«علاء الدين».. بساطة أداء تتفــــــــوّق على حاجـز اللغـة

ماغلي برو قامت بدور شهرزاد ونجحت في أداء رقصات شرقية تطلبت تدريباً طويلاً ولياقة بدنية عالية. تصوير: محمد حكيم

تحت عنوان «السهل الممتنع»، يمكن إدراج العرض المسرحي الفرنسي «علاء الدين والمصباح السحري» الذي استضافته أبوظبي مساء أول من أمس، في المسرح الوطني، وتستمر العروض حتى يوم بعد غد، بتنظيم من مؤسسة سكاي للمؤتمرات والمعارض.

وتميّز العرض الذي قدمه فنانون فرنسيون باللغة الإنجليزية، وسط حضور غالبيته من الأطفال، بالأجواء التفاعلية التي حرص النص على إحداثها بين الممثلين والجمهور، والتي يفتقر إليها عدد كبير من أعمال الأطفال العربية، عبر فقرات من الحوار يخاطب فيها الأبطال جمهورهم من الأطفال، ويستشيرونهم في ما يشغلهم من قضايا أو يبوحون لجمهورهم من الصغار ببعض أسرارهم. وأدى الممثلون ذلك بتلقائية وبساطة بعيدة تماما عن اللهجة الخطابية المباشرة، ما حفز الجمهور للتفاعل معها، فكانت البساطة هي المفتاح الذي سلكه العرض لقلوب الصغار والكبار معها، بعيدا عن الابتذال أو السطحية أو المبالغة التي يقع فيها عدد غير قليل من الأعمال المخصصة للأطفال، والتي تتطلب قدرا كبيرا من الدقة والاحترافية.

لوحات استعراضية

وشكلت اللوحات الاستعراضية والغنائية التي تداخلت مع نسيج العمل جواً خاصا مميّزا للمسرحية، حيث اتسمت الرقصات بالرشاقة والخفة، إلى جانب الديكورات والإضاءة والصوت، وأداء الممثلين، خصوصا ماغلي برو التي قامت بدور شهرزاد، والتي نجحت في أداء رقصات شرقية تطلبت تدريبا طويلا ولياقة بدنية عالية، كما أشارت في وقت سابق. وأضفت أولئك الفنيات على تميّز العرض الذي يتناول حكاية تراثية شهيرة ضمّهتا حكايات «ألف ليلة وليلة»، وتدور حول الأميرة شهرزاد ابنة خليفة بغداد التي يتم خطفها، ويعلن والدها أنه سيزوّجها لمن يعثر عليها ويعيدها، لتكشف الأحداث أن رئيس الوزراء هو الذي خطط لخطف الأميرة، وتولى شقيقه الساحر الشرير التنفيذ، ليتزوجها رئيس الوزراء بعد أن يعيدها إلى والدها، ثم يقتل الخليفة لينفرد بالحكم، لكن علاء الدين ـ خادم رئيس الوزراء ـ ينجح في إفشال مخطط سيده وإنقاذ الأميرة شهرزاد بمساعدة المصباح السحري، لتكشف النهاية عن مفاجأة مثيرة، حين يكتشف رئيس الوزراء أن علاء الدين هو ابنه الذي اختطف مع زوجته منذ سنوات طويلة، وتكتمل سعادة الجميع بارتباط الأميرة بعلاء الدين.

حضور «العربية»

سبق العرض الذي استمر لساعة وبلغت تكلفته ـ بحسب المؤسسة المنظمة ـ مليون درهم، عرض قصير للمهرجين قدمه مهرج ومهرجة واختتماه بأغنية باللغة العربية، قدمها فريق العرض للإمارات وللجمهور، تحدثت عن عالم مختلف يسوده السلام والسعادة. وفي نهاية الأغنية، وضع علم الإمارات إلى جانب نموذج لبرج إيفل الشهير في إشارة إلى العلاقات المتمّيزة بين البلدين.

وأعرب الحضور من الأطفال وأسرهم عن أملهم في تقديم أعمال عربية مماثلة للأطفال، خصوصا أن التراث العربي هو مصدر عدد كبير من الأعمال المسرحية العالمية للأطفال، مثل قصص علاء الدين والسندباد وعلي بابا وغيرها الكثير، كما أن الدول العربية لا تفتقر إلى المواهب المسرحية التي تمتلك المقدرة على تقديم أعمال ناجحة، سواء في التمثيل أو الإخراج أو الديكور وغيرها من المجالات الفنية، حتى يتم من خلال هذه الأعمال تعريف الأطفال بتراثهم العربي الثري وجذبهم إليه، إلى جانب زرع ثقافة المسرح التي كادت أن تختفي في غالبية الدول العربية في نفوس الأطفال منذ صغرهم.

ودعا محمد سليم ـ والد لثلاثة أطفال حضروا العرض بصحبته ـ إلى العمل على تطوير مسارح الطفل في الدول العربية، وتزويدها بإمكانيات فنية وتقنية حديثة تمكنها من تقديم أعمال ذات مستوى متميز يتناسب مع أسلوب تفكير الأطفال في العصر الحالي، وما يتعاملون معه من وسائل تكنولوجية تتطور باستمرار.

ووجدت منى الشامي أن استضافة عروض من الخارج فرصة للاطلاع على تجارب من دول مختلفة، ليتفاعل معها الأطفال ويتعرفوا إلى أعمال عالمية شهيرة.

موعد متأخر

بدأ العرض الفعلي لمسرحية «علاء الدين والمصباح السحري» الساعة 8.50 دقيقة، وانتهى في نحو العاشرة مساء، وهو موعد متأخر بالنسبة إلى الجمهور الذي يستهدفه العرض وهم الأطفال، خصوصا أن أيام العرض الخمسة تأتي في منتصف الأسبوع وهي أيام دراسية. وقام منظمو العرض بتنظيم عرض صباحي للأطفال من مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتزامن العرض مع الشهر العالمي للتوحد.

تويتر