«كان» يفتتح دورته المقبلة بفيلم «أنيماشن»

مشهد من فيلم افتتاح الدورة الـ 62 من مهرجان كان. «آوت ناو»

الرسوم متحركة بالمعنى الفني والواقعي للكلمة، «الأنيماشن» في ازدهار وحضور متعاظم، ولها أن تحمل، كما صار معروفاً، ما يتخطى كونها نمطاً فنياً على ارتباط بالأطفال فقط، فهذا الفن السينمائي وبعد ما يقرب الشهر سيفتتح الدورة ال 62 من مهرجان «كان» السينمائي، وذلك بآخر إنتاجات «ديزني بيكستر» ( إلى أعلى) ولتكون هي المرة الأولى التي يحضر فيها «الأنيماشن» كفيلم افتتاح في كان، مع تأكيد حضوره في دورات سابقة في أفلام المسابقة الرسمية سواء عبر «شريك» بجزأيه الأول والثاني، ورائعة سيلفيان شوميه «توائم بيلفيل الثلاثة» ولعل آخر تلك الأفلام كان في الدورة الماضية عبر فيلم «فالس مع بشير».

متابعة إنتاجات الرسوم المتحركة ستضعنا مباشرة أمام فن يتطور بتسارع مدهش، ولعل فيلم افتتاح كان سيكون معززاً لذلك، والذي سيكون من إخراج بيتي دكتور الذي سبق له أن أخرج فيلم «وحوش»، كما سيكون المنتج المنفذ له جون ليستر المدير التنفيذي لديزني، مخرج ومنتج أفلام مثل « توي ستوري» بجزأيه و Wall- E الفيلم الحائز أوسكار أفضل فيلم «أنيماشن» لعام .2008

تعود قصة (إلى أعلى) بنا إلى الحلم الإنساني الأثير المتمثل في الطيران، ولنكون أمام قصة فريدريك الذي تجاوز السبعين بست سنوات، وقيامه بوضع آلاف البالونات على سطح بيته الذي سيطير به في رحلة اكتشاف مدهشة لشمال أميركا.

سأنتهز فرصة الحديث عن «الأنيماشن» وأتناول فيلم «والي» الذي عرض منذ ما يقرب الشهر في دور العرض المحلية، والذي له أن يكون دليلاً ساطعاً على ما يمكن أن تلامسه أفلام الرسوم المتحركة من عوالم، ولعله يستدعي التوقف عنده، لا لكونه مصنوعاً بإتقان وحرفة عاليتين فقط، بل لأنه أيضاً يتخطى كونه فيلم رسوم متحركة، إلى الخيال العلمي، دون أن ننسى أنه فيلم يكاد يخلو من الحوار، وكل ما فيه يوصل فكرته بطرافة وخيال مميزين.

في «والي» نحن أمام «روبوت» له أن يكون آخر ما بقي على سطح الأرض التي هجرها سكانها بعد أن تحولت الكرة الأرضية إلى مكب نفايات، فنحن نرى والي يعمل باجتهاد على ابتلاع النفايات وتحويلها إلى مكعبات يرصفها فوق بعضها بعضاً، ولنكتشف بعد ذلك بأن ناطحات السحاب مبنية بتلك المكعبات، كما أن لـ«والي» بيته الخاص الذي يحتوي على ما يقع عليه من نفايات نفيسة، أو أشياء يستطيع استخدامها، إلا أن يقع على «إيف» الروبوت الأنثى، والتي نظنها في البداية كائناً فضائياً، إلا أنها سرعان ما تكون في مهمة على الأرض الجرداء التي لا تعثر فيها إلا على «والي».

يتلخص ما يقوله الفيلم بأن الأرض ستخلو من أية كائنات سواء حيوانية أو نباتية وبالتأكيد إنسانية، وسيهجرها البشر ليعيشوا في مركبة هائلة الحجم تضم مئات الآلاف منهم في الفضاء متنقلين من كوكب إلى آخر دون أن يغادروها، هذا الوضع يكون ممتداً لأكثر من 700 سنة، كما أنهم عاجزون عن الإتيان بحركة واحدة، حتى أن أجسادهم ستخلو من العظام نتيجة خمولهم الدائم، حيث تتولى الآلات القيام بكل شيء، ولدى عودة إيف بورقة خضراء من الأرض، فإن ذلك سيكون بمثابة دليل على أن بإمكانهم العودة إلى الأرض.

قصة لنا أن نجد فيها طيفاً من قصة الطوفان، كذلك الحال مع الرحلات الفضائية لاكتشاف كوكب مجهولة، لكن الأمر معكوس هنا، إذ إن البشر سيكونون في انتظار أن يتمكنوا من العودة إلى الأرض، ولعل الغصن المزروع في حذاء الحامل لورقة خضراء هو ما سيوحي بأن الحياة فيها صارت ممكنة من جديد.

تويتر