«كان 62».. دورة الكبار
ينظر كثير من النقاد السينمائيين الى الدورة الثانية والستين من مهرجان كان السينمائي الذي انطلقت فعالياته أمس، أنها ستكون ساحة لمنافسة حقيقية بين مجموعة من الاسماء الكبيرة التي تشارك في هذه الدورة لعل من أبرزهم كوينتن تارانتينو، وكين لوتش، وبيدرو المودوفار، وآلان رينيه البالغ من العمر 86 عاماً الذين جاؤوا بأحدث أفلامهم وعيونهم على «السعفة الذهبية»، وهي الجائزة الكبرى التي يمنحها المهرجان في الدورة 62 التي افتتحت بفيلم الرسوم المتحركة «فوف» للمخرج بيت دوكتر، الامر الذي يعتبر سابقة في تاريخ المهرجان. ويتناول الفيلم قصة ترحال عجوز غاضب وطفل على متن منزل طائر تحمله آلاف البالونات. واللافت أن العرض الافتتاحي للمهرجان لم يكن حكراً على الموجودين في القاعة الرئيسة بل عرض على شاشات عملاقة توزعت في مدن فرنسية عدة وليس في «كان» وحدها.
وإضافة إلى المخرجين الكبار يحضر المهرجان عدد من النجوم وبينهم براد بيت، ومونيكا بيلوتشي، وبينيلوبي كروز، وجوني هاليداي، واريك كانتونا، الذين مشوا على البساط الأحمر تتقدمهم رئيسة لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية ايزابيل اوبير وأعضاء اللجنة، وبينهم الممثلة الاميركية روبن رايت بن، والايطالية اسيا ارجنتو، والمخرج الاميركي جايمس غرايو والروائي البريطاني حنيف قريشي.
وعلى امتداد الـ11 يوماً المقبلة ستقوم لجنة التحكيم باختيار الفائز في المسابقة الرسمية من بين مخرجين يعتبرون من رواد المهرجان الدائمين، بينهم أربعة حازوا السعفة المكافأة في سنوات سابقة كالمخرج الاميركي كوينتن تارانتينو، والبريطاني كين لوتش، والنيوزيلاندية جاين كامبيون، والدنماركي لارس فون ترير.
أوروبا وآسيا
تسلط فعاليات هذه الدورة الضوء على أفلام من أوروبا وآسيا، حيث يعرض اليوم فيلمان: الاول بعنوان «سبرينغ فيفر» (حمى الربيع) حول قصة حب جارف للمخرج الصيني لو يي الذي تتعرض أعماله للرقابة في الصين وفيلم «فيش تانك» للبريطانية اندريا ارنولد. ومن بين الافلام المنتظرة، فيلم «الانتقام» لمخرج الافلام البوليسية المعروف جوني تو من هونغ كونغ ويشارك فيه نجم الاغنية والروك الفرنسي جوني هاليداي.
وتتنافس في المسابقة الرسمية اربعة افلام فرنسية. فإضافة الى آلان رينيه يقدم المخرج جاك اوديار فيلم «النبي» (لو بروفيت)، وغاسبار نويه «سودان لو فيد» (فجأة الفراغ) فضلاً عن فيلم بعنوان «آلوريجين» (في البدء) للمخرج كزافييه جانولي. وفي ختام المهرجان يعرض المخرج الاميركي تيري غيليام فيلمه الجديد «ذي ايماجينرايوم اوف دكتور بارناسوس» من بطولة جوني ديب وكولين فاريل وجود لو والممثل الراحل هيث ليدجر خارج اطار المسابقة الرسمية.
