روح الشـرق تطغى على معروضـات «كريستيز»
لأول مرة في تاريخ المزادات الدولية، تعرض دار كريستيز في مزاد يقام بعد غد الأربعاء في فندق الجميرا في أبراج الإمارات في دبي مجموعة مميزة من الأعمال الفنية، خاصة بستة من الفنانين السعوديين المعاصرين، منهم أحمد مطر ولولة الحمود، إلى جانب الأعمال العالمية المشاركة.
وتتميز الأعمال التي تعرضها الدار في السنة الرابعة في دبي بطغيان روح الشرق، مقارنة مع الأعوام السابقة، حيث توجد أعمال مصرية وفلسطينية وسورية وسعودية، لأشهر الفنانين العرب، وفي مقدمتهم فاتح المدرس وليلى الشوا ومحمود سعيد. إضافة إلى معرض المجوهرات والساعات التي تحمل روح الشرق، وفي مقدمتها عقد اللؤلؤ الخاص بالراحلة أم كلثوم، وسيفتح أبوابه غداً في مكان العرض نفسه.
وقال المديرالتنفيذي لدار كريستيز في الشرق الأوسط مايكل جحا لـ«الإمارات اليوم»، على هامش مؤتمر صحافي أقيم أمس في «أبراج الإمارات» للإعلان عن بدء فعاليات العروض إن «كريستيز» في هذا العام «فخورة لوجود الأعمال العربية خصوصاً السعودية ضمن مجموعتها. وستعرض ولأول مرة أعمالاً فنية تركية، وهذا أكبر تحد للخلل العالمي في السوق الاقتصادية الذي تأثرت به غالبية القطاعات».
وقال المسؤول عن المزاد، وليام لوري، «قدمنا في المزاد الذي نظمته الدار في أكتوبر الماضي فنانين أتراكا لأول مرة، وتمكنا في هذا الموسم من اختيار أعمال فنية مميزة لفنانين سعوديين معاصرين، ووجدنا أنها ستشكل مواهب فنية إضافية على مزاداتنا التي تتضمن أعمالاً فنية مصرية وتركية وإيرانية، وأخرى من لبنان وشمال إفريقيا وسورية والعراق والمغرب، وأعمال غربية».
الاحتفاء بالعرب
وأضاف «وجود الأعمال السعودية رسالة واضحة لكسر الصورة النمطية عنهم، وعن الوطن العربي بشكل عام»، مشيراً إلى أن (محارم)، وهو عنوان العمل الفني للسعودي أيمن يسري، لوحة يلعب من خلالها الفنان بكلمة «محارم» التي تستخدم لوصف المحارم الورقية، وفي الوقت نفسه تستخدم لوصف الأشخاص المقربين في العائلة، حيث جمع يسري علب محارم ورقية، وزينها بملصقات تظهر عليها إعلانات خاصة بأفلام عربية من الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وجمعها فوق بعضها، ويقدم العمل بسعر بين 10 آلاف و15 ألف دولار»، وتابع «ستعرض لوحات سعودية وعربية وإيرانية، ستشكل صدمة لكثيرين ممن سيشاهدونها».
وقالت المسؤولة عن اختيار الأعمال العربية المشاركة في دار كريستيز، هالة خياط، إنها «فخورة بوجود لوحات من أقطار عربية في المزاد، وهذه المشاركة تلفت انتباه الغرب إلى الفن العربي». وأوضحت أن غالبية المبيعات للوحات العربية هي من جيوب غربية، وأن المشاركة السعودية على وجه الخصوص محاولة لتغيير الصورة النمطية عن المملكة بشكل خاص».
وقالت «لوحات الفنانين العرب نقل لواقع نعيشه ولخيال نتمنى أن يكون، وكلها تدعو إلى الحرية والتحرر».
