مخرج «ريتشارد الثالث»: الجمهور متعطش لمسرح راق
قال كاتب ومخرج مسرحية «ريتشارد الثالث .. مأساة معربة» سليمان البسام إنه لمس في الجمهور في الإمارات تفهماً كبيراً لفكرة المسرحية، والكيفية التي تم تناولها بها، والرسالة التي تحاول إيصالها من خلال مشاهدها المختلفة، مضيفاً في ختام عروض المسرحية التي نظمتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أنه استشعر عطش الجمهور لفن مسرحي راقٍ وهادف، وهو ما جعل الإقبال على المسرحية في عروضها الثلاثة في أبوظبي والعين يفوق التوقعات، وخصوصاً إقبال الشباب من كل الأعمار المهتمين بمتابعة مسرح جاد وهادف.
وشكر البسام الهيئة على استضافة العروض، مؤكداً أن دورها الساعي إلى ترسيخ أبوظبي وجهة ثقافية وسياحية عالمية، إضافة إلى مهمتها في زيادة الوعي الثقافي بين الأجيال الناشئة، رسالة يجب أن تحتل أولوية كبرى في بناء الإنسان .
وقال مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، عبدالله العامري، إن «عروض «ريتشارد الثالث: مأساة معربة» هي الأولى ولن تكون الأخيرة، خصوصاً وأن الهيئة آلت على نفسها الاهتمام بمجال المسرح، كفن جاد وملتزم ذي رسالة، على قدر اهتمامها بترويج أشكال الثقافة الأخرى، مثل الموسيقى والغناء والشعر والتصوير وغيرها»، وأضاف أن الهيئة بصدد تقديم عروض مسرحية أخرى عربية ومحلية حتى نهاية هذا العام.
يذكر أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سعت من خلال العروض في أبوظبي والعين إلى تكثيف الفعاليات التعليمية والتفاعلية المصاحبة، فأطلقت مبادرة تعليمية بالتعاون مع جامعتي الإمارات في العين وزايد في أبوظبي، حيث عقد كاتب ومخرج المسرحية سليمان البسام ورشة عمل في جامعة الإمارات، وعقد الممثل المخضرم فايز قزق الذي يؤدي شخصية «ريتشارد الثالث» ورشة أخرى في جامعة زايد.
ويشار إلى أن فكرة المسرحية جاءت بتكليف رسمي من الفرقة الملكية الشكسبيرية في بريطانيا، وتم تقديمها ضمن مهرجان الأعمال الشكسبيرية الكاملة، عبر 12 عرضاً في مدينة ستراتفورد مسقط رأس الكاتب العالمي المشهور، ليكون العمل العربي الأول المقدم على خشبة الفرقة الملكية الشكسبيرية العريقة، منطلقة بعد ذلك إلى دول عديدة، منها اليونان وفرنسا والصين وهولندا، وأخيراً على مسرح مركز كيندي الثقافي في واشنطن.
المسرحية إعادة صياغة مبتكرة واختصار للنص الشكسبيري الأصلي مع ارتجالات حرة حوله، حيث عمد معدها ومخرجها سليمان البسام من خلال المسرحية إلى تفكيك دلالات العمل الأصلي، وإسقاطها على الواقع العربي المعاصر في قالب لغوي سلس ناسق الفصحى مع العامية في بعض الأحيان، ما أضفى على العمل نكهة متميزة، تحافظ على روحه الشكسبيرية، وجعلها مؤهلة للعرض في مهرجان الأعمال الكاملة لفرقة شكسبير الملكية البريطانية.