سمر يزبك.. روائية تحدّق في المرآة لتكتب

قالت الروائية السورية سمر يزبك: إنها تضع أمامها مرآة صغيرة وتحدق بها لتستطيع أن تكتب لأن هذا الفعل يجعلها تتواصل أكثر مع ذاتها.

وأضافت صاحبة رواية «صلصال» و«رائحة القرفة»: أن الكتابة بالنسبة لها جزء من إعادة صياغة الوجود وفق رؤية الكاتب، بحيث يكون للكاتب عالمه ويبدو هو فيه سيده. وقالت يزبك التي تحسب على جيل الأدباء السوريين المجددين: لا أعتقد أن هناك أدبا شبابيا أو أدب متقاعدين، هناك أدباء مجددون وأدب جيد .

واعتبرت الروائية والإعلامية السورية التي كانت تتحدث عن تجربتها في عالم الكتابة بدعوة من المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في دمشق، أول من أمس ، أن «الروائيين الجدد في سورية لم يشكلوا ما يمكن أن يسمى ظاهرة الرواية في سورية، إنما وعلى الرغم من اجتهادات الجميع وتميزهم، إلا أن التجارب لاتزال حالات فردية».

وتعتبر يزبك إلى جانب نخبة من وجوه الرواية السورية الجدد، مثل خليل صويلح وفواز حداد وروزا ياسين وخالد خليفة وديما ونوس ، من الوجوه التي قدمت رؤية جديدة للرواية في سورية، من حيث الشكل والمضمون وفق رأي معظم النقاد والمعنيين بالحراك الثقافي والمدني في سورية.

ويتصدى جيل الروائيين الجدد في سورية لممنوعات عديدة في المجتمعات الشرقية عموما، والسورية خصوصا. وكانت يزبك التي لم تبلغ عقدها الرابع أصدرت أول مجموعة قصصية لها في،1999 بعنوان «باقة خريف» ثم «مفردات امرأة»، ثم روايتها الأولى «طفلة السماء» عام ،2002 وأعيدت طباعة روايتها «صلصال» أربع مرات في السنوات الأخيرة عن دور نشر عدة، حيث لاقت رواجا كبيرا.

وتضيف سمر يزبك التي كانت تتحدث بحضور نخبة من النقاد والمثقفين والأكاديميين والكتاب والإعلاميين «الكتابة بالنسبة لي تأتي من الخجل، والتوحد أحيانا، إلى درجة المرض لأعيد المكاشفة، بعد أن أدون الواقع بطريقة ما». وتابعت «الكتاب الجدد يطرحون أفكارا جديدة، ولكن ليس هناك نص جديد بمعنى تقني وفني، بقي السرد هو الطاغي على الحالة». وتؤكد سمر التي تحسب على المثقفين الذين لهم مواقف واضحة من الحالة العامة «لا يوجد عمل سياسي في مجتمعاتنا، ومعظم الكتاب السوريين جاءوا من منطقة سياسية ما في أغلبهم من مدرسة اليسار والعلمانية، ولكن لأنه لا فعل سياسيا، فإن الجميع ينتهي إلى الفراغ».

وتكتب الروائية يزبك زاوية أسبوعية في صحيفة «الحياة» اللندنية، وهي من الشخصيات السورية التي ساهمت بقوة في تغيير قانون حضانة الأطفال عند الوالدين في سورية بعدما يفترقان، من خلال مسلسل تلفزيوني كتبته عن حق المرأة في حضانة الطفل.

ونالت الكاتبة جائزة الأمم المتحدة عن فيلم تلفزيوني اسمه «سماء واطئة»، يتعرض لمشكلة زواج المرأة المبكر في المجتمعات العربية، ولها أعمال تلفزيونية عديدة أخرى.

وتعرضت الكاتبة للضرب على أيادي الغوغاء، عندما كانت من بين مجموعة من السوريين الذين كانوا معتصمين عام ،2006 لمطالبة السلطات السورية بإلغاء قانون الطوارئ المعمول به من عقود في سورية.

الأكثر مشاركة