فايز السعيد: المطرب الملحّن ظـاهــرة صحية
دافع الفنان الإمارتي فايز السعيد عن مشروعية جمعه فنياً بين الغناء والتلحين، ووصف تجربته بأنها مختلفة جذرياً عن نظرائه على الساحة العربية الذين بدأوا ملحنين قبل أن يذهبوا إلى الغناء، مضيفاً أن الجمهور الإماراتي والخليجي عرفه مطرباً قبل أن تصل ألحانه إلى أعلام الأغنية الخليجية مثل: محمد عبده والجسمي وأحلام وراشد الماجد وآخرين، مؤكداً في الوقت نفسه أن «ظاهرة المطرب الملحن عربياً صحية».
وبعد أن وصل السعيد إلى مرحلة الاستعداد لألبومه السابع، في الوقت الذي قدم فيه عشرات الألحان لنحو 70 فناناً آخرين، أصبح محاوِره يجد تردداً في تقديم أي من لقبي «مطرب» أو «ملحن» على الآخر، ليدخل بعدها الفنان الشاب دائماً في محاولة إثبات أصالة نسبه للأغنية الإماراتية أداءً، ومشروعية النسب نفسه أيضاً في ما يتعلق بالتلحين الموسيقي.
وقال السعيد الذي أصبح واحداً من الأسماء التي لا تغيب عن الأغاني والأوبريتات التراثية والوطنية المهمة في المرحلة الأخيرة لـ«الإمارات اليوم»، إن «برامج استكشاف المواهب أو ما يطلق عليها برامج صناعة النجوم في مجال الأغنية العربية التي أمطر بها المشاهدين عدد من الفضائيات العربية فشلت في إثراء الساحة بمواهب فنية حقيقية»، وعزا ذلك إلى أن «آليات تصعيد المشتركين في البرامج تعتمد على عوامل غير مرتبطة بمدى توافر الموهبة الصوتية، بقدر اعتمادها على مقومات مظهرية تتعلق بشكل الموهبة سواء كان فتى أم فتاة».
شرط الموهبة
وأضاف صاحب «شارد»: «هناك ملحنين عديدين أقدموا على تجربة تقديم أعمال بأصواتهم، ولاقت صدى ونجاحاً كبيرين بشكل ملحوظ ربما يفوق نجاهم في مجال التلحين نفسه»، مشيراً إلى أن «ابرز مثال في الوقت الراهن في هذا الإطار هو الفنان اللبناني مروان خوري الذي بدأ ملحناً قبل ان يذيع صيته مطرباً، والفنان مشعل العروب، والفنان عمرو مصطفى، وجميعهم من المؤكد ما كانوا ليحققوا نجومية في مجال الطرب لولا امتلاكهم موهبة حقيقية لا تعتمد فقط على حسهم الموسيقي كملحنين متميزين».
وعلى الرغم من ذلك تبدو تجربة السعيد مختلفة؛ كونه بدأ مطرباً منذ أن كان في الـ17 من عمره حينما مثّل الإمارات في أحد المهرجانات الغنائية في القاهرة، وعرّف بإمكاناته بشكل مميز محلياً وخليجياً وعربياً بعدد من الألبومات قبل أن يقدم عدداً كبيراً من الألحان المميزة سواء لبعض أغانيه، او لأغاني مطربين آخرين وصل عددهم إلى نحو 70 فناناً عربياً وخليجياً، حسب السعيد، منهم محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وحسين الجسمي وأحلام وأصالة وراشد الماجد والوسمي وديانا حداد وسلمان حميد وغيرهم.
وتابع السعيد «لم تعد الإشكالية لدي هي في ثنائية الطرب والتلحين؛ لأنني أجمع بين كليهما بسلاسة تامة على نحو يمنحني دائماً خيارات فنية أوسع، ففي حالة توفيق إلى فكرة لحن جيد اشرع في إتمامها حتى أصل بالجملة اللحنية إلى حالة اللحن المتكامل، وعندما يكون بين يدي كلمات جيدة ارغب في غنائها اسعى إلى وضع اللحن المناسب لها في حال انفعالي بها لحنياً، من دون أن يكون الأمر بالنسبة إليّ ملزماً؛ لأنني ببساطة أفضل في حالة عدم إحساسي بالكلمات لحنياً أن يلحنها ملحن آخر»، مدللاً على ذلك بأغاني ألبومه الأخير «شارد» الذي لحن 11 أغنية من جملة أغانيه التي بلغت 14 أغنية.
ستار
وانتقد السعيد اتجاه قنوات فضائية عربية إلى إنتاج برامج منوعة تحت ستار برامج استكشاف المواهب الغنائية، وقال «تختلط في كثير من هذه البرامج الأهداف التجارية، بل تتقدم، على الأهداف الفنية في ما يتعلق بإدارات بعض القنوات، في الوقت الذي تحتكم فيه عملية التصويت الجماهيرية لاعتبارات كثيرة بعيدة عن مدى توافر مقومات الموهبة الصوتية»، موضحاً أن «المظهر وأيضاً الانتماء القطري للموهبة يأتيان في مقدمة الاعتبارات التي يتم التصويت على أساسها، ومن ثم لا يتأهل بالضرورة الأكثر موهبة، ما يترتب عليه ايضاً أن كثيراً من الأسماء التي تفوز بالمراكز الأولى في تلك البرامج تمحى سريعاً حتى من ذاكرة جمهورها المصوّت لها».
واعتبر أن ازدهار اللون الغنائي الإماراتي حالياً وترسيخ مكانة الأغنية الإماراتية خليجياً وعربياً يسهم بشكل أو بآخر في التعريف بأحد جوانب الخصوصية الإماراتية وهو اللهجة، مضيفاً «نجاح كل أغنية وانتشارها عربياً يسهم بشكل غير مباشر في مزيد من انتشار لهجة تلك الأغنية عربياً، وهو الأمر الذي يمكن ان نلمسه على سبيل المثال في أغنية «ما يخالف» في ألبومي الأخير، بكل ما تحمله من تعبيرات إماراتية خالصة على رأسها «ما يخالف» نفسها التي تشرح نفسها في سياق الأغنية لغير المتقن للهجة الإماراتية».
ودافع السعيد عن بروز لهجة جديدة في مخاطبة الحبيب في عدد من ألبوماته الأخيرة تحمل صيغة غير مهادنة على خلاف الألبومات الأولى مثل أغنية «لا تعلي صوتك»، وقال «التنويع في الحالة الشعورية للأغاني مطلوب، لاسيما إذا كانت الأغنية تحمل بالفعل جواً نفسياً مغايراً مثل ذلك العمل المشار إليه الذي تتمثل معاناة أحد طرفي علاقة الحب فيه في أسلوب الطرف الآخر في مجابهة المشكلات التي تعترضهما الذي يصل إلى حد الانفعالات المتكررة من الطرف الأضعف ـ الحبيبة».
وأشار إلى أنه بعد تصويره أغنية «ينسى» بطريقة الفيديو كليب في قلعة جبيل في بيروت مع المخرج ياسر الياسري، يفكر ايضاً في تصوير «لا تعلي صوتك» وكذلك «شارد».