فرقة «العازفات التونسيات» تستحضر الماضي في أنغام راقية. من المصدر

معزوفات تونسية في «أنغام من الشرق»

بألحان ونكهة من تونس الخضراء، جاءت أمسية أول من أمس من مهرجان «أنغام من الشرق» الذي تنظمه «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث»، وتختتم فعالياته اليوم بأمسية بعنوان «تحية إلى سيد درويش»، يحييها كل من الفنانين المصري إيمان البحر درويش، والتونسي لطفي بوشناق، واللبنانية غادة شبير.

أمينة الصرارفي

تُعدّ أمينة الصرارفي أول امرأة تؤسس فرقة موسيقية نسائية في العالم العربي، وعملت قائدةً للأوركسترا في تونس، وهي أيضاً أول تونسية تنال الجائزة الأولى في العزف على الكمان. وحصلت على شهادات عدة في الميدان الموسيقي، منها «دبلوم الموسيقى العربية، دبلوم العزف على الكمان، تقنيات الصوت، قيادة أوركسترا بباريس»، بعدها انضمت إلى الأوركسترا السيمفونية التونسية عـازفة كمان، وأسهمت أيضا بالغناء الفردي طوال 16سنة.



قدمت الأمسية التي حضرها جمهور كبير إطلالة على الموسيقى التونسية وخصائصها، من خلال فرقة «العازفات التونسيات» التي تقودها العازفة أمينة الصرارفي، وتختص بعزف كل ما له علاقة بالتراث الموسيقي التونسي. وقالت الصرارفي إن «أنغام من الشرق» يتيح فرصة نادرة أمام الجمهور في المشرق العربي، للتعرف إلى جوانب من الموسيقى التونسية، سواء من خلال برنامج الحفل الذي تضمن أغانيات ومعزوفات من التراثين التونسي والعربي الأصيل، وأيضاً معزوفات وأغانٍ من إنتاجها الخاص. ويمثل فرصة للتقريب بين صناع الموسيقى في العالم العربي وفتح قنوات اتصال وتعاون وتبادل الخبرات في ما بينهم.

وعلى أنغام وكلمات «شمسنا» التي تتغنى بالوطن وبحب تونس، توالى دخول عضوات الفرقة إلى خشبة المسرح، ليبدأ الحفل بأغنيات ومعزوفات الفرقة الخاصة، فقدمت معزوفة موسيقية من ألحان فيصل القروي، زوج أمينة الصرارفي ورفيقها في درب الفن، وهومن «ساندها في مشوارها الفني وقدم لها ألحانا عديدة متميزة». ومن ألحان والدها الموسيقار قدور الصرارفي، وتوزيع فيصل القروي، قدمت أغنية «آه من العينين»، لتنتقل الفرقة إلى التراث التونسي، وتقدم أعمالاً منها «قالت لي زين الزين»، ومعزوفة «سادير»، و«عمري عشرين» التي اكتسبت شهرة كبيرة في العالم العربي، بعد أن غناها الفنان المصري محمد منير، واختارها عنواناً لأحد ألبوماته، وأغنية «فكري مشغول» التي تميزت بأجوائها الرومانسية، حيث اعتمدت على أصوات مطربات الفرقة بمصاحبة آلة البيانو فقط.

   

وقدمت الفرقة لمحات من الموشحات الأندلسية والتراث العربي الأصيل، مثل موشح «لما بدا يتثنى» بتوزيع جديد عصري، وأغنية أسمهان «ليالي الأنس في فيينا»، وأغنية كارم محمود «سمرة يا سمرة» . وفي تحية منها للخليج وأهله؛ قدمت فرقة «العازفات التونسيات» أغنية الفنان عبدالمجيد عبدالله «ما هي الليلة وبس».



تسعى أمينة الصرارفي وفرقتها إلى إرساء بعد ثقافي للموسيقى التي تقدمها من خلال الحرص على الكلمة الموسيقية الراقية لحناً وأداءً، ما ساعد على إضفاء نَفَس موسيقيّ جديد. وأوضحت أنها لم تواجه صعوبات في تشكيل الفرقة وإثبات وجودها على الساحة الفنية، خصوصاً أن المرأة في تونس تحظى بمكانة كبيرة ومساحة واسعة للمشاركة في مختلف مجالات العمل.

الأكثر مشاركة