<p align=right><font size=2>محمد الزرعوني: المعرض يستكشف سيناريوهات مستقبل الفن. تصوير: إيريك أرازاس </font></p>

أبوظبي في «بينالــــــي البندقية»

تشارك «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» في برنامج واسع ومبتكر للفنون البصرية في بينالــي البندقيـة الذي تقام دورته الـ 53 في مطلع الشهرالمقبل، من خلال تصميم منصة عرض للفنون البصرية على مساحة أكثر من 800 متر، ويشارك فيها فنانون إماراتيون وعرب وعالميون، وتعرض الأعمال بأسلوب يسهم في التعرف إلى المعطيات والظروف الحالية التي ينشأ فيها الفن البصري المعاصر في أبوظبي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تمثيل أبوظبي في الحدث الفني الدولي الكبير.

ووصف مدير عام الهيئة، محمد خلف المزروعي، المشاركة بأنها «الخطوة التي تشكل حجر أساس في تنفيذ الخطط الاستراتيجية، وتحقيق الأهداف المرجوة من المشروع الثقافي المتنامي لأبوظبي، والذي يشتمل على تأسيس البنى التحتية اللازمة لإيجاد منطقة ثقافية فريدة ومتميزة حول قصر الحصن الذي يعد أهم معلم تاريخي وثقافي في أبوظبي». وأعرب عن فخره بالإعلان عن وجود العاصمة الإماراتية للمرة الأولى في بينالي البندقية للفنون البصرية، عبر إطلاق «ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للفنون البصرية»، والتي تشتمل على منصة عرض تضم صوراً ثابتة ومتحركة ونماذج معمارية وأعمالاً فنية مختلفة.

سيناريوهات مستقبلية
وقال المزروعي إن «المعرض يستكشف السيناريوهات الممكنة التي تحدد مستقبل الفن في إطار عملية التطوير الثقافي الشاملة التي تشهدها أبوظبي، إذ تتأثر المنطقة تتأثر بالعولمة وباختيارات جديدة في أساليب الحياة، خصوصاً مع تواجد ما يُقارب 200 جنسية من جميع قارات العالم مُحمّلة بمختلف الاتجاهات الثقافية والتاريخية والتراثية، وكل هذه العوامل تجعل عملية الالتقاء والتناسق الثقافي بين أبوظبي والعالم تحدث بصورة متسارعة، وهذا ما ستعكسه مشاركة الهيئة عبر تقديم تفسير مرئي لنتائج التبدلات الحضرية والاجتماعية والثقافية المختلفة، تسهم فيه مختلف المشروعات التي أطلقتها الهيئة، وبمشاركة مبتكرة من المصورين والفنانين وصانعي الأفلام».

رؤية ناقدة
وقالت المؤرخة الفنية الشهيرة كاثرين ديفيد التي تتولى الإشراف على منصة أبوظبي الإبداعية في البينالي إن «المشروع يضم صوراً ثابتة وأخرى متحركة ونماذج معمارية وأعمالا فنية تهدف إلى تغيير الصور النمطية تجاه المنطقة»، وأضافت «سيتم عرض رؤية ناقدة ومعبرة من خلال مجموعة أصلية من صور فوتوغرافية حديثة، وأخرى أرشيفية، إضافة إلى أعمال فنية لمصورين فوتوغرافيين وفنانين من المنطقة وخارجها، على أن يتم عرض المجموعة في أقسام عدة، وسيناقش موضوع انتشار اللوحات الإعلانية وتأثيرها البصري في الأماكن الحضرية، وسيبرز مختبر خاص خطوات العمل والمساحة التجريبية وتبادل الأفكار والتصورات، وفيه يمكن عرض المشروعات الفنية من أجل صياغة تصور أوسع حول الفن المعاصر في المنطقة» .

وأشارت ديفيد إلى أن «الظروف الراهنة مواتية لانطلاق الفن البصري والثقافة المعاصرة في أبوظبي. فهذه الظروف تُعد، وبشكل رئيس، إطاراً لتطور حضاري مدهش، حيث يقوم أفراد من أعراق وجنسيات مختلفة بتشكيل أنماط جديدة للحياة، ويسهم ذلك في إعادة تنظيم المنطقة وديناميكيتها الاقتصادية والجيوسياسية وتفاعلاتها مع العالم، بما يعتبر ظاهرة غير مسبوقة في عملية التنمية وتسارعها».

 جناح الإمارات
لا يقتصر التواجد الإماراتي في بينالي البندقية على جناح هيئة أبوظبي للثقافة والتراث فقط، حيث تقوم وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بمبادرتها الأولى من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، بإنشاء جناح للدولة، يعتبر من أهم وأبرز الأحداث الثقافية. وتأتي المبادرة برعاية مؤسسة الإمارات وهيئة دبي للثقافة والفنون تحت إشراف الدكتورة لميس حمدان.

ركيزة أبوظبي
تم إنشاء ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للفنون البصرية أخيرا، كنتيجة لرؤية وخطة تهدف إلى تطوير شبكة ترتكز على جوهر الناس والأفكار من خلال مشروعات ملموسة مثل: إنشاء مركز للأبحاث لدراسة التراث الثقافي للفنون العربية المعاصرة، والحفاظ عليه وتوثيقه ونشره، وتطوير برامج تدعم الفنانين والمشروعات ذات الصلة.

يشارك في منصة «ركيزة» في بينالي البندقية فنانون من مختلف الجنسيات، هم: ابتسام عبد العزيز، عبدالله السعدي، سامي التركي، فيليب شانسيل، كاثرين ديفيد، محمد أحمد إبراهيم، محمد كاظم، د.عبد الرحمن مخلوف، أحمد مطر، وكيوان مهتا.

الأكثر مشاركة