أسرة الفيلم الفلسطيني »المر والرمان«. تصوير: ساتيش كومار وعمران خالد

«المر والرمان» يفتتح «ليالٍ عربية»

بأجواء لم تبتعد كثيراً لدى السينمائيين العرب عن نشوة ليلته الأولى، افتتح مساء أول من أمس، عرض برنامج «ليالٍ عربية» في مهرجان دبي السينمائي بالفيلم الفلسطيني الروائي «المرّ والرمان» الذي حرص على متابعته جمهور كبير ونوعي؛ تقدمهم نجوم الدراما السينمائية والتلفزيونية من العرب والخليجيين والإماراتيين الذين توافدوا، قبل افتتاح البرنامج، على السجادة الحمراء تباعاً.

النجوم العرب كانوا أكثر تألقاً في ليلتهم وتخلصوا من منازعة قاسية على اهتمام وسائل الإعلام التي ظلت مشغولة بشكل أكبر بنجوم هوليوود وبوليوود قبل أن يجتمعوا جميعاً على حدث مرور نيكولاس كيج على السجادة الحمراء من أجل تسليم تشارلز روفن جائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي للشخصية السينمائية لهذا العام، ليتمكن النجوم العرب من المرور بشكل متأنٍ على السجادة الحمراء والتقاط صور فردية وجماعية لهم وأخرى ثنائية في أحيان أخرى مع رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة والمدير الفني للمهرجان مسعود أمر الله اللذين ظلا لنحو ساعتين في استقبال ضيوفهما من دون أن تخفت حرارة الترحاب بالجميع.

أسرة فيلم «المرّ والرمان» الذي تم تصويره بالكامل في فلسطين بإنتاج فلسطيني فرنسي ألماني مشترك، كانوا بمثابة تيجان تلك الليلة سواء خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر يوم افتتاح «ليالٍ عربية» أو في حدث الافتتاح ذاته، بدءاً من المخرجة وكاتبة السيناريو نجوى نجار التي خاضت تجربة الإخراج للمرة الأولى، مروراً بأبطاله ياسمين المصري وعلي سليمان وأشرف فرح وهيام عباس وكذلك منتجه هاني كورت.

وقالت مخرجة «المر والرمان» إنها واجهت صعوبة كبيرة من أجل الوصول إلى إنجاز ما وصفته بـ«الحلم الفلسطيني»، مضيفة: «كٌتب لي أن أظل سنوات طويلة خارج وطني فلسطين وحينما عدت حاولت أن اتعايش كغيري مع الوضع القائم وقيوده لذلك فإنني أنجزت «المرّ والرمان» في الوقت ذاته الذي كنت أغوص فيه في المجتمع الفلسطيني من أجل استكشاف دقائق وتفاصيل موطني»، مضيفة: «قبل ذلك احتاج الأمر لأكثر من ست سنوات بعد أن شرعنا في الخطوة الأولى، فيما احتاج التصوير الفعلي داخل فلسطين لشهور واجهنا فيها نضالاً مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتعنتة، لا أخفي لجوءنا في بعض الأحيان إلى «التزوير المباح» من أجل التصدي لها، لاسيما أن أسرة العمل الفلسطينية يعيش أفرادها في شتات متفرق وفي بقاع مشتتة أصلاً في الداخل ما بين لبنان وفرنسا، غزة، الضفة، حيفا، نابلس».

وأضافت نجار: «سعيت في العمل إلى الخروج من مأزق تكرار ما يسرد على شاشات القنوات الإخبارية التلفزيونية عن معاناة الفلسطينيين من سلطات الاحتلال، وغير ذلك من الصيغ التقريرية المباشرة، وصور الضرب والإهانة المباشرة التي لن تجد أريحية لدى مشاهدي عمل سينمائي، وحاولت رصد نماذج حية من صور المعاناة الاجتماعية من خلال امرأة تعشق فن الرقص يُشاء لها أن تعيش قصة حب عنيفة يهدمها الواقع الأليم الذي يؤدي بها إلى فقدان زوجها بعد أن يُقاد إلى المعتقل الإسرائيلي عقب دفاعه عن أرضه التي يحاول الاحتلال الاسرائيي مصادرتها، مركزة على مشاعر الحرمان والمعاناة الناجمة عن فقدان الأمان والحبيب في وطن مقطعة أوصاله ومسلوب سلامه، في الوقت الذي مثلت شخصية أخرى هي قيس جانباً من معاناة فلسطينيي مخيمات لبنان».

