غروب الأعمار على الشاشة
يمكن أن تقع في فيلم على رجل فارقه كل شيء، ووصل من العمر ما يجعل من الوحدة شديدة الوطأة عليه، بما يشبه العيش في غرفة انتظار للموت، الرتابة على أشدها ويجب العثور على ما يقتل الوقت الذي يمضي في خط ثابت ووجهة واحدة هي القبر.
بداية سوداء لا ريب، لكن هناك ما يمكن أن تقدمه السينما في هذا الخصوص، وبحساسية عالية، والتقاط حصيف للمشاعر التي تداهم الإنسان حين يمسي بين ليلة وضحاها متقاعداً، ووحيداً بالمطلق بعد أن كان عمله كل عالمه، وهذا تماماً ما يقدمه فيلم نرويجي حقق صدى كبيراً حول العالم حمل عنوان «أو هورتن»، حيث سيكون هورتن سائق قطار، أمضى 40 سنة في هذا العمل الذي لم يكن إلا كل ما كانت عليه حياته، لا بل إن تسلية رفاقه تكون بسماع أصوات قطارات على مسجل وتخمين نوع القطار.
سبق وأن كتبت عن هذا الفيلم، ولعل استعادته مرة أخرى ستوقظ الكثير من المشاعر التي يولدها، مع اصراره على عدم تصعيد الأحداث، والتي تتوالى بوصفها مشاهد من حياة هورتن، من أمه الصامتة التي كانت متزلجة على الثلج، مروراً بالرجل الذي يلاقيه مرمياً على الأرض، فيأخذه إلى بيته ويكتشف أنه دبلوماسي سابق ولديه حجر فضائي أقدم من عمر الأرض نفسها، وقيامهما برحلة إلى داخل أوسلو، وموت هذا الرجل فجأة، وليقوم هورتن بأخذ ذاك الحجر وأدوات التزلج، ليقوم بالتزلج للمرة الأولى في حياته، والكثير من الأحداث التي تمضي بهدوء وبملمح كوميدي خفيف، له أن يكون من سخرية الحياة نفسها وأقدارها.
فيلم «أو هورتن» هادئ جداً، والأحداث كثيرة جداً لكن لن تشعر بذلك، ولعل الممثل بارد أوي الذي جسد شخصية هورتن سيكون كل الفيلم، حيث الفيلم يبدأ من القطار وينتهي فيه، كما هي الحياة التي كثيراً ما تشبه بالقطار من دون أن ننسى محطات العمر، وبينهما نكون شاهدين على تقاعده وتكريمه وكل الأحداث التي ستضاف على أيامه بعد ذلك.
وفي تتبع للمتقاعدين وكبار السن والوحيدين في انتاجات 2008 سيكون أمامنا على الفور فيلم «الزائر» حيث إننا أمام البروفسور والتر الذي تتغير حياته الرتيبة رأساً على عقب بمجرد تعرفه إلى طارق المهاجر العربي غير الشرعي، بحيث ينتقل هو الأرمل والمسكون بالموسيقى الكلاسيكية - كون زوجته المتوفاة كانت عازفة بيانو شهيرة - إلى العزف على الطبلة التي يجد فيها مخلصه من أيامه المعطلة تماماً، ولينغمس تماماً في عالم طارق وأمه.
في فيلم جنوب إفريقي هو «خزي» مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للروائي جي أم كوتزي، نمضي خلف التقاعد الاختياري الذي يقدم عليه ديفيد «جون مالكوفيتش»، وفي تتبع لنوازعه ورغباته، والتي تكون أولاً من جراء هوسه بإحدى طالباته وملاحقاتها، ومن ثم لجوئه إلى ابنته التي تعيش في قرية نائية والمشكلات التي تحضر معه كونه غير قادر على العيش وكل من حوله من الزنوج.
كل الأفلام سابقة الذكر محتشدة بجرعات انسانية استثنائية، ومحملة بدراما محكمة، وعلى تنويع يمتد من رصد حياة هورتن حين يفقد قطاره فيمسي المشي على القدمين بموازاة حياة مستعادة وأخرى مستحدثة، بينما يكون على الزائر في فيلم «الزائر» أن يوقظ حياة راكدة، بينما يبقى ديفيد في «خزي» تحت وطأة رغباته ونوازعه التي تنتصر عليه متحملاً كل تبعات هذا النصر بإصراره على مواصلة تعقّب شهواته.