وأشادت بأعمال الفنانتين الفلسطينيتين، هالة الشوا ونبيلة حلبي، لأنهما تعبّران عن مأساة شعب وطموحاته من خلال أعمالهما، حيث تشارك الشوا بلوحة فيها عدد كبير من النساء يغطين وجوههن بخمار، محولة إياهن إلى دمى لا روح فيها. وجسدت الحلبي قضـيتها بلوحـة العروس المليئة بالفرح والألوان والعطاء.
وأضافت «توجد أعمال للفنان الكبير فاتح المدرس، العاشق للألوان والرؤى اللامتناهية، والمصري محمود سعيد الذي تصور بعض لوحاته صورا مصرية كثيرة عن النيل والنخيل»، ولفتت إلى وجود لوحات تفنّنت بالخط العربي لفنانين عرب وإيرانيين، وأشارت أن الفن الإيراني يحظى بإعجاب غالبية الحضور وعشاق الفن المعاصر.
عنوان جاذب
مجوهرات منتقاة خاصة بالفنانة الراحلة أم كلثوم، هو عنوان الجذب الذي استخدمته كريستيز لتشجيع المهتمين على القدوم والمشاهدة والشراء أيضاً، هذا ما أكده مدير المجوهرات في الدار، وقال «بعد أن بيع العقد اللؤلؤي الذي أهداه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأم كلثوم بمبلغ خمسة ملايين درهم، تشجعنا على المضي في تحصيل المجوهرات الخاصة بكوكب الشرق».
وأضاف «نعرض هذا العام أربع قطع من مجوهراتها، أبرزها طقم من الزمرد والماس واللؤلؤ، يشمل بروش، وسواراً، وقرطين يصل سعرهما إلى أكثر من 60 ألف دولار، إضافة إلى قلادة متعددة الجدائل من اللؤلؤ الهندي، وعلى مقدمتها طاووس فيروزي».
وقال المدير الدولي المشارك لقسم الساعات في دار كريستيز، تيم بورن، عن الساعات المشاركة «يشمل المزاد تشكيلةً من الساعات الفخمة ذات المواصفات غير التقليدية، مثل خاصيّة إخبار الزمن بالرنين، وخاصيّة التقويم الدائم، ومنها ساعات خاصة من منطقة الشرق الأوسط تضم نحو 20 قطعة، أهمها ساعةٌ معصميّةٌ بلاتينيةٌ تعمل بالخاصية الميكانيكية المعروفة باسم «توربيلون»، صنعتها دار «لانجيه أوند صوهن» الألمانية، وتبلغ قيمتها التقديرية الأولية بين 120 و180 ألف دولار» .
وتضمّ المقتنيات الشرق أوسطية أربع ساعات تعرض توقيت أكثر من عاصمة ومدينة، ويتنافس عليها في العادة من يسافرون، ويتنقلون بين مناطق زمنية مختلفة على نحو منتظم .
أعمال سعودية
يعرض الفنان السعودي أحمد ماطر آل زياد عسيري، الذي يعد أحد أشهر الفنانين السعوديين الشباب، في مزاد دار كريستيز، أحد أعماله الفنية التي تعود لمجموعته التي تحمل عنوان «الأشعة السينية»، وتصور هيكلاً عظمياً لجمجمة وجذع على خلفية من الأوراق المستخدمة من الكتابات الدينية التقليدية. وصممت اللوحة التي تحمل اسم «إضاءات خمسة وستة» من صورة شعاعية ألصقت على ورقة تناثرت عليها بقع من الشاي وعصير الرمان، وزينت بأوراق نباتية بلون الذهب والفيروز والعنبر، وتبلغ القيمة المقدرة لهذه اللوحة بين 15 و20 ألف دولار.
ومن الأعمال السعودية الأخرى لوحة «الباطن» وهي طباعة بالشاشة الحريرية على اللوحة للفنانة لولوة الحمود التي عاشت معظم حياتها في المملكة المتحدة، ودرست الماجستير في كلية سانت مارتينز المركزية للفن والتصميم في لندن، وتعرض اللوحة بسعر يتراوح بين 15 و20 ألف دولار.