الدراما الأميركية تعكس واقع الركود الاقتصادي
ربما لا يجد المشاهدون الأميركيون الذين يتحولون إلى شاشات التلفزيون، التماساً للراحة وابتعاداً عن الضغوط الاقتصادية، ما ينشدونه هذه الأيام. فقد غيرت البرامج الكوميدية والدراما وبرامج تلفزيون الواقع، وهي الملاذ التقليدي للتسلية التقليدية، اتجاهها من مسار الهروب غير العقلاني كي تعرض لمشاهدين ضربهم الركود قدراً كبيراً من التعاطف والحميمية والنقمة.
ففي «ويستيريا لين» وهو شارع تخيلي يظهر في المسلسل الأميركي «ديسبريت هاوس وايفز» تقبل السيدات اليائسات بوظيفة للعمل بنظام بعض الوقت للمساعدة في دفع الرسوم المدرسية لأبنائهن، ويتعاطفن مع صاحب محل بيتزا مجاور يشكو من تراجع أعداد الزبائن. ويقول لينيت سكافو صاحب محل البيتزا الذي يجسده فيليستي هوفمان «في الأوقات الاقتصادية العصيبة يستغني الناس عن أشياء مثل البيتزا». ويمضي برنامج «فلاش بوينت» التلفزيوني الجديد الذي تقدمه شبكة «سي.بي.إس» إلى مدى أبعد حيث يلمح بقوة إلى تداعيات الركود الاقتصادي. وتصور إحدى حلقات البرنامج مديراً لإحدى شركات الرهن العقاري حصل على 22 مليون دولار أرباحا قبل أن يشرع في حملة ضارية ضد مئات من أصحاب الرهن العقاري. ويقوم ثلاثة من أصحاب المساكن السابقين بخطف المدير بل ويقوم أحدهم بسكب البنزين عليه والتهديد بقتل نفسه للحاق بزوجته التي انتحرت بالفعل بسبب الأزمة المالية.
ثم مقدرة «سيمبسون» على تلخيص واقع الحياة اليومية السخيف في حلقة واحدة لم تزد مدتها على 25 دقيقة. ففي حلقة عرضت أخيرًا فقدت الأسرة الأميركية المثالية منزلها في واحدة من حالات حبس الرهن بعد أن اقترض هومر - رب الأسرة في مسلسل الرسوم المتحركة- مبلغاً من المال.