«سوثبي» تكشف عن 64 قطعة نادرة في أبوظبي

سجادة بارودا من الاعمال النادرة والفريدة في المزاد. تصوير: جوزيف كابللان

64 قطعة من المقتنيات النادرة والنفيسة بقيمة تقديرية متوقعة، تراوح بين 16 و20 مليون دولار؛ كشفت عنها شركة سوثبي العالمية للمزادات الخاصة بالأعمال الفنية، أمس، في قصر الإمارات في أبوظبي، تمهيداً لبيعها في المزاد الكبير الذي سيقام في الدوحة يومي 18و19 مارس المقبل، وتتضمن مجموعة المقتنيات سجادة بارودا النادرة، و20 لوحة لمستشرقين وفنانين معاصرين، بالإضافة إلى 43 ساعة ثمينة.

وقال نائب رئيس مجلس إدارة شركة سوثبي، لورد بولتيمور، لـ«الإمارات اليوم» إن «أبوظبي المكان الوحيد الذي تم اختياره للكشف عن هذه المجموعة المهمة وعرضها، لما تتمتع به من مكانة متميزة في منطقة الخليج والعالم العربي؛ كعاصمة للثقافة والفن والسياحة، بفضل ما تقوم بإنشائه من مشروعات ضخمة، مثل جزيرة السعديات، كما تعبر هذه الخطوة عن ترحيب بأن نكون شركاء مستقبليين لأبوظبي في مشروعاتها المستقبلية البارزة».

وعن توقيت إقامة المزاد على الرغم من الظلال الثقيلة التي تلقيها الأزمة المالية على مختلف الأنشطة الاقتصادية والمالية في العالم، قال «من المؤكد أننا على وعي كامل بالوضع الاقتصادي على مستوى العالم، وبالتوقيت الصعب الذي يقام فيه المزاد، ولذا كنا على قدر كبير من الحرص والحذر في تحديد الأسعار المتوقعة للسلع المعروضة، فاتجهنا لتخفيض الأسعار لتتناسب مع الوضع الحالي في الأسواق المالية والاقتصادية، لكننا في المقابل لا نخشى من تراجع معدلات المشاركة في المزاد أو الشراء نظراً لما تتمتع به القطع المعروضة من ندرة وقيمة فنية وجودة عالية». وتابع «من الطبيعي أن يؤثر خفض أسعار المقتنيات المعروضة في المزاد على النسبة التي نحصل عليها كشركة منظمة للمزاد، لكننا في المقابل ننظر للأمر بوصفه نوعاً من الاستثمار في المنطقة، كما أن ما تتمتع به الشركة من مكانة عالمية يمثل عاملاً أساسياً في الحفاظ على نشاطها، حيث لدينا زبائن من مختلف انحاء العالم».

وأفاد بولتيمور أن خطط الشركة المستقبلية مازالت قائمة من دون تعديل في الأنشطة والمزادات المدرجة عليها، «لكننا نراقب بدقة، وبشكل دوري مستمر ، الأوضاع الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم لاتخاذ أي اجراءات تلزم للتواؤم مع هذه الأوضاع، ونحرص على فعالياتنا ووجودنا المتواصل في منطقة الخليج، لما لها من مكانة خاصة ومتميزة لدينا».

سجادة بارودا

وتعد سجادة لؤلؤة بارودا من الأعمال الفنية الفريدة التي يتضمنها المزاد، ومن المتوقع أن يفتتح باب المزايدة عليها ابتداءً من خمسة ملايين دولار أميركي، كما يتوقع أن تجلب سعراً أعلى من ذلك، ويعتقد بأن هذه السجادة تم عملها لتكون هدية لمقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وطلبها «جيكوار» كاندي رايت، مهراجا بارودا، والواضح أن هذه الهدية لم يتم توصيلها، نظراً لوفاة المهراجا قبل توصيله الهدية، فبقيت السجادة مع العائلة، فكانت معلماً بارزاً أحاط ديوان المهراجا، وتم شحنها إلى موناكو مع مهاراني سيتا ديفي التي أخذت السجادة ومجوهراتها عندما انتقلت إلى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وتم عرض السجادة لأول مرة بعد 80 سنة في معرض المعالم الهندية الذي تم في متحف الفنون المعاصرة في نيويورك عام .1985

تتميز السجادة بسطح كامل مزخرف بقرابة مليوني حبة لؤلؤ بحري طبيعية تعرف باسم «باسرا» تم جمعها من مياه الخليج العربي، وتم تغطية الحواف بأكملها بالذهب المطعم بالألماس والأحجار الكريمة الوفيرة، ويعكس تصميم السجادة تفاصيل عديدة توجد في تصاميم قطع سجاد الصفافيد والموغل، مع تكثيف الأزهار وأوراقها لتعرض سلسلة من ثلاثة أقواس موغلة. ويبدو واضحاً في مركز السجادة ثلاثة أشكال وردية دائرية، صنعت من قطع ألماس وضعت على أرضية من الذهب والفضة، وتمت إضافة المزيد من الألماس على الحواف، وتطعيمها جميعاً بأحجار من الياقوت الأزرق والياقوت الأحمر والزمرد على خلفية من الذهب.

