«بلطية العايمة» يحصد جوائز «القومي للسينما المصرية»
اختتمت مساء أول من أمس، في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية فعاليات الدورة الـ15 للمهرجان القومي للسينما المصرية، وسط غياب جماعي متكرر من النجوم المصريين، زاده هذا العام غياب النجوم المكرمين أيضا.
وفوجئ وزير الثقافة فاروق حسني ورئيس المهرجان علي أبوشادي بغياب النجم عادل إمام الذي كان على رأس قائمة المكرمين، التي ضمت إلى جواره النجمة يسرا والناقدة خيرية البشلاوي ومهندس الديكور مختار عبدالجواد والمخرج سمير سيف.
كما غابت الفنانة عبلة كامل التي حازت جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «بلطية العايمة» الذي حصد أربعاً من جوائز المهرجان، وغابت الفنانة نجوى فؤاد التي حازت جائزة أحسن ممثلة «دور ثانٍ» عن فيلم «خلطة فوزية»، وغاب الممثل العراقي بهجت الجبوري الحائز على جائزة افضل ممثل «دور ثانٍ» عن فيلم «الريس عمر حرب».
وحضر الحفل عدد محدود من الفنانين أبرزهم لبلبة وخالد زكي ومحمود حميدة وماجد الكدواني، بينما لم يظهر أي من نجوم ونجمات السينما الشباب أو الكبار.
وحاز فيلم «آسف على الإزعاج» جائزة أفضل فيلم مصري في 2008 وقدرها 150 ألف جنيه «نحو 27 ألف دولار» وحصل بطله أحمد حلمي على جائزة أفضل ممثل، ومخرجه خالد مرعي على جائزة خاصة، بينما ذهبت جائزة الموسيقى للموسيقار ياسر عبدالرحمن عن «ليلة البيبي دول» وجائزة التصوير لمدير التصوير محسن أحمد عن فيلم «الوعد».
ونال فيلم «بلطية العايمة» أربع جوائز أولها أحسن ممثلة لعبلة كامل، والجائزة الفضية لأحسن فيلم، وجائزة السيناريو لمؤلفه بلال فضل وجائزة الديكور لحمدي عبدالرحمن، في حين حاز فيلم «الريس عمر حرب» على ثلاث جوائز أولها أحسن مخرج لخالد يوسف وأحسن مونتاج لغادة عزالدين وأحسن ممثل ثانٍ لبهجت الجبوري.
وذهبت الجائزة البرونزية لأحسن فيلم، للفيلم المستقل منخفض التكاليف «بصرة» وحصل مخرجه أحمد رشوان على أحسن اخراج عمل أول.
وفي مسابقة الأفلام التسجيلية حصل فيلم «أصوات» للمخرجة دينا حمزة على جائزة العمل الأول، ومنح فيلم «عنبر 6» للمخرجة نسرين الزيات جائزة لجنة التحكيم للأفلام أقل من 15 دقيقة، وحاز فيلم «المستعمرة» للمخرج أبوبكر شوقي جائزة أفضل فيلم تسجيلي في الفئة نفسها.
وحصل المخرج محمد كامل القليوبي على جائزة لجنة التحكيم للأفلام التسجيلية أطول من 15 دقيقة عن فيلم «نجيب الريحاني في ستين ألف سلامة»
بينما حاز المخرج رامي عبدالجبار جائزة أفضل فيلم تسجيلي في الفئة نفسها عن فيلمه «رمسيس السيارة».
وفي مسابقة أفلام التحريك حاز فيلم «فرصة ضائعة» للمخرجة دينا حسين صدقي جائزة أحسن عمل، وفيلم «بالمقلوب» للمخرجة دنيا محمد فاروق جائزة لجنة التحكيم، بينما ذهبت جائزة العمل الأول لفيلم «لعبة الحياة» للمخرجة ريم خفاجي.
وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة نال فيلم «شهر 12» للمخرج محمود شكري جائزة أحسن فيلم، ومنحت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «باب للخروج» للمخرج يوسف ناصر، بينما منحت جائزة العمل الأول لفيلم «الضيف» للمخرجة دينا جمال.
وأثار الروائي الكبير جمال الغيطاني رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة جدلاً واسعاً في نهاية الحفل عندما تحدث عن حسنات ومساوئ السينما المصرية التي اكتشفتها لجنة التحكيم من خلال رصدها الأفلام التي شاركت في المهرجان وبلغ عددها 52 فيلما، واعتبرها عددا جيدا مقارنة بسنوات ماضية لم تتجاوز الأفلام المنتجة فيها الـ10.
وقال الغيطاني إن عام 2008 شهد ظهور أفلام تحمل رؤى جديدة وجريئة وتنحاز للفقراء من خلال جيل من الشباب الواعدين، لكنها في الوقت نفسه شاع فيها استنساخ أفلام أجنبية رغم كل ما يحفل به الواقع المصري من موضوعات.
وأضاف أنه وزملاءه لاحظوا شيوع التقاعس الإبداعي المتجسد في تكرار أنماط متشابهة من الشخصيات لدرجة تقديمها بالممثلين أنفسهم وباستخدام الأداء نفسه. لكن الجدل الحقيقي ظهر عند قوله «أحلم بيوم تختفي فيه الرقابة، ونكتفي بضمير المبدع، رغم أن هذا مستحيل في المنظور القريب، لكن اسمحوا لنا أن نحلم بتخفيف الشروط الرقابية» وهي الكلمات التي أحرجت رئيس المهرجان الناقد علي أبوشادي شخصياً باعتباره رئيس جهاز الرقابة الفنية المصري.
وتابع الكاتب المصري المعروف أن هناك نوعاً أخطر من الرقابة الحكومية مصدرها تيارات دينية غريبة على المجتمع المصري أصبحت تمثل عبئاً على الإبداع باعتبارها رقابة غير منظورة تجعل المبدع خائفاً «والخائفون لا ينتجون فناً سينمائياً لأن أدباً وثقافة وفناً كاشفا وجارحاً أفضل دائما من الصمت» على حد قوله.