واعترفت نجار بأن فرص الفيلم الفلسطيني التسويقية غاية في الصعوبة مبررة: «نتطرق إلى ما لا تريده أو تتوقعه أوساط غربية بعينها، وكثير من المهرجانات العالمية تنأى بنفسها عن الدخول إلى صلب عرض الواقع والحلم والأمل الفلسطيني، لذلك فإننا جميعاً نشعر بالامتنان لاحتضان دبي السينمائي لـ«المر والرمان» الذي أعتقد أنه إذا كُتِب له أن يحقق نجاحاً تجارياً فإنه لن يقل بحال من الأحوال عن حجم المعاناة التي رافقت إنتاجه في بلد يرزح تحت وطأة 650 نقطة تفتيش تزيد من معاناتها المستوطنات السرطانية».

بطلة العمل الممثلة الفلسطينية ياسمين المصري التيخاضت تجربة التمثيل لأول مرة في فيلم «كراميل» قالت «دخولي مجال العمل السينمائي كان وليد الصدفة التي قادني إليها ولع المهاجرين والمهجرين العرب في البلدان الغربية إلى إنجاز عمل مشترك يعبرون من خلاله عن تجربتهم ومشاعرهم ومعاناتهم المختلفة، لذلك كانت البداية التي غيرت لي مجرى حياتي عبر «كراميل» الذي وضعني على علاقة مباشرة بالكثير من المخرجين العرب الذين يرشحونني لأدوار كثيرة، منها ثلاثة أعمال أنا بصدد إنجازها الآن بالإضافة لفيلم جزائري مولته وزارة الثقافة الجزائرية أخيراً». الفنان الفلسطيني علي سليمان الذي شارك في فيلم «الجنة الآن» عكس من جانبه جانباً آخر من معاناة الفنان الفلسطيني الذي يأمل بمزيد من الأفلام تحكي معاناة وطنه، مضيفاً: «ليس أمامنا كفنانين فلسطينيين أي خيارات سوى الاعتماد على تجاربنا ومحاولاتنا الشخصية، فالعالم العربي غير منفتح سينمائياً على الداخل الفلسطيني، والفنان الفلسطني لن يفرض ذاته على الساحة العربية الأعم إلا من خلال مثل تلك التجارب الخاصة التي ستتيح له فيما بعد فرصة الانتشار بشكل أوسع، وقال الفنان الفلسطيني أشرف فرح أن وجود فيلم يحمل هم القضية الفلسطينية يجعل دائماً ايقاع تنفيذه أكثر سهولة مضيفاً: «جميعنا يصبح لدينا هدف مشترك وحيد وهو المساهمة في خدمة القضية بروح تضامنية عالية تتضاءل معها كل الدوافع الذاتية الضيقة.

تجربة سينمائية

مدير شبكة الإذاعة العربية محمود الرشيد يعيش الآن للعام الثاني على التوالي «تجربة سينمائية» نظرية من خلال إشرافه المباشر على تنسيق الخطط الإعلامية لضيوف مهرجان دبي السينمائي الخليجيين، وتنفيذ برامجهم، وفي كواليس السجادة الحمراء دائماً ما يُرصد الرشيد مع مصوري الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية الذين يغويهم إبهار السجادة الحمراء بالتقاط صور للنجوم الخليجيين الذين يلجأون للرشيد بعد ذلك من أجل التعرف إلى أسمائهم.

الأكثر مشاركة