«الأصابع التي تقرأ».. جديد المعرض للمكفوفين
أفكار جديدة وإنتاجات مبتكرة يحفل بها الجزء المخصص لكتب الأطفال في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام، وتنصب معظم هذه الأفكار الجديدة على الوسائل التعليمية والألعاب العلمية، بينما تقل في مجال الكتب والتي تندرج في غالبيتها على القصص التقليدية والكتب التعليمية. لكن، بين الكثرة ذات الطابع التقليدي تبرز تجارب جديدة وأفكار غير معتادة، ومن بينها مجموعة كتب للأطفال المكفوفين أصدرتها «دار بردي» لكتب الأطفال بعنوان «الأصابع التي تقرأ»، وهي مختلفة عن الكتب المشابهة التي صدرت من هذا النوع، على قلتها، بحسب صاحبة الدار ومالكتها دينا الغمري، لأنها لا تركز على القصص والروايات، بل تهتم بشكل أساسي على الكتب ذات المحتوى العلمي.
وقالت الغمري «اخترنا مواد تختص بموضوعات يمكن شرحها بالكتابة ومعلومات سهلة الفهم ولا تحتاج إلى رؤية بالنظر، وتتنوع بين عالم الحيوان والفيزياء وعلوم الفضاء»، موضحة أن هذه الموضوعات تم اختيارها بناء على أكثر من مرحلة، للحصول على نتيجة متميزة، لأن هذه النوعية من الكتب تحتاج إلى مجهود مضاعف وللتعامل بحساسية معها ومع الجمهور المستهدف، فتم عرضها في البداية على عدد من المكفوفين، بناء على ذلك، تم اختيار الموضوعات التي كان من السهل فهمها، بعد ذلك تولى مدرس لغة عربية كفيف المراجعة النهائية للمادة، وصدرت بالفعل خمسة كتب، وهناك مجموعة كبيرة منها في المراحل النهائية من التنفيذ، بحيث تصل المجموعة قريبا.
ولا تقتصر الأفكار الجديدة التي تقدمها «دار بردي» على كتب المكفوفين فقط، فهناك سلسلة كتب موجهة إلى الأطفال من عمر سنة، وهي جديدة شكلا وموضوعا، نظرا إلى أنها صغيرة الحجم وخفيفة الوزن ومصنوعة من البلاستيك، لتتناسب وطبيعة الطفل في هذا العمر. ومن حيث المحتوى، هي تخلو من أي كلمات وتعتمد على الصور فقط في تعليم الطفل السلوكيات الجيدة، وبالتالي، يمكن أن يطالعها ويفهم ما فيها بنفسه من دون حاجة إلى الكبار. وأشارت الغمري إلى أنها على الرغم من أن قصص الأطفال التقليدية الأكثر رواجا، فإنها تميل إلى تقديم أعمال مختلفة بفكر جديد، قد لا يلقى رواجا في الوقت الحالي، ولكن ربما ينتشر في ما بعد، مضيفة «أسعى إلى طرح موضوعات مختلفة اعتدنا التعامل معها، بصفتها خاصة بالكبار، ومن الصعب أن يستوعبها الأطفال، ولذا قدمت كثيرا من هذه الموضوعات في الكتب التي قمت بتأليفها مثل «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» والذي وصفته «اليونسكو» بأنه الكتاب الوحيد الذي يتناول حقوق الإنسان بنظرة تاريخية منذ عصر حمورابي، وهناك أيضا كتاب «لأني إنسان» يعتمد على صور كبيرة وكلمات بسيطة وقليلة،توضح للطفل أن «الإنسان من دون حبه للآخرين وللحياة يصبح مجرد كائن حي».
وعن كيفية اختيار الكتاب المناسب للطفل، قالت دينا الغمري «هناك مشكلة كبيرة جدا نعاني منها في هذا المجال، وهي غياب الإرشاد الذي يجب تقديمه للطفل عند اختيار كتابه، ونشدد في الدار على عدم بيع كتب معينة للأطفال حتى لو تمسكوا بشرائها في حال كانوا بمفردهم، وفي حال وجود أولياء الامور معهم، ننصح لهم ونوجههم لنوعية الكتب التي تناسب أطفالهم».
ازدحام شديد |
|
شهد معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، أول من أمس، إقبالا كبيرا من العائلات التي حرصت على اصطحاب أطفالها من مختلف الأعمار لزيارة المعرض وانتقاء الكتب المفضلة لدى كل منهم. ونتيجة لهذا الإقبال، شهدت مصاعد مبنى مواقف السيارات الجديد ـ وهما اثنان فقط ـ ازدحاما شديدا في مختلف الطوابق، وأدى تكدس المنتظرين أمام المصاعد إلى اتجاه بعضهم لاستخدام الدرج الذي شهد ازدحاما واضحا ، نظرا إلى مساحته المحدودة. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news