وجبة إيطالية ونكهة هندية وعرس إماراتي «غير عربي»

حضور عالمي في مهرجان دبي السينمائي. تصوير: اسامة ابوغانم

حفل اليوم الرابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي في دهاليز فنادق مدينة جميرا ومينا السلام والقصر وجميرا بيتش، حيث تنعقد المؤتمرات وورش العمل واللقاءات الإعلامية ويقيم ضيوفه، بتفاصيل كثيرة ومذاقات سينمائية متنوعة، فبعد أن كانت البداية الصباحية هندية خالصة في مؤتمر صحافي تضمن الكشف عن تفاصيل فيلم ضخم جديد بعنوان «دلهي ٦»، يشارك فيه نخبة من نجوم «بوليوود» حضروا وقائعه، كان الإعلان عن بدء تصوير فيلم إماراتي جديد يسعى لاكتساء صبغة العالمية في فبراير المقبل بعنوان «دار الحي» للمخرج الشاب علي مصطفى، بتمويل ودعم تشارك فيهما جهات خاصة ورسمية متعددة، بمثابة عرس إماراتي كبير، لم يكتب لإعلاميين عرب كثر متابعة تفاصيله بعدما أصر مخرجه على أن تكون الإنجليزية لغة وحيدة للمؤتمر الصحافي، في سابقة جديدة على وقائع المهرجان لم يلجأ إليها صانعو أفلام غربية بلغات متعددة، ما دفعهم إلى مغادرة المؤتمر الصحافي احتجاجاً. وكانت الوجبة الإيطالية الأبرز في تلك الليلة التي خُصصَت للاحتفاء بالسينما الإيطالية تحت شعار «إيطاليا في دائرة الضوء»، فكان نجوم الليلة هم أسرة فيلم «بارادا» الذين تحدثوا بالإنجليزية والفرنسية خلال مؤتمر صحافي مترجم إلى العربية والفرنسية التي لا يجيد التحدث بغيرها صاحب الفكرة الرئيسة للعمل المهرج الفرنسي ذي الأصل الجزائري «ميلود عقيلي».

وكان النجوم السوريون الأكثر نشاطاً في أروقة المهرجان، مستثمرين الوجود الإعلامي المكثف، وتقديمهم لأعمال تلفزيونية جيدة خلال الفترة الماضية، ما جعلهم جاذبيين لأضواء الكاميرات التلفزيونية والفوتوغرافية، في الوقت الذي ساد الأوساط الصحافية سؤالً مكرر: أين نجوم السينما المصرية الذين اعتادوا على حضور مهرجان دبي السينمائي أمثال: عادل إمام وليلى علوي ومحمود عبدالعزيز وهاني سلامة وإلهام شاهين وغيرهم، في الوقت الذي تغيب فيه عن أروقة المهرجان وسجادته الحمراء اليومية من حضر للمشاركة في المهرجان منهم وبشكل خاص مصطفى شعبان وفتحي عبدالوهاب، وكانت لبلبة عضو لجنة التحكيم ورجاء الجداوي الأكثر حضوراً للفعاليات السينمائية.

وصّرح لـ«الإمارات اليوم» رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة «إن هناك نسبة كبيرة ممن تم توجيه الدعوات لهم بالأساس حضروا بالفعل، والبعض الآخر أكد حضوره أثناء أيام المهرجان الثمانية، ولم يقم بالتبليغ بالاعتذار إلا نسبة ضئيلة لا تتعدى 10% لظروف في الغالب تتعلق بالانشغال بالتصوير لأعمال سينمائية جديدة، لاسيما أن هناك توزيعاً دقيقاً للاستضافة خلال هذا العام تضمن توافد النجوم ما بين حفلي الافتتاح والختام من دون التركيز على أحدهما فقط».

ثورة درامية

تقلص حضور الفنانين الإماراتيين كان أيضاً من الظواهر المرصودة بشكل واضح خلال هذه الدورة، فيما كان الأنشط في كواليسها في هذا الإطار الدكتور حبيب غلوم والفنان الشاب مروان عبدالله صالح والمخضرمة موزة المزروعي التي قالت أن إدارة المهرجان لم تقصر في إرسال الدعوات إلى الفنانين الذين يغيب معظمهم لظروف الانشغال بالإعداد لأضخم موسم دراما تلفزيونية في الإمارات في شهر رمضان المقبل، بعد الدعم الرسمي الكبير للدراما المحلية، ودخول عدد كبير من الفنانين لأول مرة مجال الإنتاج الدرامي، إيذاناً ببدء ما اصطلح الممثلون الإماراتيون على تسميته عصر ثورة الدراما التلفزيونية.

