما في دبي وضيوفنا من جميع أنحاء العالم بإطلاق الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي بمشاركة 181 فيلماً من 66 بلداً من العالم العربي ومن جميع أنحاء العالم».
واستعرض جمعة أسماء المكرمين هذا العام، وفي مقدمتهم المخرج الجزائري الفرنسي، رشيد بو شارب، صاحب فيلم «بلديون»، والمخرجان، تسوي هارك، وتيري غليام، وأضاف «نعتقد أن القصص التي رواها هؤلاء المبدعون، والأساليب التي استخدموها في أفلامهم تجسد روح المهرجان وجوهر برنامج التكريم».
وفي السياق نفسه، قدم المدير الفني للمهرجان، مسعود أمرالله، سردا موسعاً لما أضيف إلى مسابقة المهر العربي، وتعريفا بلجنة التحكيم في كل المسابقات منوهاً بالمشاركات الآسيوية والإفريقية، وقال إن مسابقة المهر للإبداع الآسيوي والإفريقي «أضافت إلى برنامج المهرجان أفلاماً من دول لم نكن نتوقعها مثل باكستان وأفغانستان، إضافة للحضور القوي لدول اشتهرت بحركة سينمائية مميزة مثل اليابان وتركيا وإيران، ما منح المهرجان في دورته الحالية تنوعاً فنياُ لم يسبق له مثيل، وهو ما يتماشى مع رؤيتنا الدولية وسعينا إلى عروض الأفلام من كافة أنحاء العالم».
ويرأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في مسابقة المهر للإبداع السينمائي العربي المخرج الروسي، سيرجي بودروف، وتضم اللجنة الكاتب والمخرج المغربي، أحمد المعنوني، والممثلة المصرية، لبلبة، والروائية والناشطة، أهداف سويف، صاحبة رواية «خريطة الحب».
أما لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في مسابقة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي - الإفريقي فيترأسها المخرج الهندي الشهير، أدور غوبالاكريشنان، بينما يترأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية في مسابقة المهر العربية مدير مهرجان ساندانس السينمائي، جيفري غيلمور، بعضوية كل من: جيهان نجم، وهاني أبوأسعد، مخرج فيلم «الجنة الآن». في حين تضم لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية في مسابقة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي-الإفريقي، يانو كازويوكي، أحد مؤسسي شركة «سينماتريكس» لتوزيع الأفلام، وجان ماري تينو، مخرجة الأفلام الوثائقية الإفريقية، ويترأس اللجنة المخرجة الإيرانية القديرة، رخشان بني اعتماد.
ويترأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة لمسابقة المهر العربي المخرج المصري، خيري بشارة، والممثلة اللبنانية، كارمن لبس، ومدير مهرجان أوبرهاوزن الدولي للأفلام القصيرة، لارس هينريك غاس.
وللمرة الأولى في تاريخ المهرجانات العربية، مهرجان دبي السينمائي الدولي دخل في شراكة استراتيجية مع الاتحاد الدولي لنقّاد السينما «فيبرسكي» لإطلاق «جائزة النقاد الدولية» والتي تمنح سنوياً لأفضل فيلم روائي طويل في مسابقة المهر للإبداع السينمائي العربي. ويترأس لجنة تحكيمها، جون روي، نائب رئيس اتحاد الصحافيين السينمائيين الفرنسيين.
وتركز الدورة الخامسة في عروضها العالمية هذا العام على السينما الإيطالية، في مواكبة لأحدث الانتاجات وعلى رأسها فيلم «غومورا» المثير للجدل، مع تقديم فيلم ستيفن سودربيرغ «تشي» عن حياة الثائر الأرجنتيني الشهير، وفيلم «استراليا»، هذا عدا فيلم افتتاح المهرجان «دبليو» للمخرج الأميركي الاشكالي، أوليفر ستون.
وفي سؤال لـ «الإمارات اليوم»، عن الأسباب التي تقف خلف اختيار فيلم «ستون» ليكون فيلم الافتتاح، تناوب عبدالحميد جمعة، ومسعود أمرالله على التأكيد أولاً على أهمية الفيلم من الناحية الفنية وخصوصية أعمال ستون مع التأكيد على أنه «اختيار دقيق في مرحلة تغييرية، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى تأثر منطقتنا العربية سياسيا واقتصادياً بفترة حكم بوش في السنوات الثماني الأخيرة». ويقدم فيلم «دبليو» سردا خاصاً لحياة الرئيس الأميركي، جورج دبليو بوش، وبحثاً عن دوافعه في قيادته المتهورة للعالم.
ومن الناحية التجارية، استحدث المهرجان «سوق دبي السينمائي» الذي يعرض أكثر من 200 فيلم تخص المنتجين والموزعين وأصحاب المحطات التلفزيونية، كما يقدم كتابا متخصصا بصناعة السينما بالتعاون مع مهرجان «كان» وبنسخة عربية، وكتابا يحتفي بالعصر الذهبي للسينما المصرية، مع قرص رقمي يحوي ثمانية أفلام إماراتية قصيرة تم عرضها في الدورات السابقة.
يذكر أن الدورة الخامسة من مهرجان دبي السينمائي ستنطلق من 11 إلى 18 ديسمبر المقبل، وتحمل أيضاً الكثير من الفعاليات الموازية مثل حملة «سينما ضد الإيدز» وندوات «الجسر الثقافي»، و«ملتقى دبي السينمائي»، الذي طرح العام الماضي 15 مشروعاً سينمائيا، اقترب نصفها من مرحلة الانتاج بعد تمكن أصحابها من الحصول على التمويل اللازم بفضل هذا الملتقى، وليقدم 18 مشروعاً جديداً هذا العام.