ليلة المهرجان الثانية تنتصر للمبادرات الإنسانية
عد ليلة شديدة الاحتفاء بصناعة السينما، قضاها ضيوف مهرجان دبي السينمائي في أمسية انطلاقة الدورة الخامسة منه، في مدينة جميرا، أعقبها حفل استقبال في فندق مينا السلام امتد حتى ساعات الصباح الأولى ليوم أول من أمس، كان الجميع على موعد آخر في صبيحة ثاني أيام المهرجان (الجمعة) الذي اختارته اللجنة المنظمة ليكون موعد انطلاقة برنامج سينما الأطفال، وهي الفئة التي حافظ المهرجان على وجودها إيماناً بأهمية الاهتمام بشكل ومحتوى الأفلام الموجهة للأطفال على وجه الخصوص عبر فيلم «ابطال داران السبعة: معركة صخرة باريو» للمخرج لورنس بلوك، في مدينة أرينا، حيث حظي بحضور لافت من الصغار والكبار على حد سواء.
وانعكس ارتباط النجوم بالاستعداد للمرور على سجادة حمراء أخرى استضافها فندق أتلنتس، تحت رعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، في مبادرة إنسانية كبرى بعنوان «سينما ضد الإيدز» المنضوية تحت عباءة المهرجان، على ألق المقر الرئيس للفعاليات بفندق مدينة جميرا، في حين تجمعت حشود كبيرة من المصورين والمراسلين الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة أمام مركز المؤتمرات بفندق أتلنتس الذي دفعت مشاهد ليلة افتتاحه الأسطورية الكثيرين إلى التقاط صور تذكارية له.
وعلى أحد جانبي السجادة الحمراء التي امتدت لنحو 20 متراً، تم تخصيص أماكن بعينها لمندوبي وسائل الإعلام المختلفة الذين جاء معظمهم من خارج الدولة خصيصاً لتغطية الحدث، في مشهد لم يرضِ تماماً الإعلاميين المنتمين إلى الوسائل المقروءة بسبب استحواذ مصوري ومراسلي الفضائيات على المواقع الأكثر تميزاً، وعلى أكبر مساحة، قبل أن يقنتع الجميع بأن التكاتف من أجل إنجاح المبادرة الإنسانية للمهرجان أهم من الحصول على مزيد من التصريحات الإعلامية للنجوم.
وانعكست القيمة الحضارية التي اختارها المهرجان لرسالته في أن يكون جسراً بين الثقافات مرة أخرى في هذا الحدث الإنساني الذي خصص ريعه، المتضمن ايضاً مزاداً خيرياً لصالح مؤسسة «أنفار» العالمية التي تهتم بمعالجة مرضى الإيدز والتوعية ضده، من خلال الحفل الخيري الذي جمع نجوم الدراما المحلية والخليجية والعربية مثل حبيب غلوم ومروان عبدالله ومحمد المنصور وعبدالعزيز الجاسم وصلاح الملا وجمال سليمان مع نجوم هوليوود سلمى حايك وأوليفر ستون وتيري غليم وغولدي هاون ولورا ليني وغاسي أفلك وجيفري رايت وكارمن اجيجو غيرهم.
رئيس مهرجان دبي السينمائي عبدالحميد جمعة كان أول العابرين على السجادة الحمراء قبل أن يخص «الإمارات اليوم» بتصريح قال فيه «لا يمكن النظر إلى هذا الحدث منفرداً ولن تتضح أبعاده كاملة بمعزل عن المبادرات الإنسانية الكثيرة التي تحرص عليها دبي في مختلف المجالات»، مؤكداً أن الدور الحقيقي للسينما في جوهره إنساني، وفي حالة دبي مهرجان السينمائي فإن الرسالة الحضارية له في ظل هدف تحاور الثقافات، تبدو شديدة التلازم مع دعم كل مبادرة تصب في صالح رفع المعاناة عن مجتمع أو فئة ما مأزومة».
وقال جمعة «إننا مازلنا بحاجة لمزيد من الوقت كي نتمكن من التقييم الصحيح لمدى نجاح مبادرة (سينما ضد الإيدز) التي مازالت في عامها الثاني، لاسيما أن تلك المبادرات الإنسانية ذات الصبغة العالمية غالباً ما تحتاج أعواماً طويلة من اجل تلمس تأثيرها الإيجابي بشكل واضح».
