65 مبـدعاً في انطلاقة «طيـــران الإمارات للآداب» غداً
بطموح تحقيق أرقام قياسية لا تلتفت إليها كثيراً الأوساط الثقافية، يبدأ مهرجان طيران الإمارات الدولي للآداب، غداً، دورته الأولى التي يحتضنها فندق إنتركونتيننتال دبي، حتى الأول من مارس، متضمناً 50 فعالية ثقافية، بمشاركة 65 أديباً من شتى أنحاء العالم، برعاية مشتركة لطيران الإمارات ومكتبة المجرودي، تحت مظلة هيئة دبي للثقافة والفنون.
وثمن المستشار الثقافي لهيئة دبي للثقافة والفنون، الدكتور صلاح القاسم، المبادرة التي وصفها بأنها دالة على مدى الوعي المجتمعي الذي بات يتحلى به القطاع الخاص في ما يتعلق بدوره الإيجابي في الحياة الثقافية، وقال لـ«الإمارات اليوم» على هامش مؤتمر صحافي عُقد أمس في «دبي فيستفال سيتي» للكشف عن تفاصيل المهرجان «على الرغم من تداعيات الأزمة الاقتصادية، واتجاه شركات كثيرة إلى تقليص مصروفاتها، فإننا نلمس تنامي الحس المجتمعي للقطاع الخاص على نحو فعال»، معتبراً المهرجان مثالاً فريداً في التكامل المنشود بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال.
وذكر القاسم أن «تواتر إقامة الفعاليات الثقافية الدولية في الإمارات بشكل عام، ودبي بشكل خاص، يستدعي تنسيقاً ضرورياً من أجل مصلحة الأجندة الثقافية التي باتت شديدة التنوع»، مشيراً إلى أن «التنسيق ترتب عليه تحديد موعد مهرجان طيران الإمارات للآداب كي لا يتضارب مع انطلاقة مهرجان دبي الدولي للشعر الذي بعد أيام ، وهو الأمر نفسه الذي جرى في ما يتعلق بـ«آرت دبي» الذي أوشك على الانطلاقة، وغيره من المعارض الدولية في الإمارات، وأهمها بينالي الشارقة».
دافع للقراءة
وأضاف الدكتور صلاح القاسم «يمثل مهرجان طيران الإمارات للآداب نشاطاً جديدا، من شأنه إثراء أسلوب الحياة المميز لسكان دبي والمنطقة. وتنبع أهمية المهرجان من كونه يشجع هواية المطالعة لدى جميع الأجيال، ويتيح للقراء فرصة الالتقاء بنخبة من أشهر الأدباء العالميين، وحضور الندوات والأمسيات الأدبية، والاستماع إلى قراءات روائية وشعرية، والمشاركة في جلسات نقاش تفاعلية».
وأفاد بأن «هيئة دبي للثقافة والفنون تقدم دعمها الكامل لمثل هذه المبادرات التي تستقطب إلى منطقتنا أسماء لامعة من أنحاء العالم كافة، وتفتح قناة تواصل استراتيجية لتبادل الآراء بين الأدباء العرب والغربيين، ناهيك عن ترويجها لفهم العالم الذي نعيش فيه بشكل أفضل» . وأعرب عن ثقته بأن الدورة الافتتاحية للمهرجان ستحقق نجاحاً كبيراً، لكونها تلبي احتياجات عشاق الثقافة التواقين إلى حضور منتديات أدبية، تسمو بالجانب الروحي لديهم بعيداً عن ضغوط الحياة المادية.
وأعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان عن طرح كتب عديدة متميزة وذات إصدار محدود، وستعزز متعة عشاق الأدب في المنطقة . وسيحصل عشاق الأدب المحظوظون من رواد المهرجان على فرصة لشراء نسخ من كتاب «أسّيجيا»، أحدث مؤلفات الروائي ويلبور سميث، قبل طرحه للبيع في أي مكان آخر من العالم. وستكون المرة الأولى التي يتاح فيها لعشاق الأدب في الدولة والمنطقة الحصول على مثل هذا السبق العالمي. وسوف يظهر سميث في حوار مع الروائي الشهير جايلز فولدن في ثاني أيام المهرجان.
عيد ثقافي
وقالت مديرة المهرجان ومديرة مشروعات المجرودي التي تتولى تنظيم المهرجان إيزوبيل أبو الهول «يسعدنا أن نرى مهرجان طيران الإمارات الدولي للآداب، والذي طالما حلمنا بتنظيمه وخططنا له، يتحول إلى حقيقة ملموسة، ويبشر بأن يكون عيداً حقيقياً للثقافة والآداب في المنطقة»، مشيرة إلى أن الحشد الكبير من الأدباء العالميين الحاضرين سيحول المهرجان إلى تظاهرة أدبية عالمية، مضيفة «كلنا أمل في أن يتحول المهرجان إلى محطة فائقة الأهمية على أجندة دبي الثقافية لسنوات طويلة مقبلة».
