عمار الكوهجي وجمال الغيلا.                        تصوير: عماد علاء الدين

فنانون بحرينيّون: عجلة السينما لن تدور إلا بدعم حكومي

رأى فنانون ومخرجون بحرينيون أن غياب الدعم الحكومي بشكل خاص يعد من أهم أسباب تعثر صناعة الافلام في بلادهم، مشيرين إلى أن السينمائيين يسعون إلى جذب قطاع الإنتاج ورؤوس الأموال لدفع عجلة تطور الفن السابع في البحرين التي يوجد فيها أكثر من 40 دار عرض. وطالب سينمائيون بحرينيون التقتهم «الإمارات اليوم»، في الدورة الثانية من مهرجان الخليج السينمائي التي اختتمت فعالياته أخيرا، بتكاتف خليجي من أجل صناعة فيلم يمثل المجتمعات الخليجية في المهرجانات الدولية، مشيرين إلى وجود مبدعين يمتلكون الإمكانات التي تؤهلهم لصناعة فيلم جدير بالمنافسة على الجوائز، معتبرين أن وجود المخرج خليفة شاهين الذي يعتبر أول مخرج خليجي يؤسس شركة إنتاج خاصة لصناعة الأفلام ودعمها هو بحد ذاته دفعة لجيل المخرجين المتحمسين في البحرين، كي لا ييأسوا.

وقال مخرج فيلم «مريمي» علي العلي إن «الشباب السينمائيين قادرون على إحداث التغيير في عجلة صناعة السينما»، مضيفاً «لدينا تحدٍ للواقع الذي لا يؤمن بنا إلى هذه اللحظة، وصناعة الأفلام في البحرين يجب أن تثبت نفسها كي تشجع الاستثمار فيها»، مطالباً بدعم مالي من الحكومة، ومن أصحاب رؤوس الأموال أيضاً.

وقال مخرج فيلم «زهرة تحترق»، محمد إبراهيم، إن «وجود المهرجانات التي تحتفي بالأفلام الخليجية، بداية للاهتمام بصانع الأفلام في الخليج، بعد فترات طويلة من الإهمال. ومن هنا، ستبدأ ثقة المعنيين سواء من الحكومة أو القطاعات الخاصة بدعم صناعة الأفلام»، موضحا أن «أي قطاع يريد أن ينمو ويتطور يحتاج إلى حكومة تدعمه، والسينما ليست أقل شأناً من أي قطاع موجود»، لافتاً إلى أن «البحرين لديها أكبر قاعة سينما في الشرق الأوسط، ومن الجميل أن تعرض فيها أفلام من صناعة مخرجين منها».

 
تشكيل وجدان

قال الناقد السينمائي البحريني حسن حداد إن «السينما يجب أن تكون من أهم العوامل التي تسهم في تشكيل وصياغة الوجدان الشعبي»، مشيراً إلى أن أهمية هذا الدور تنبع دوماً من واقع المجتمع الثقافي والاجتماعي نفسه، موضحاً إن «فقدان التأثير المهم للكلمة المكتوبة في الجماهير التي تعاني مساحة كبيرة منها من الأمية، تجعل الغلبة للإعلام المسموع والمرئي (السينما والتلفزيون والإذاعة)».

وأضاف أن السينما ليست فكراً وفناً فحسب، لكنها بالدرجة الأولى صناعة وتجارة، مضيفا «السينما، منذ بدايتها، لم تأخذ على عاتقها مهمة القيام بتوعية الجماهير ورفع مستواها الفكري والثقافي.. ولم يأخذ هذا الهدف حيزاً من أجندة المنتجين. وكانت السينما ولاتزال لدى الغالبية منهم تجارة تدر عليهم أرباحا كثيرة». وشدد على أن الإنتاج هو حجر الأساس الذي تقوم عليه صناعة السينما، والمسيطر على عملية الإنتاج هو الذي يحدد هوية هذه السينما».


واعتبر مخرج فيلم «البشارة»، محمد بوعلي، أن الذي يصنع الأفلام ليس الفنان، بل هو صاحب رأس المال غير الموجود في الحالة السينمائية التي تتنامى يوماً بعد آخر في البحرين. وقال«نحن في عصر الصورة، ويجب أن تتكاتف كل القطاعات لدعم الصورة بأن تكون أجمل وأهم، وثقة الناس بالفنان البحريني داخل بلده يجب أن تتعزز، ويكون لها شأنها في دعم صناعة الفيلم المحلي».

ورأى مخرج فيلم «بالأمس»، عمار الكوهجي، أن صناعة الفيلم في البحرين لن يكون لها شأن إلا من خلال دعم القطاع الحكومي. وشدد على «ضرورة وجود ثقة من المتفرج البحريني والحكومة بالفنانين، ولن يكون ذلك إلا من خلال السينما التي أصبحت تعبر عن واجهة أي دولة من حيث الثقافة والحضارة»

وذكرت الفنانة البحرينية، شيماء سبت، أن الانتاج الخليجي المشترك ـ لو تم ـ سيعد داعماً كبيراً لصناعة السينما في المنطقة، وسيساعد السينما المحلية، مشيرة إلى أن مهرجاني الخليج السينمائي ودبي قادران على دعم الانتاج الخليجي، وتقديم فيلم مشترك فيه كل الإمكانات والعوامل الفنية التي قد توصله إلى العالمية. ولدى البحرين كغيرها من دول الخليج المواهب الفنية التي تحتاج فقط إلى دعم ودفعة إلى الأمام.

وقالت الفنانة البحرينية أمينة القفاص «غياب الفيلم الخليجي عن مهرجان الخليج السينمائي يجب أن يجعلنا نمضي نحو الانتاج الخليجي المشترك مع غياب الدعم الحكومي المحلي لغالبية دول مجلس التعاون أيضاً»، مضيفة «لدينا كل العوامل والإمكانات التي من شأنها أن تنتج فيلماً يرتقي لأن يترشح في مهرجانات عدة».

الأكثر مشاركة