جدل مسرحية «دمشق» ينتهي في رام الله
اختتمت فرقة مسرح بريطانية عرض مسرحيتها «دمشق» في منطقة الشرق الاوسط بعرضها السادس، مساء أول من أمس، على خشبة مسرح القصبة في رام الله في فلسطين بعد ان عرضت في خمس دول عربية ومنعت في تونس.
وإن كانت المسرحية احدثت غضباً في سورية وتفاعلاً في مصر والاردن ولبنان، كما قال مخرج المسرحية فيليب هاورد إلا انها في رام الله انتهت وسط اجواء من الرضا عن مضمونها ومعارضة قليلة من الحضور.
وقال المخرج هاورد عقب انتهاء المسرحية إن «المسرحية بكل وضوح تقول لأي انسان في اي مكان، إن لم يكن هناك اتصال مع من تسمعهم وإن تجاهلت ما يقولونه فإنه ستكون هناك نتيجة سلبية».
وتتناول المسرحية على مدار ساعتين ونصف الساعة الجدل الثقافي الدائر بين الشرق والغرب من خلال الشخصية المسرحية بول مؤلف الكتب الاسكتلندي الذي يصل الى دمشق في يوم عيد الحب، ويحاول عقد صفقة ترويج كتاب لتعليم الانجليزية في معهد تعليم الانجليزية في سورية.
وتظهر المسرحية رغبة الحكومة السورية بالاطلاع على الثقافة الانجليزية لكن وزارة التربية والتعليم ترفض الكتاب لأسباب تتعلق بقضايا عدة يتناولها الكتاب لا تتلاءم مع الثقافة السورية والعربية اجمالاً. ومن هذه القضايا، اقامة علاقات عاطفية بين شبان وشابات اثناء الدراسة والفاظ تظهر في الكتاب تتعلق بشتم الأم وما ذكره الكتاب عن اسم يهودي يأتي على ذكره خصوصاً وان اليهودي يظهر في رسومات الكتاب وعلى صدره علم إسرائيلي.
وتتولى مهمة التفاوض مع مؤلف الكتب التعليمية بول، الفتاة منى التي تجيد الانجليزية وتظهر على انها فتاة فلسطينية هاجر والداها من الاراضي الفلسطينية في عام 1967 بسبب الاحتلال الاسرائيلي.
يظهر بول الشخصية المسرحية الرئيسة، اهتمامه بالعودة الى بلاده بعد فشل الصفقة خصوصاً وان زوجته تنتظره للاحتفال بعيد الحب، لكن انفجار قنبلة في مطار بيروت يرجئ رحلته يومين اضافيين.
ويظهر في المسرحية زكريا وهو موظف استقبال في الفندق الذي اقام فيه بول حيث يظهر زكريا ذلك الانسان الدائم التفكير في الجنس وحب الهجرة وانه مستاء لبعده عن عائلته بسبب عمله.
وفي حين حاول زكريا اقناع بول بأن لديه ميولاً للكتابة وانه ألف كتاباً اسمه «حياتي»، يتجاهل بول محاولات زكريا هذه ويقابلها ببرود ويحاول التنصل من الاستماع اليه.
وتنتهي المسرحية بأن وصل الى زكريا مسدس عن طريق صديق له عمل في احد التنظيمات، ووجه زكريا مسدسه نحو بول واخذ يصرخ به ليوقظه من نومه لأن سيارته التي ستنقله الى المطار قد وصلت.
ودوى داخل قاعة المسرح صوت اطلاق رصاصة بعد اطفاء الانوار ولم ير الحضور سوى بقعة دم على الارض ليختفي زكريا وبول عن خشبة المسرح. وقال المخرج إنه تعمّد إبقاء النهاية مفتوحة.