يمكن الحديث عن كثير من الأفلام التي تضيء ما يؤرق البشر كل البشر والتي نتساءل فيها: ما الذي ستكون عليه نهايات أعمارنا؟ في أي مستنقع أو بحيرة أو جدول سنغرق؟ هل من وحول أم أن الأمر صالح لمياه مترقرقة كاملة النقاء؟
بداية سوداء لا ريب، لكن هناك ما يمكن أن تقدمه السينما في هذا الخصوص، وبحساسية عالية، والتقاط حصيف للمشاعر التي تداهم الإنسان حين يمسي بين ليلة وضحاها متقاعداً، ووحيداً بالمطلق بعد أن كان عمله كل عالمه، وهذا تماماً ما يقدمه فيلم نرويجي حقق صدى كبيراً حول العالم حمل عنوان «أو هورتن»، حيث سيكون هورتن سائق قطار، أمضى 40 سنة في هذا العمل الذي لم يكن إلا كل ما كانت عليه حياته، لا بل إن تسلية رفاقه تكون بسماع أصوات قطارات على مسجل وتخمين نوع القطار.
سبق وأن كتبت عن هذا الفيلم، ولعل استعادته مرة أخرى ستوقظ الكثير من المشاعر التي يولدها، مع اصراره على عدم تصعيد الأحداث، والتي تتوالى بوصفها مشاهد من حياة هورتن، من أمه الصامتة التي كانت متزلجة على الثلج، مروراً بالرجل الذي يلاقيه مرمياً على الأرض، فيأخذه إلى بيته ويكتشف أنه دبلوماسي سابق ولديه حجر فضائي أقدم من عمر الأرض نفسها، وقيامهما برحلة إلى داخل أوسلو، وموت هذا الرجل فجأة، وليقوم هورتن بأخذ ذاك الحجر وأدوات التزلج، ليقوم بالتزلج للمرة الأولى في حياته، والكثير من الأحداث التي تمضي بهدوء وبملمح كوميدي خفيف، له أن يكون من سخرية الحياة نفسها وأقدارها.
فيلم «أو هورتن» هادئ جداً، والأحداث كثيرة جداً لكن لن تشعر بذلك، ولعل الممثل بارد أوي الذي جسد شخصية هورتن سيكون كل الفيلم، حيث الفيلم يبدأ من القطار وينتهي فيه، كما هي الحياة التي كثيراً ما تشبه بالقطار من دون أن ننسى محطات العمر، وبينهما نكون شاهدين على تقاعده وتكريمه وكل الأحداث التي ستضاف على أيامه بعد ذلك.
وفي تتبع للمتقاعدين وكبار السن والوحيدين في انتاجات 2008 سيكون أمامنا على الفور فيلم «الزائر» حيث إننا أمام البروفسور والتر الذي تتغير حياته الرتيبة رأساً على عقب بمجرد تعرفه إلى طارق المهاجر العربي غير الشرعي، بحيث ينتقل هو الأرمل والمسكون بالموسيقى الكلاسيكية - كون زوجته المتوفاة كانت عازفة بيانو شهيرة - إلى العزف على الطبلة التي يجد فيها مخلصه من أيامه المعطلة تماماً، ولينغمس تماماً في عالم طارق وأمه.
في فيلم جنوب إفريقي هو «خزي» مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للروائي جي أم كوتزي، نمضي خلف التقاعد الاختياري الذي يقدم عليه ديفيد «جون مالكوفيتش»، وفي تتبع لنوازعه ورغباته، والتي تكون أولاً من جراء هوسه بإحدى طالباته وملاحقاتها، ومن ثم لجوئه إلى ابنته التي تعيش في قرية نائية والمشكلات التي تحضر معه كونه غير قادر على العيش وكل من حوله من الزنوج.
كل الأفلام سابقة الذكر محتشدة بجرعات انسانية استثنائية، ومحملة بدراما محكمة، وعلى تنويع يمتد من رصد حياة هورتن حين يفقد قطاره فيمسي المشي على القدمين بموازاة حياة مستعادة وأخرى مستحدثة، بينما يكون على الزائر في فيلم «الزائر» أن يوقظ حياة راكدة، بينما يبقى ديفيد في «خزي» تحت وطأة رغباته ونوازعه التي تنتصر عليه متحملاً كل تبعات هذا النصر بإصراره على مواصلة تعقّب شهواته.
يمكن الحديث عن كثير من الأفلام التي تضيء ما يؤرق البشر كل البشر والتي نتساءل فيها: ما الذي ستكون عليه نهايات أعمارنا؟ في أي مستنقع أو بحيرة أو جدول سنغرق؟ هل من وحول أم أن الأمر صالح لمياه مترقرقة كاملة النقاء؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news