«الكتاب المستعمل».. مهرجان المعرفة والعمل الخيري
من لم يجد كتاباً يبحث عنه في معارض الكتب، أو المكتبات، قد يصادفه وبدهشة مفرطة في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والذي بات في دورته الثالثة من علامات الفعل الثقافي في إمارة الشارقة.
ويضم المعرض في المهرجان عناوين كثيرة ومختلفة، جمعت كتبرعات خيرية من الجاليات العربية والأجنبية المقيمة في الدولة، خصوصاً الشارقة، ويشتمل على أكثر من 150 ألف كتاب، في حين قاربت المبيعات في الوقت نفسه أكثر من النصف، حسب مسؤولين في المعرض.
وقال المسؤول الإعلامي للمعرض أسامة مارديني إن «لجنة المتابعة والفرز في معرض الكتاب المستعمل لم تمنع أي كتاب من المشاركة في المعرض سوى الكتب المهترئة أو الممزقة، والتي لا تصلح للعرض أو البيع»، ووصف المهرجان بأنه ناجح، وأفاد بأن الكتب تم التبرع بها من مختلف الجاليات المقيمة على أرض الإمارات، ومنها كتب بلغات مختلفة وأغلبها باللغة العربية، لافتاً إلى تنوع موضوعات وتخصصات الكتب بين الدين والسياسة والفكر والأدب والتراث والأطفال والمعاجم.
وذكر أن حصيلة المبيعات التي تجاوزت مبلغ 130 ألف درهم يخصص ريعها لشراء مستلزمات لطلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وأضاف «انتقل مكان معرض الكتاب المستعمل من قناة القصباء، مكان إقامته السنوية السابقة، إلى غابة النخيل قرب البحيرة، بسبب تزايد عدد المشاركين فيه من جهات حكومية ومدارس وجامعات ومؤسسات مدنية تبيع الكتب في خيم مخصصة لها»، مشيراً إلى اشتمال المهرجان على فعاليات فنية وترفيهية يقدمها مشاركون وطلبة من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانيـة، بالتعاون مع مراكز الناشئة، إلى جانب مشاركة المدارس التي تقـدم عروضا مختلفة يومياً.
واللافت في المهرجان جمعه كتبا نادرة تباع بأقل الأسعار، إذ لا تتعدى بضعة دراهم، لكتب ذات طبعات قديمة، مثل تحفة العروس بطبعته القديمة وغلافه المقوى، ويحتفظ كتاب الأوديسة بطبعته الصادرة عن دار العلم للملايين في بيروت عام 1986 ببريقه على طاولة البيع، علاوة على كتب من مختلف الاتجاهات فردت لها مساحة في المعرض.
ويوفر المعرض كتباً نادرة مثل مسرحية (البلاد طلبت اهلها) للكاتب الفلسطيني الراحل الدكتور عبداللطيف عقل، ومختارات الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي بطبعتها المصرية، وقصائد (اصحي يا مصر) للشاعر أحمد فؤاد نجم.
وأشار الزائر محمد قدرة، إلى أهمية وجود مثل هذا المهرجان وفكرته الداعمة للعمل الخيري والإنسانية، وقال «فكرة المعرض تسهم في تعزيز دور الكتاب والقراءة، ويمكن في كل مرة أن تطور إلى الأفضل»، لافتاً إلى أن العناوين التي فردت بشكل عشوائي على طاولات العرض دفعت الزوار للغوص في البحث عن الكتاب المراد شراؤه، وقراءة العناوين الأخرى التي كان لها نصيب من الاقتناء بحكم المصادفة.
وتنوع زوّار المعرض بين عرب وأجانب، وشاركت جماعة الفن الخاص في فعاليات المعرض بمرسم في الهواء الطلق، إلى جانب الجناح الصيني الذي كان حاضراً بشكل ملحوظ للتعريف بالثقافة والتراث الصينيين.