مقتنيات الفن المعاصر

وتضم المقتنيات 43 لوحة من الاعمال الفنية المعاصرة لعدد كبير من الفنانين من مختلف أنحاء العالم، منها لوحة «هيو» الكبيرة والمهمة للفنان جيرهارد ريختر، وهي واحدة تجريدية من سلسلة تتضمن خمس لوحات تشكل أكبر أعمال أنتجها قبل الفنان بين 1995 و1997 (تقدر من 2.6 إلى 3.6 ملايين دولار )، وهي تعود إلى رحلة قام فيها ريختر بتطوير تقنية لا غبار عليها كرسام مؤسس ومنتج، ومن المميز أن تركيبة اللوحة تملأ نظر المشاهد بتركيبة غنية وطبقات معقدة من ألوان وتعابير تتغير. اللوحة الحالية عمل تجريدي تخلى عن جميع مراجع العالم الواقعي.

هناك أيضا لوحة «الرأس الماسي» (تقدر من 250 ألفاً إلى 350 ألف دولار ) للفنان الإيراني فرهد موشيري، وهي واحدة من أعمال عدة اتجه فيها لتناول موضوع التوتر بين الأفكار التقليدية للجمال وقضايا التمثيل في عالم تهيمن عليه وسائل إعلامية ضخمة وثقافة شائعة، لتعكس مظاهر الانحراف الثقافي التي ظهرت عندما ترجمت الثقافة الغربية إلى استهلاك في الشرق الأوسط. وتُظهر اللوحة صورة طائر تتداخل ملامحه بشكل مربك بين النسر والصقر والحمامة، وزينت رأسه بقطع من كريستال سوارفسكي.

وتقدر قيمة لوحة بابيلو أوليسيس للفنان ديمين هيرست (من 650 ألفاً إلى 850 ألف دولار )، تعود إلى عام 2008 وتمثل أول عمل قام به فنان استخدم أجنحة الفراشة لتهيئة صورة بارزة لجسم الفراشة بالكامل. واختار هيرست في هذه الحالة ظلال اللون الأزرق .

ساعات ثمينة

وتتضمن مجموعة المزاد 20 ساعة ثمينة من ابرزها ساعة من أوديمارس بيوجويت من الذهب الأبيض، وهي ساعة بيجويت رويال أوك التي تحتوي على ألماس يزن 40 قيراطاً تقريباً. وتعد هذه الساعة فريدة من نوعها، لما تعكسه من تفاصيل دقيقة على وجه الساعة وسوارها، وتم استخدام أرقام كبيرة صنعت من الألماس لتقدم ساعة عنوانها الروعة والفخامة (تقدر من 250 ألفاً إلى 350 ألف دولار). إضافة إلى ذلك، هناك ساعة أخرى متميزة، مصنعة من الذهب الأبيض، والزمرد، وسوار يحمل قطع ألماس مستطيلة (تقدر من 40 ألفاً إلى 60 ألف دولار ). وتم وضع الزمرد على عقرب مؤشر الساعة، و30 قطعة ألماس وضعت على حواف زجاج الساعة المصنعة من الذهب الأبيض، كما تمت إضافة 30 قطعة ألماس أخرى وضعت على هيكل الساعة.

أعمال استشراقية

من الأعمال التي تمثل أعمال المستشرقين في المجموعة، لوحة للفنان رودولف ايرنست (1854 ـ 1932)، الذي يعد من أفضل فنانين الفن الشرقي، وتعد لوحاته عن الفن الشرقي الأكثر رغبة وطلباً. وبتقدير يراوح بين 450 ألفاً و550 ألف دولار أميركي، تصبح لوحة «المساومة الصعبة» من أكثر اللوحات قيمة في المجموعة المعروضة، وهي تحتوي على لمسات عديدة مفضلة للفنان للزينة والشعارات.

وهناك لوحة الفنان «مدخن الشيشة»، وتقدر من 400 ألف إلى 500 ألف دولار ، أما اللوحة الثالثة فهي «التقديم»، وتعد من أعمال ايرنست المميزة، وتقدر من 350 ألفاً إلى 450 ألف دولار . ويأتي ظهور هذه الأعمال الثلاثة في السوق بعد النجاح الباهر الذي حققته مبيعات الفنان ايرنست في نافورة أحمد الثالث في اسطنبول، التي سجلت أرقاماً جديدة بسعر 1.2 مليون دولار في سوثبي نيويورك في أبريل الماضي.

تويتر