نجمة هوليوود اللبنانية الأصل سلمى حايك كانت أكثر النجوم استيقافاً من وسائل الإعلام، المرئية بشكل خاص، على السجادة الحمراء، من دون أن تتخلى رغم ذلك عن ابتسامتها السينمائية، او تبدي تململاً من بعض الأسئلة التي بدت غريبة على تغطية تتعلق بمبادرة إنسانية من قبيل «ما نوع هذا العقد الجميل الذي يزين رقبتك؟ ومن مصمم الأزياء الذي قام بإبداع فستانك؟»قبل أن تصرح لـ«الإمارات اليوم» في ما يتعلق بالمشاركة في الحفل الخيري «على الجميع أن يقدم ما يتسنى له تقديمه عندما يتعلق الأمر بمعركة آخرين من اجل البقاء على قيد الحياة ضد مرض لا يفرّق بين البشر، ويحصد أرواح ضحاياه بسرعة رهيبة» مضيفة «لدي تجربة شخصية في هذا المجال من خلال اثنتين من صديقاتي تعانيان قصة كفاح مريرة مع هذا المرض اللعين، لذلك فإنني أتعاون مع مؤسسة (انفار) في كثير من حملاتها في أماكن مختلفة حول العالم».
واستنكرت الممثلة الأميركية غولدي هون بشدة سؤالاً من أحد الصحافيين لم تدعه يكمل شقه الأخير، عندما كان يتساءل عما إذا كانت هذه المشاركة الكبيرة من نجوم السينما العالميين في احتفالية خيرية ضد الإيدز مهمة، مؤكدة انه «ليست مكافحة المرض فقط هي المهمة بل الأهم السعي إلى مزيد من التوعية في مختلف المجتمعات من أجل الوقاية من الإصابة به من الأساس»، فيما شددت الممثلة الأميركية لورا ليني على وجوب تفعيل جهود دمج المصابين في المجتمع وعدم تركهم فريسة للأمراض النفسية نتيجة سلوكيات النبذ الاجتماعي، مضيفة «فقدت الكثير من الأحباء والأصدقاء بسبب هذا المرض الذي أتمنى أن تنجح البشرية في هزيمته بشكل نهائي».
الممثلة الهندية بريتي زبندا تطرقت إلى الأحداث الدامية التي وقعت في بلادها أخيراً، مؤكدة أن «الدعم النفسي يبقى الأهم لدى كل منا لا سيما في ما يتعلق بالأخطار التي يمكن ان تهددنا جميعاً»، رابطة بين مرض الإيدز والإرهاب في هذا السياق.
كان أوليفر ستون الذي غادر دبي مساء أمس الأول، الأكثر اعتذاراً للصحافة العربية التي كان من المفترض أن يجمعها به لقاء حصري سبقه لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، حسب ترتيبات المنسق الإعلامي، وفي الوقت الذي كان وجوده مغرياً في مساء الليلة نفسها على سجادة افتتاح فعالية «سينما ضد الإيدز» للصحافة العربية من أجل الإجابة على تساؤلات نقدية لفيلمه «دبليو» بعد عرضه في الليلة الافتتاحية، اعتذر ستون أثناء مروره بتروٍ على السجادة الحمراء عن استقبال أسئلة صحافية قائلاً «لست مستعداً لسماع أسئلتكم الذكية».
سلمى حايك: دبي ساحرة
وصفت الفنانة سلمى حايك دبي بـ«المدينة الساحرة» مضيفة أثناء مرورها على السجادة الحمراء في افتتاح الاحتفال الخيري «سينما ضد الإيدز» «ليس مستغرباً أن تأتي هذه المبادرة الإنسانية من هذه المدينة المتألقة التي ساقت مثالاً يحتذى في المواءمة بين العمل الخيري الذي يصب في مصلحة الإنسانية كلها، والاحتفاء بصناعة السينما من خلال مهرجانها الدولي»، مضيفة «السينما الحقيقية يجب أن تسعى دائماً إلى خدمة المجتمع من خلال رسائلها الإيجابية الفاعلة واستثمار تأثيرها الفعال في الوعي الجمعي".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news