مذاق خاص

وقال الفنان السوري جمال سليمان أن «لمهرجان دبي السينمائي دائماً مذاقه الخاص، وعلى الفنان ان يعي أن الحضور في ضيافته والمشاركة في فعالياته شرف في حد ذاته، ليس في مصلحة أي فنان مهما بلغت نجوميته أن يحرم نفسه منه»، فيما رأى مواطنه تيم حسن ضرورة المشاركة التبادلية بين الفنانين العرب في المهرجانات السينمائية المختلفة في دبي و القاهرة ودمشق ومراكش، مؤكداً أنه «يحضر فنانون ويغيب آخرون وتبقى دائماً شعلة مهرجان دبي السينمائي الذي أثرى بالفعل السينما العربية بشكل ملحوظ من خلال استضافته لكل هذا العدد الهائل المقدر نوعياً أيضاً من الأفلام التي يندر أن تجتمع تحت سقف سينمائي واحد عدا مهرجان دولي يرمي إلى التعددية الصحية وخلق صناعة سينمائية عربية فاعلة».

«خاسرون»

الفنان السوري الملقّب بمهندس المهرجانات ماهر صليبا نظراً لإخراجه حفلي الافتتاح والختام لمهرجان دمشق السينمائي على مدار الدورات الثلاث الأخيرة اختزل علاقته بمهرجان دبي السينمائي بكلمتي «أنا أحبه»، من دون أن يخفي أمنيته في أن يضفي لمساته الإخراجية يوماً ما على فعالياته، مستدركاً «أعتقد أن شيئاً من الخصوصية التراثية التي تزخر بها الإمارات سوف يكون مفيداً في ما يتعلق بالأخص بحفل الافتتاح»»، مضيفاً في ما يتعلق بظاهرة «غياب النجوم»: «خسر من غاب».

الفنان السوري سامر المصري والفنانة ديمة بياعة وعدد من الفنانين المغاربة والفلسطينيين كانوا موجودين أيضاً بشكل دائم في المكان الذي خصصته اللجنة المنظمة للمهرجان من أجل التواصل مع الإعلاميين. والتمست الفنانة المصرية رجاء الجداوي الغياب التام لنظرائها المصريين عن اللقاءات الإعلامية بخفة ظل «معظم النجوم الجدد شباب غير معتـادين على الحـركـة الدؤوبة والعمل المتواصل مثلنا نحن جيل الخبرة والحيوية الدائمة».

احتجاج وتوضيح

أعرب صحافيين ونقاد عرب لـ«الإمارات اليوم» عن احتجاجهم لغياب اللغة العربية للمرة الأولى خلال دورة المهرجان الخامسة كلغة رسمية في المؤتمر الصحافي الذي جاء للكشف عن فيلم «دار الحي» بشعار «أول فيلم إماراتي تأليفاً وإخراجاً وإنتاجاً» للمخرج الشــاب الذي تلقى علوم الإخراج في أميركا علي مصطــفى، الذي أوضــح لـ«الإمارات اليوم» أنه من أصرّ على ذلك بهدف التأكــيد على عالمــية الفيلم والابتعــاد عن مظــنة المحليــة التي يوحي بها الاســم. وغادر عدد من المحتجين بالفعل قاعة المؤتمر ، حيث صرح الناقد التونسي خميس الخياطي : «هذا الشرط الذي ساقه مخرج العمل ورفضه وجود الترجمة المعتادة من أو إلى العربية أفقدني الاقتناع بصدق الرؤية الإخراجية المؤشرة إلى إماراتية العمل. ومن ثم فقد بالنسبة لي إغواء معرفة دقائقه». واستغرب الصحافي المصري محمد عبدالرحيم رفض المخرج طلبه المتكرر بذكر أسماء أعضاء أسرة العمل على الأقل بالعربية من أجل الدقة التحريرية.

لقطات

تويتر