وتابعت أبو الهول «فاق استقطاب هذا الكم الهائل من المواهب الأدبية العالمية جميع توقعاتنا لحضور هذا الحدث الأدبي الأول من نوعه في الشرق الأوسط. وستشمل فعاليات هذا العام مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي ستقام بعد خمسة أسابيع على ضفاف خور دبي».
وقال النائب التنفيذي لرئيس طيران الإمارات والمجموعة، موريس فلاناغان، «نشجع كل المهتمين بالكلمة المكتوبة للانضمام إلينا في هذا الحدث العالمي الذي نسعى من خلاله إلى جعل دبي واجهة فكرية وأدبية، إلى جانب كونها إحدى الوجهات السياحية المعروفة عالمياً».
وفي تعقيبه على استخدام عبارة «تذاكر الطيران» لبطاقات الدخول، أضاف فلاناغان «ربما تكون هذه هي المناسبة الوحيدة التي يستطيع فيها الزوار استخدام تصاريح السفر لتأخذهم في رحلة استكشافية وخيالية من دون أن تترك أقدامهم الأرض».
وسيخصص اليوم الأخير من المهرجان لـ «اليوم التعليمي» الذي سيزور فيه الأدباء والمفكرون مدارس دبي وكلياتها لتشجيع الطلبة والطالبات على ممارسة هواية القراءة والكتابة الأدبية، من خلال تقديم المحاضرات والندوات والورشات والقراءات المختلفة.
أسماء وبرامج
ومن الأدباء والكتّاب الأجانب المشاركين في المهرجان: شيماماندا أديتشي وكيت أدي ومارغريت آتوود وريتشيل بيلينغتون وتيري بروكس ولويس دو بيرنييه وجانغ تشانغ ولورين تشايلد ورانولف فيينز وآن فاين وفيكتوريا هيسلوب وأنتوني هورويتز وفرانك ماكورت وألكسندر ميتلاند وكيت موس وكلوديا رودن وروبن شارما وكارين سلوتر وويلبر سميث ونسيم نيكولاس طالب ومارك تولي.
ويشارك أيضا الكتّاب والشعراء العرب: تركي الدخيل وخالد الخميسي وإبراهيم الكوني وجمال الغيطاني ورجاء الصانع وهيفاء بيطار وسحر الموجي وهاني نقشبندي وإبراهيم نصرالله ومكاوي سعيد وناهد الشوا. وإلى جانب برنامجه الرئيس، يقيم المهرجان برنامجاً مرافقاً، يعقد على هامشه. وستوفر هيئة دبي للثقافة والفنون ترجمة فورية متزامنة بالعربية والإنجليزية خلال الجلسات التي يتحدث فيها الأدباء، ما سيجعل من المهرجان، أول مهرجان أدبي دولي يدار باللغتين معاً.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة دبي للثقافة والفنون، سعيد النابودة، «سعيدون لتمكننا من توفير الترجمة المتزامنة خلال الجلسات التي يتحدث فيها الأدباء، لأن ذلك سيتيح للجميع متابعة فعاليات برنامج المهرجان، من دون أن تشكل اللغة عقبة أمامهم». وفي انفراد آخر يسجله المهرجان، ستكون دبي نقطة الانطلاق الدولية لاحتفال دار «فورث إستيت» المشهورة للنشر، بيوبيلها الفضي. وسوف يحضر المهرجان أربعة من أدباء الدار المرموقين.
وسيحفل المهرجان ببرامج تفاعلية عديدة مع الأدباء، وجلسات توقيع الكتب والدواوين الشعرية، وجلسات الحوار والمناقشات وورش العمل التي ستقام على مدى ثلاثة أيام في مقرات عدة في «دبي فستيفال سيتي».
"ريادات"
تجربة جديدة
في المقابل، وصفت اللجنة المنظمة هذا الاتجاه بـ«الابتكار»، مشيرة إلى اتخاذ البطاقات مسمى مرتبط بعالم السفر، وهو «تصاريح السفر»، حتى «يتسنى لمحبي الكتب والأدب اكتشاف الفعاليات والأنشطة الأدبية التي سيقدمها المهرجان والالتقاء مباشرة مع نخبة من أشهر الأدباء».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news