«دبي السينمائي» يطوي خماسـيّته اليوم

لقطة جماعية للفنانين الخليجيين في جلسة صباحية بفندق القصر. تصوير: سالم خميس

تسارعت خطى العاملين والمتطوعين ضمن أسرة مهرجان دبي السينمائي خلال اليومين الماضيين، من اجل الاستعداد لحفل الختام الذي يسدل الستار اليوم على أنشطة المهرجان وفعالياته المتنوعة التي استمرت على مدار ثمانية أيام، رسخ فيها مكانته جسراً بين ثقافات العالم مع ختام دورته الخامسة التي أكدت موقع «دبي السينمائي» واحداً من أهم المهرجانات الدولية في المنطقة، وجعلته حدثاً فريداً عبر عدد مهم من المبادرات السينمائية التي تسهم في دعم صناعة الفن السابع خليجياً وعربياً وعالمياً، وفي الوقت الذي احتضن فيه فندق القصر، صباح أمس، لقاءات بين وسائل الإعلام العربية والعالمية ونجوم الدراما الخليجية، كان ضيوف المهرجان مدعوين إلى أمسية إفريقية ـ آسيوية في افتتاح عروض البرنامج الذي حمل الاسم ذاته.

«الكتيبة»

فريق عمل المهرجان الذي يحلو لرئيسه عبدالحميد جمعة، الحديث عنه بلفظة «الكتيبة» التي توحي بالكم الكبير من الجهد والتفاني في سبيل نجاح الأهداف المحددة، كان منهمكاً في ترتيبات الليلة الختامية، وفي الوقت الذي أصبح معتاداً على أن يرصد المتابع المدير الفني للمهرجان مسعود أمر الله الذي أثرى الفعاليات بإدارة مؤتمرات صحافية مهمة، منغمساً في تحليل بعض أوجه النظر الفنية لإدارة المهرجان لأي من ضيوفه، في سجالات تشعلها دائماً صناعة السينما.

وكان المنظمون يؤدون واجبهم، سواء في ما يتعلق بالأمور الفنية، أو حتى تلك المتعلقة بحسن الضيافة وتذليل الصعاب التي قد تعترض أياً من ضيوف الحدث، وهي مهمة جعلت مدير التشريفات في مهرجان دبي السينمائي عادل إبراهيم، والذي يشغل بالأساس منصب مدير العمليات في خدمات المجموعة الإعلامية في مدينة دبي للإعلام، أحد الذين كانوا دائماً في قلب الحدث، والذي قال لـ«الإمارات اليوم» إن «تفاصيل حفل الاختتام تم وضعها بعناية شديدة، حتى احتمال سقوط الأمطار في مكان استضافة الحدث المكشوف تم التحسّب له».

ولم تمنع المتطوع الشاب حمد المنصوري دراسته للتصميم المعماري، من أن يحمل كاميرته الفوتوغرافية الشخصية متسلحاً بهواية طورها ذاتياً، ليكون أحد المصورين الأساسيين الذين يسجلون بـ«الضوء» وقائع المهرجان المهمة، سواء داخل قاعات المؤتمرات الصحافية، أو في الندوات وورش العمل ومرور النجوم اليومي على سجادة المهرجان الحمراء.

«إفريقية ــ آسيوية»

ولم تحل كل هذه الترتيبات دون إتمام مراسم افتتاح برنامج «الليالي الإفريقية ـ الآسيوية» مساء أول من أمس، من خلال فيلم «أغنية الطيور» للمخرج الإيراني مجيد مجيدي، بعد أن كان ظهر اليوم نفسه شهد مؤتمراً صحافياً حضره مجيدي وعدد من أفراد أسرة العمل.

وعقد نجوم الدراما الخليجية جلسة صباحية مطولة مع وسائل الإعلام المختلفة في فندق القصر، ومنهم عبدالعزيز الجاسم وأحمد الصالح وعبدالحسين عبدالرضا وعبدالمحسن النمر وهيفاء حسين وعبدالرحمن العقل وسعاد علي وصلاح الملا وزهرة عرفات وطارق العلي، من دون أن يغيب عنها عدد من الفنانين الإماراتيين مثل موزة المزروعي وبلال عبدالله ومروان عبدالله صالح، متناولين قضايا الدراما الخليجية ومستجداتها، أوصلت بعضهم إلى صفقات جديدة، بالإضافة إلى أحاديث ذات طابع نقدي حول عدد من أفلام المهرجان.

