محمـد منـير: لن أغني في إسرائيل

أكد الفنان المصري محمد منير أنه لن يغني في إسرائيل، لأنه ينتمي إلى جيل لديه «ارتباطات وظروف نفسية تمنعه من القيام بمثل هذا الأمر». وقال «إذا حدث وتلقيت دعوة للغناء في إسرائيل، مؤكد أنني سأرفض الذهاب إلى هناك، لأن حاجزا نفسيا يمنعني من ذلك. من جهة أخرى، أنا مع الإنسان والعدل في كل مكان في العالم، وهو ما عبرت عنه في أغنية مدد ».

وتعليقا على تقديم مشوار حياته في برنامج تلفزيوني أذيع على قناة فضائية، وهل يمثل وقفة في مشواره الفني استعدادا لمرحلة جديدة؛ قال منير لـ«الإمارات اليوم» في لقاء جمعه بوسائل الإعلام أول من أمس «أحرص على أن تحمل كل خطوة أقوم بها رؤية جديدة، وأن تمثل إضافة ما إلى مشواري الفني والأعمال التي أقدمها. في المقابل، أنا فخور بالصورة والمستوى الذي خرج به البرنامج، خصوصا أنه تضمن مشاركة من مفكرين وشخصيات ثقافية وفنية وإعلامية لها ثقلها على الساحة». مشيرا إلى أنه لا يرتبط بموسم أو توقيت معين لطرح أعماله، «فعندما أشعر أن لدي ما أريد أن أقوله لجمهوري لا أتردد كثيرا في القيام بذلك».

وأعرب منير الذي أحيا مساء أول من أمس في أبوظبي أولى حفلاته في الإمارات، ضمن مهرجان «ووماد أبوظبي»، وسط حضور قدر بنحو 30 ألف متفرج، عن انبهاره بالمستوى الرفيع للمهرجان. وقال «سمعت كثيرا عن مهرجانات ووماد، وعن الفعاليات التي تقام في أبوظبي، لكن ما شاهدته يفوق كثيرا ما سمعته من الجوانب كافة، فأمر في غاية التحضر أن تسعى أبوظبي لاستقبال ثقافات العالم العربية والأجنبية في هذا التجمع الضخم، خصوصا وأننا تعودنا لسنوات أن الأغنية العربية هي أغنية الوطن».

وكان محمد منير قد اختتم بحفله فعاليات مهرجان «ووماد أبوظبي الموسيقي الدولي» الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومؤسسة ووماد «عالم من الموسيقى والفنون والرقص»، على مدى ثلاثة أيام على كورنيش العاصمة، وفي حصن الجاهلي في مدينة العين، بمشاركة أكثر من 20 من مشاهير الفنانين العالميين من مختلف أنحاء العالم.

وحرص جمهور غفير من عشاق الفنان المصري النوبي على التوافد إلى منطقة الاحتفال، قبل موعد فقرة محمد منير بنحو أربع ساعات، والوجود أمام خشبة المسرح الذي سيقدم عليه الفنان فقرته في حالة من الترقب. ومع الساعة الحادية عشرة والربع تقريبا، اعتلى منير المسرح وسط عاصفة قوية من التصفيق والهتاف، ليبدأ فقرته بأغنيته الشهيرة «الليلة يا سمرا»، قبل أن يتجه لتحية الجمهور الغفير ودولة الإمارات وأبوظبي، ثم عاود الغناء ليقدم أغنيات له حديثة وقديمة، غناها معه الجمهور بحماس، منها «علي صوتك بالغنا»، و«الكون كله بيدور»، و«يا طير يا طاير»، و«شجر الليمون»، و«يونس»، و«شمندورة»، إلى جانب أغنيات «الرزق على الله»، و«سو يا سو»، و«الدنيا ريشة في هوا»، ليختم بأغنية «أشكي لمين»، وسط تصفيق وصرخات الجمهور الذي حمل الاعلام المصرية ولافتات تحمل عبارات ترحيب بالفنان، في تظاهرة حب توجت فعاليات «ووماد أبوظبي»، وما حققه من نجاح واضح وملموس على مدى أيامه الثلاثة.

وعقب انصراف الفنان محمد منير وفرقته، فوجئ الجمهور بانطلاق الألعاب النارية من وسط المياه، لتضيء سماء أبوظبي بألوان الفرح والبهجة.

وكان برنامج مهرجان«ووماد أبوظبي» في يومه الأخير تضمن فعاليات متميزة احتشد لها الجمهور من مختلف الجنسيات، بدأت بمسيرة فنية لأطفال حملوا أشكالا كرنفالية، وهي من السمات المميزة لفعاليات «ووماد» في جولاته في عواصم العالم. ثم قدمت فرقة بابريكا بالكانيكوس من رومانيا وصربيا وسلوفينيا فقرة متميزة، ثم قدم الفنان الهندي تريلك جورتو وفرقته فقرة موسيقية جمعت بين الموسيقى الغربية والهندية، وكان لافتا استخدامه فيها آلات تقليدية وأخرى غير معتادة في تجسيد أصوات الطبيعة، كأصوات الرياح وسقوط الامطار وغيرها.

في الوقت نفسه، تألقت فرقة دولسوري الكورية الجنوبية للطبول في عرض أبهر الحضور ضمن فعاليات ورش العمل الذي ضمته الخيمة الثلاثية التي خصصت لورش العمل الفنية التي يلتقي فيها الفنانون المشاركون مع الجمهور عن قرب.

وجذبت فقرة الفنانين، البريطاني جاستن آدمز والغامبي جولده كامارا، جمهورا غفيرا من إفريقيا وأوروبا في تمازج فريد يماثل التمازج الذي حققاه بين الموسيقى الحديثة التي قدمها آدمز على الجيتار، وكامارا على آلته التقليدية، خصوصا بعد أن انضم إليهما ضيف الشرف الفنان روبرت بلانت.