<p align=right><font size=2>«عنمبر» تسعى إلى إنجازات جديدة للمسرح الإماراتي في القاهرة. تصوير: أسامة أبوغانم</font></p>

«عنمبر» تمثل الإمارات في مهرجان المسرح العربي

رشحت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مسرحية «عنمبر» التي أنتجها مسرح دبي الأهلي لتمثيل الإمارات في مهرجان المسرح العربي، الذي ينطلق بعد غد في القاهرة، في خطوة توافقت أيضاً مع اختيار الهيئة العربية للمسرح التي تشكل رابطاً نشطاً بين المسرحيين العرب. ويعكس الترشيح اهتمام الوزارة بتشجيع ودعم المواهب المسرحية الشابة المتمثلة في أسرة «عنمبر» التي حصدت معظم جوائز مهرجان مسرح دبي للشباب في دورته السابقة التي أقيمت فعالياتها في أغسطس الماضي على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم، وحققت المسرحية حينها ست جوائز، منها الجائزة الرئيسة الخاصة بأفضل عمل متكامل.

وقال رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الأهلي، يوسف بن غريب آل محمود، لـ«الإمارات اليوم» إن ترشيح «عنمبر» للمشاركة في هذا المهرجان المهم يؤكد على صوابية المراهنة على المواهب المسرحية الشابة التي تجلت بشكل كبير في «عنمبر»، من خلال طاقمها سواء التمثيلي أو الفني، الذين يحملون تجارب أولى في هذا المجال، بدءاً من مخرج المسرحية مروان عبدالله صالح الذي تمثل «عنمبر» تجربته الأولى في مجال الإخراج، مروراً بمؤلفها الشاب طلال محمود، وأيضاً نجماها الشابان حسن يوسف وإبراهيم الاستادي .

وأشار غريب إلى أن مشاركة «عنمبر» في مهرجان المسرح الأردني أخيراً كانت المشاركة الخارجية الأولى للمسرحية، وهو أمر ترافق مع صعوبات كثيرة، تمثلت في غياب أحد الممثلين الرئيسين، هو الفنان إبراهيم الاستادي، ما اضطر طاقم العمل إلى اتخاذ قرار بقيام المخرج بدور الممثل الذي لم يتمكن من اللحاق بزملائه، مؤكداً أن اكتمال عقد الفريق ورسمية المشاركة، واتساع هامش المنافسة في مهرجان المسرح العربي، عوامل من شأنها أن تزيد من هامش الإجادة الفنية لأسرة «عنمبر».

وأوضح غريب أن إتاحة الفرصة للمواهب الشابة من وزارة الشباب للمشاركة في الفعاليات المسرحية المهمة خطوة ستكون لها آثار شديدة الإيجابية على مجمل الحركة المسرحية في الدولة التي أصبحت مؤهلة لأن تقود تيار التجديد في المسرح الخليجي، لاسيما بعد تربع الإمارات رسمياً على عرش الدراما المسرحية، من خلال حصولها على معظم جوائز مهرجان المسرح الخليجي في دورته الأخيرة الشهر الماضي في الكويت، بما فيها جائزة أفضل عمل متكامل.

وأوضح بن غريب أن مسرح دبي الأهلي بشكل خاص بذل جهوداً كبيرة على صعد مختلفة، خلال المرحلة الماضية، كان بعض ثمارها عودة نشوة الحصول على جوائز مهرجانية مهمة، متمثلة في الجوائز الست لمهرجان مسرح الشباب، فضلاً عن التمثيل الخارجي للدولة، سواء دولياً مثل تمثيل مسرحية «باب البراحة» للإمارات في مهرجان طرطوشة الدولي في إسبانيا، أو عربياً كما الأمر في مهرجان المسرح الأردني في عمان، ومهرجان المسرح العربي في القاهرة، مشيراً في هذا الصدد أيضاً إلى إنتاج «دبي الأهلية لمسرحية (حسون الملايين) التي شهدت عودة الفنان جابر نغموش إلى خشبة المسرح».

وتقيم مهرجان المسرح العربي الهيئة العربية للمسرح كل عامين، وتعقد كل دورة في عاصمة عربية، بمشاركة نخبة من أهم الفرق المسرحية العربية التي ترشحها وزارات الثقافة التابعة للدول الأعضاء في الهيئة، بهدف تحقيق أهداف محددة، أهمها تفعيل المسرح كمنتج معرفي عربي، ينتمي لواقع وتطلعات المسرحيين العرب وتجسير ما انفصل من عرى بين الحاصل الثقافي للشعوب العربية والمسرح، بالإضافة إلى المساهمة في زيادة التواصل بين القوى المسرحية العربية الحية والفعالة، فضلاً عن السعي إلى وضع مؤشرات مستقبلية إلى الحراك المسرحي العربي.

وتعتبر «عنمبر» التي أخرجها الفنان الاماراتي مروان عبدالله صالح من المسرحيات التي شاركت في مهرجانات عربية عديدة، ومنها مهرجان دبي لمسرح الشباب ومهرجان المسرح الأردني، وقد حصدت العديد من الجوائز في مهرجان دبي لمسرح الشباب 2008 وهي جائزة أفضل عمل متكامل، جائزة الإخراج مناصفة، جائزة أفضل ممثل «دور أول» للفنان حسن يوسف، جائزة أفضل ديكور للفنان عبدالله بن حيدر، جائزة أفضل ملابس للفنان مروان عبدالله صالح، جائزة اللجنة الإعلامية للفنان إبراهيم الاستادي.

 المشاركة الأولى
تعد مسرحية «عنمبر» المشاركة الخارجية الأولى لأحد البطلين الرئيسين فيها الفنان الشاب إبراهيم الاستادي في مشواره المسرحي، كما أن العمل برمته يعد التجربة الإخراجية الأولى لمروان عبدالله صالح الذي من المتوقع أن يلحق بأسرة العمل في القاهرة، قادماً مباشرة من بيروت، بسبب ارتباطه بتصوير حلقة من برنامج «سوالفنا حلوة» الذي تبثه أسبوعياً قناة دبي الفضائية، ويشارك مروان في تقديمه.

دماء جديدة
وصف رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الأهلي يوسف بن غريب، حالة الحراك المسرحي الملحوظة التي تشهدها بعض مسارح الدولة بأنها «نتيجة ضخ دماء جديدة في الجسد المسرحي، ممثلاً بعدد كبير من الموهوبين الشباب الذين أثروا الحياة المسرحية بطاقات وأفكار مبتكرة».

واعتبر حصول«عنمبر» على ست جوائز دفعة واحدة في مهرجان دبي المسرحي للشباب بأنها بمثابة عودة حميدة لمسرح دبي الأهلي إلى عهد التتويجات، مؤكداً أن المسرح يعتزم مواصلة مجال إنتاج مسرحيات مهمة بحجم «حسون الملايين» التي شهدت إقبالاً استثنائياً وقت عرضها، وجمعت بين القديرين، الإماراتي جابر نغموش والعمانية أمينة عبدالرسول.

الأكثر مشاركة