العامـري وعيـدة إلى الدور 24
شهدت الحلقة الثالثة من برنامج «شاعر المليون» التي أذيعت، أول من أمس، من مسرح شاطئ الراحة على قناة ابوظبي الأولى، تأهل أول شاعر إماراتي في المسابقة لدور الـ،24 بالإضافة إلى تأهل أول شاعرة سعودية تشارك في منافسات المسابقة منذ انطلاقتها، حيث تأهل الشاعر خليفة العامري، والشاعرة عيدة الجهني إلى المرحلة الـ٢٤ بقرار أعضاء لجنة التحكيم، بعد حصول كل منهما على درجة متساوية في تقييم اللجنة (46 من50).
بدأت الحلقة التي شهدها الفريق أوّل سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالإعلان عن تأهّل الشاعر الأردني محمد قدر السرحاني بأعلى نسبة من الأصوات «٥٨٪»، والشاعر القطري شبيب النعيمي بنسبة «53٪»، من شعراء الحلقة الماضية، وحصل الشعراء الأربعة الآخرون على نسب إجمالية أقل: نايف معلا العتيبي (48٪)، محمد الوسمي المطيري (46٪)، علي الراسبي (44٪)، وحمد الهاجري (33٪)، وأصبحوا خارج نطاق المسابقة. بينما جمعت منافسات الحلقة الثالثة بين ثمانية شعراء هم: المبروك بودرهيبة وهو أول شاعر من ليبيا يشارك في المسابقة، وبدر الضمني المطيري من الكويت، وخليفة سلطان العامري من الإمارات، وسعد زبن الشمري من السعودية، وعبدالخالق السلمي من السعودية، وعمري الرحيل من السعودية، وعيدة الجهني من السعودية، وناظم صالح السلمان من سورية.
قصائد ذاتية
تميزت قصائد الحلقة بالابتعاد علن الأغراض الشعرية التقليدية كالمدح والفخر، واكتسابها طابعاً إنسانياً واجتماعياً، مثل قصيدة الشاعرة عيدة الجهني، التي أجمع أعضاء لجنة التحكيم على تميزها وتفوقها، ورأى سلطان العميمي «أنّ أبيات القصيدة حملت البوح الذاتي والمعاناة»، لافتاً إلى ما احتوته من مفردات بيت البداوة التي انعكست على أغلب الصور الشعريّة الجميلة في النص، ووصف بدر صفوق الشاعرة بأنّها «صوت نسائيّ شعريّ حقيقيّ، وبيّن أنّ علاقة المرأة بالشعر هي محور القصيدة، وأشار المريخي إلى التراكيب والصور والحبكة داخل النص»، فيما أشاد الحسن بمستوى القصيدة وتوظيف بعض الرموز بأسلوب دقيق، ولسبك الجيّد للقصيدة التي ظهرت بثوب جميل جداً، كما انتقد المريخي وحمد السعيد إرفاق الشاعرة شرحاً للنص مع القصيدة، «فالشعر لا يحتاج للشرح، ولا يجب على الشاعر ان يقدم للجمهور والنقاد شرحاً لما تتضمنه قصائده».
ورأى حمد السعيد في تعليقه على قصيدة الشاعر عمري الرحيل أنّ «انتقال الشاعر من موضوع إلى آخر خلال القصيدة كان فيه مفاجأة للمتلقي، وبيّن العميمي أنّ القصيدة حملت البوح الذاتي والحوار مع الآخر، وأنّ الصور الشعريّة جاءت في كل بيت على حدة، ولم تأتِ ككتلة كلية في القصيدة، وأبدى المريخي إعجابه بالكثير من أبيات القصيدة ووصفها بأنّها نصّ شعر فاخر بكل المقاييس».
ورغم اتجاه الشاعر خليفة العامري للمشاركة بقصيدة وطنيّة إلا انه حاول كسر الإطار التقليدي من خلال الاعتماد على بناء الصور الشعرية الجميلة في كتابته عن الوطن، كما أشار سلطان العميمي إلى التماسك الواضح في بناء النصّ، واتفق معه باقي أعضاء لجنة التحكيم في ذلك.
وأوضح صفوق «أنّ القصيدة كانت مفاجأة جميلة ومليئة بالصور الشعريّة».
