أغنية عن بغداد تجمع لطيفة وشمّة
جمعت أغنية «سلام على دار السلام» عن بغداد بين الفنانة التونسية لطيفة والملحن وعازف العود العراقي نصير شمة، اللذين كانا نجمي أمسية مساء أول من أمس في فندق قصر الإمارات في أبوظبي، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السادس للموسيقى والفنون، الذي تختتم فعالياته اليوم بحفل لعازف البيانو كريم سعيد.
وبدأ الحفل بفقرة جمعت بين شمة وأوركسترا السر بقيادة المايسترو سعيد كمال، عنوانها (عود مع اوركسترا)، وتألقا فيها وحملا الجمهور في رحلة موسيقية من خلال خمس مقطوعات تميزت بالإتقان والدقة العالية في الأداء، على الرغم من صعوبة بعضها، مثل موسيقى أغنية عبد الحليم حافظ «بلاش عتاب» من تلحين محمد الموجي . وأشار شمة إلى أنها تمثل تحية لعبدالحليم في ذكرى رحيله التي مرت قبل أيام، وللموسيقار الموجي، تقديراً لمكانتهما العالية في تاريخ الفن العربي.
لصمود الفلسطينية
وقدم نصير شمة من تأليفه وتوزيع المايسترو، سعيد كمال، مقطوعة «على جناح فراشة»، و«على حافة الألم» التي أهداها لصمود وقوة المرأة الفلسطينية.
وقدم مقطوعة «إشراق» التي سبق وقدمها شمة أول مرة في أبوظبي، ليختم الجزء الأول من الحفل بمقطوعته الشهيرة «حدث في العامرية»، والتي يصف فيها مأساة قصف ملجأ وفيه 800 طفل عراقي، وقام بتأليفها خلال وجوده في الملجأ بين أطلال المكان، وفيه من أشلاء وآثار مؤلمة، موضحا أنه قدم هذه المقطوعة في أكثر من 100 دولة بعروض مختلفة، وفي كل مرة يقدمها «إدانة لكل الأطراف التي تسببت في قتل أطفالنا في العراق، ومازالت تتسبب في ذلك»، ويقدمها في هذه المرة بكتابة موسيقية جديدة لم تقدم بها من قبل . واستحوذت المقطوعة على مشاعر الجمهور الذي حبس أنفاسه، وهو يكاد يشعر فيها بأصوات انقضاض الطائرات على ملجأ العامرية في بغداد، ودوي القصف والانفجارات تهز المكان، ومع انتهاء المقطوعة، وقف الجمهور ليحيي شمة والأوركسترا والتصفيق طويلاً.
وأعلن نصير شمة في الجزء الأول من الحفل أنه اعتاد منذ ست سنوات الإعلان عن موهبة، أو إضافة جديدة، للساحة الفنية خلال المهرجان، وأنه هذا العام يعلن عن ميلاد «أوركسترا السر» بقيادة سعيد كمال، الذي سبق وعمل مع شمة في مجموعة «عيون» لمدة 10 سنوات، وتضم عدداً كبيراً من خيرة الموسيقيين المصريين الذين يمثلون معاً سراً متألقاً في حاضر الموسيقى العربية، وتنفيذ الأعمال الأكثر صعوبة وتعقيدا في البناء الموسيقي المعاصر، لافتاً إلى أن الأوركسترا ستقدم أعمالا عديدة في الفترة المقبلة.
تراث تونسي
جمع الجزء الثاني من الحفل بين الفنان نصير شمة والفنانة لطيفة التي أعربت عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان أبوظبي للموسيقى والفنون الذي يمثل مهرجاناً واعياً، وبالمشاركة مع الفنان نصير شمة، مشددة على أننا في عصر العولمة بقدر ما نثق في أنفسنا نحقق من مكاسب، معربة عن أمنياتها في أن يعم السلام العراق وفلسطين وكل بلاد العرب.
وبدأت لطيفة فقرتها بغناء قصيدة بالفصحى «ظنون»، لتنتقل إلى العامية المصرية وتقدم أغنية «لو سهران حبيبي» من كلمات بهاء الدين محمد وتوزيع عمر حمدي . وفي تجربة جديدة، اشتركت لطيفة مع شمة في غناء «سلام على دار السلام» من كلمات خضر الطائي، تعود ـ كما أشار شمة ـ إلى العشرينات في القرن الماضي، وتعد من أجمل النصوص التي كتبت عن دار السلام بغداد، ولأهميتها قام بإعادة تلحينها وتقديمها.
ومن التراث التونسي، قدمت لطيفة أغنية الفنان هادي الجويني «تحت الياسمينة» التي قدمها أخيراً الفنان المصري محمد منير في ألبومه الأخير بتوزيع جديد لاقى انتشاراً كبيراً.