ملتقى الأفلام

واستضاف فندق القصر أيضاً مساء أول من أمس، حفل إعلان جوائز ملتقى دبي للأفلام الذي منح جوائزه المالية لأربعة من كتاب السيناريو، وهم الجزائرية جميلة صحراوي عن سيناريو فيلم «ذات مرة كان لها أبناء»، واللبناني شادي زين الدين عن سيناريو فيلم «ثالوث دكان الحلاق»، والأردني محمود المساد عن سيناريو فيلم «هذه صورتي وأنا ميت»، والأميركية من أصل فلسطيني آن ماري جاسر عن سيناريو فيلم «عندما آراك».

وارتفعت مجموع الجوائز التي تقدمها عدد من شركات الإنتاج المعنية بصناعة السينما، إلى 25 ألف دولار، من المفترض أن تكون جزءاً من ميزانية تحويل النص إلى فيلم مدعوم من مهرجان دبي السينمائي يمتلك فرصة المشاركة في دورته المقبلة، في الوقت الذي تنافس على جوائزه 23 سيناريو، تم اختيارها من بين 108 سيناريوهات.

تعاون

وقال المخرج البحريني بسام الذوادي الذي يدير أعمال «الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي» التي تعد إحدى الشركات المساهمة في توفير القيمة المادية للجوائز، في هذا الإطار، لـ«الإمارات اليوم»: «نهدف من هذه المبادرة إلى دعم توجه مهرجان دبي السينمائي الذي يسير بخطى ثابتة في دعم صناعة السينما على مختلف المستويات»، مضيفاً أن «وجود حركة إنتاجية في منطقة الخليج من خلال مهرجان دبي، سوف يؤدي في النهاية إلى خلق أسس متينة يمكن أن تبنى عليها السينما الخليجية التي لا أعتقد أنها تواجه مشكلات تمويلية، بقدر حجم المشكلات التسويقية، وهو أمر لا تستثنى منه صناعة الأفلام السينمائية المصرية أيضاً، فيما يتعلق بالأسواق غير العربية».

وأيدته مديرة الإنتاج في الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي،نيكول مقصود التي أشارت إلى وجوب تعاون الشركات الخاصة ومساهمتها في توفير العوامل المساعدة التي يمكن من خلالها للهواة والمحترفين، تحويل مشروعات سيناريوهاتهم إلى أفلام تنبض بالحياة، مشيرة إلى أن الفيليمين الروائيين الوحيدين في البحرين، كانا من إخراج الذوادي وإنتاج الشركة نفسها وهما «أربع بنات» و «حكاية بحرينية».

غلوفر: دبي ملتقى السينمائيين

أعرب الفنان العالمي دان غلوفر، في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم»، عن اعتزازه بمشاركته للمرة الثانية في فعاليات مهرجان دبي السينمائي، مضيفاً أن «دبي السينمائي تمكن خلال سنواته الخمس، من تنشيط الحركة السينمائية في المنطقة، وأسهم بفعالية في تنشيط تلك الصناعة عالمياً، لكن الإنجاز الأهم من وجهة نظري، هو تلك القدرة الهائلة التي استحال معها إلى أن يجعل من دبي ملتقى سحرياً لحوار ثقافي بناء بين الحضارات، بلغة سينمائية خالصة».

«مطرقة ومسامير» 

قال مخرج الفيلم القصير الذي ينتمي إلى فئة الرسوم المتحركة «مطرقة ومسامير»، الإماراتي حمد العور، إن «هناك خلطاً كبيراً على الساحة المحلية بين ازدهار إنتاج أعمال إماراتية تنتمي إلى فئة الرسوم المتحركة، وإنجاز سيناريوهات باللهجة المحلية لمسلسلات تحريك تصنع في الخارج»، مشيراً إلى أن جميع تلك الأعمال التي تعرض على الشاشات المحلية يتم إنجازها في بلدان آسيوية أو أوروبية، من دون أن تكون هناك محاولات جادة للإقدام على تجارب إماراتية في هذا المجال الذي يندر وجود متخصصين مميزين فيه عربياً بشكل عام.

وأضاف العور الذي يقدم فيلماً من ست دقائق، من دون أن يستعين بأي خبرات أو تقنيات غير حاسبه الشخصي، وسبق له أن فاز بلقب أفضل موهبة سينمائية إماراتية في «دبي السينمائي» قبل عامين، أن «فكرة الفيلم تتمحور حول الصراع بين المطرقة والمسامير، ولكن برؤية فلسفية وإخراجية جديدة لا تنتصر فيها تقليديا المطرقة، ويتم التركيز فيها على فكرة استمرارية الصراع ورفض المسامير الاستسلام والخنوع لقوة المطرقة على نحو إيحائي، يحوي تجربة إخراجية تستعصي على الوصف السردي».

لقطات

تويتر