بينما قدم الشاعر الليبي المبروك بودرهيبة قصيدة اجتماعية، أشاد بها حمد السعيد وأشار إلى أنّها «جاءت على لونين مختلفين من الشعر»، في حين اعتبر العميمي «أنّ أبيات القصيدة كانت أقرب إلى الوصف والحكمة والتجربة الذاتية، وفيها أبيات مباشرة وإضاءات شعرية جميلة»، وأشار صفوق إلى جماليّة القصيدة، ورأى تركي المريخي أنّ أبيات القصيدة لم ترتق إلى موضوع القصيدة، وأنّ هناك تكراراً للمفردة داخل النصّ. في حين وصفت اللجنة قصيدة الشاعر بالجرأة، إلى جانب تضمنها إضاءات وصور شعريّة جميلة، وبيّن الحسن أنّ القصيدة «غير مسبوكة بشكل جيّد وهناك ضعف في التسلسل، وأن الشاعر لديه تمكّن ثقافي لم يوظّف في النصّ بشكل جيّد».
وأشادت اللجنة بقصيدة الشاعر عبدالخالق السلمي، وأشار الحسن إلى ما تضمّنه النص من «إحالات تاريخية وأعلام ورموز وتوظيفها بطريقة جميلة، ولفت إلى اللغة العالية في النصّ وما تضمه من كنايات واستعارات»، وقال العميمي «إنّ النصّ جميل ومحمّل بالحنين إلى الماضي وجاء مُتنفّساً عن هموم الذات، وأشار إلى الرمزيّة في بعض الأبيات، وتحوّل صوت الذاتي الفردي في بداية النصّ إلى صوت الجماعة في الأبيات الأخيرة، وتحوّل نبرة الحزن في بداية الأبيات إلى التفاؤل والأمل في نهاية النص». بينما اعتبرت أن «النص الذي قدمه الشاعر ناظم السلمان في مجمله يوحي بشاعريّة كبيرة»، وقال المريخي «إنّ أغلب أبيات النصّ جاءت اجتراراً لنصوص أخرى».
النتائج
في نهاية الحلقة تمّ الإعلان عن تأهل الشاعرة عيدة الجهني والشاعر خليفة العامري إلى مرحلة الـ٢٤ بقرار أعضاء لجنة التحكيم، حيث حصلا على درجة متساوية بتقييم اللجنة «46 من 50»، ومنحت اللجنة درجاتها للشعراء الستّة الآخرين كالتالي: المبروك بودرهيبة «36 من 50»، بدر الضمني «40»، سعد زبن «44»، عمري الرحيل «43»، عبدالخالق السلمي «41»، ناظم السلمان «36»، وبهذا انتقل الشعراء الستّة إلى مرحلة التصويت الجماهيريّ الذي يستمر أسبوعاً ويتأهل من خلاله اثنان منهم من الحاصلين على أعلى نسبة من أصوات الجمهور مع بداية الحلقة الرابعة يوم الخميس المقبل، التي سيتنافس فيها ثمانية شعراء هم: فهمي التام من اليمن، وسهام العدوان من الأردن، وسلطان الدوسري من السعودية، ومساعد جبران راشد من الكويت، ومحمد منصور آل مبارك من البحرين، وسعود الحافي العتيبي من السعودية، وعامر الحوسني من عُمان، وعايض عبهول الظفيري من السعودية
تقارير
تضمنت الحلقة تقريراً مصوّراً عن حفل توزيع جائزة أبوظبي «خير بلا حدود» لعام ،٢٠٠٨ كما تم بث تقرير آخر عن فعاليات مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل ،2009 وتضمّن التقرير تصريحاً لسموّ الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، في حين قدم ضيف الحلقة الشاعر سلطان الهاجري، قصيدة امتدح فيها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتطرق في قصيدته إلى المبادرات الثقافية والأدبية الخلاقة لسمو الشيخ محمد بن زايد، ومنها برنامج «شاعر المليون» الذي وصفه الشاعر بأنه الأول والرائد عند الجماهير العربيّة، وفي الفقرة الغنائيّة قدم سفير الفن الكويتي الفنان عبدالله الرويشد أغنيته الشهيرة «أنا مو ولهان».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news