أبوظبي تستضيف «ألواناً جديدة» من أرمينيا

المعرض يقدم صورة بانورامية عن الفن الأرميني. من المصدر

لا تتوقف مدلولات عنوان معرض «ألوان جديدة من أرمينيا» على ثراء الأعمال التي يتضمنها المعرض بالألوان؛ التي مثلت اللاعب الأول في لعبة الإبداع التي مارسها الفنانون المشاركون فيه فقط، ولكن مدلولات العنوان امتدت لتقود متأمل اللوحات للتعرف إلى أساليب فنية جديدة ومعاصرة لدى الفنانين الأرمينيين المعاصرين.

المعرض، الذي افتتح أول من أمس، في قاعة النخيل في المجمع الثقافي في ابوظبي، يقدم من خلال الأعمال الـ45 التي ضمها لمحات مركزة من المشهد الفني الأرميني من الداخل، الذي أدى دخول المدارس الفنية الحديثة إليه مع بداية القرن الماضي إلى تغييرات كبيرة في القواعد التقليدية للفن السائد في ذلك الوقت، ليجد الفنان الأرميني في التجريد أداة للتعبير عن جوانب ذاتية ونفسية، بعيدا عن الموضوعات الكلاسيكية التي اعتمدت على تجسيد الطبيعة ومحاكاتها وتتبع ظواهرها.

9 فنانين

تضمن المعرض اعمالا لتسعة فنانين هم: ميليك غزريان، وهايك مكرتشيان، وروبرت خاتشاتريان، وهوفيك انطونيان، وإديك هاكوبيان، واليك أليكيان، وغور شاهبزيان، وأندرانيك أنطونيان، وكوستانديان ريبن، جمعت بينهم بعض الملامح مثل التقارب في العمر، حيث ولدوا في منتصف القرن الماضي تقريبا، وأيضا شغفهم الواضح بالألوان، التي بدت في أعمالهم عنصرا أساسيا في تكوين اللوحة، وتقدمت في الكثير من اللوحات لتلعب الدور الأول فيها، ولا تكتفي بدور العنصر المكمل للموضوع، بالإضافة إلى استخدامهم المدارس التجريدية والسريالية للتعبير عن ما لديهم من مشاعر وأفكار، في المقابل انفرد كل من هؤلاء الفنانين باسلوبه وملامحه وشخصيته الخاصة التي تميز بها عن غيره من الفنانين.

موضوعات متنوعة

واستمدت بعض أعمال المعرض موضوعاتها، من دفاتر الحياة اليومية للناس، وأنشطتهم وحرفهم، مثل لوحات «الصياد» و«الصيد بالصنارة» و«مصارعة الثيران» و«الحصاد» للفنان ميليك غزريان، والتي تميزت بألوانها الفاقعة والمتناغمة أيضا، وعلى الرغم من اتجاه الفنان للتعبير عن موضوعات دارجة من الحياة اليومية، إلا ان لمساته التجريدية منحتها أبعاداً أكثر عمقاً، وساهمت بالتضافر مع الألوان في إيجاد علاقات غير دارجة بين الإنسان من جهة والمكان ومفردات الطبيعة من جهة أخرى. وهو ما انعكس بصورة مغايرة في أعمال الفنان بروبرت خاتشاتريان، التي تواطـأ فيها اللون مع الموضوع لإيجاد حالة نفسية للعمل، تبـدو غائمة وضـبابية في بعض الأعمال مثل لوحة «فـارس»، و«ليل» التي تبدو فيها أشكال هلامية لأزهار او أشخاص تحت عتمة المساء، أو تزدهر وتتفتح حاملة معها مشاعر التفاؤل والابتهاج لقارئ اللوحة مثل «الربيع» والتي تزهو بالوانها الفاتحة المبهجة، وهي تصور فتاة جميلة تقبل بانطلاق نحو ازهار الربيع.

واتجه الفنان اديك هاكوبيان للطبيعة الصامتة ليخلق مقاربات بين مفرداتها وعناصر جمالية أخرى تكسر حالة الصمت لتنقل جزءا من روحها إلى الادوات الجامدة من حولها، مثلما في لوحات «حياة معدنية وزهرة» و«حياة معدنية وشمعة» و«مثلث من الكريستال»، حيث تمنح ألوان الزهرة في اللوحة الأولى وضوء الشمعة في الثانية ملامح من الحياة والحيوية للحياة الصامتة المحيطة بها.

أما الفنان أندرانيك أنطونيان فيترك في أعمـاله مسـاحة أكبر من الحـرية للألوان التي تميل إلى السخونة والقوة؛ حيث يـبرز فيها الأحمر والأصـفر بوضـوح، في حين مال الفنان هايك مكرتشيان في أعماله للدرجات الهادئة للألوان لتناسب موضوعات لوحاته، مثل لوحات «منزل قديم» و«شجرة وحيدة» و«العاصفة».

تويتر