دروس في السينما
يتولى المخرجان البلجيكيان جان بيار ولوك داردين، اللذان حازا مرتين جائزة السعفة الذهبية في العام 1999 مع فيلم «روزيتا» وفي العام 2005 عن فيلم «الطفل»، تقديم «درس في السينما» للجمهور. وكان سبقهما الى ذلك خصوصاً كوينتن تارانتينو ومارتن سكورسيزي. ويختتم التألق الفرنسي، المهرجان من خلال عرض فيلم «كوكو شانيل وايغور سترافنسكي» للمخرج جان كونين. ويتناول الفيلم علاقة الحب السرية بين مصممة الازياء والموسيقي وهو من بطولة آنا موغلاليس. يذكر ان المهرجان استقطب في دورته الماضية 4300 صحافي من مختلف ارجاء العالم. وتقدر موازنة هذا المهرجان بنحو 20 مليون يورو توفر السلطات نصفها.
«تحليق»
قدمت اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي الدولي اشارة واضحة عن رغبتها في تعزيز صورة المهرجان المرحة والحيوية من خلال اختيارها لفيلم الرسوم المتحركة الكوميدي «تحليق» وسط أجواء الكآبة التي تلقي بظلالها عليه في ظل الازمة الاقتصادية العالمية. ونال الفيلم الاشادة مقدماً في مقالات نقدية صحافية حيث وصفته صحيفة «ذا هوليوود ريبورتر» بأنه «أكثر الافلام مرحاً التي تنتجها استديوهات بيكسار» التابعة لشركة ديزني.
ويدور الفيلم الذي أخرجه بيت دوكتر حول بائع بالونات متقاعد يسعى إلى تحقيق وعد قطعه لزوجته الراحلة التي كانت ترغب طول حياتها في زيارة أميركا الجنوبية. ولتحقيق ذلك يستخدم الرجل 10 الاف من بالونات الاطفال للتحليق بمنزله إلى هناك إلا أنه يصطحب معه بشكل غير مقصود طفل كشافة ليخوضا معاً مغامرات خلال رحلتهما.
ومن الافلام التي تنافس على السعفة الذهبية فيلم «الاوغاد» الاميركي للمخرج كوينتين تارانتينو ومن بطولة النجم براد بيت. و«الاوغاد» أحد 20 فيلماً تعرض في المسابقة الرسمية للمهرجان. وتشارك النجمة بينيلوبي كروز في المسابقة الرسمية بفيلم «عواطف محطمة» وفيلم «البحث عن ايريك» للمخرج كين لوتش والذي يقوم ببطولته نجم كرة القدم الفرنسي السابق اريك كانتونا. كما يعرض خارج المسابقة الرسمية مئات الافلام وأغلبها في السوق التي تستمر طوال المهرجان.
لجنة التحكيم |
ترأس الفرنسية ايزابيل هوبير لجنة تحكيم هذه الدورة من المهرجان، وتتألف اللجنة من ثمانية اعضاء هم الممثلة آسيا ارجينتو، المخرج نوري جيلان، المخرج الكوري لي شانغ-دونغ، المخرج الاميركي جيمس غراي، الكاتب حنيف قريشي، الممثلة التايوانية شو كي، الممثلة الهندية شاميلا طاغور، والممثلة الاميركية روبن رايت بن.
ايزابيل هوبير (56 عاماً) بدأت حياتها الفنية على خشبة المسرح واشتهرت بفضل مشاركتها في افلام كلود شابرول وهي معروفة بقدرتها على اداء ادوار مختلفة وببعدها عن الاضواء. وتضم مسيرتها الفنية الدولية أكثر من 80 فيلماً طويلاً بينها الكثير من الافلام التجريبية. وفي مهرجان كان وهي من رواده المعتادين حصلت على جائزتي تمثيل، ففي العام 1978 فازت عن دورها في فيلم «فيوليت نوزيير» من اخراج شابرول، وفي العام 2001 عن فيلم «عازفة البيانو» للمخرج مايكل هانيكي.
|
آسيا ارجينتو (ايطاليا) حضورها شبه دائم في كان في السنوات الاخيرة ولاسيما كممثلة في افلام ابيل فيرارا، وكاترين برييا واوليفيه اساياس. ولعبت ادواراً في افلام لغوس فان سانت وصوفيا كوبولا. والممثلة الايطالية مخرجة ايضاً ولها فيلمان «سكارليت ديفا» في العام 2000 ومن ثم «كتاب جيريمي» في 2004.
|
|
|
|
حنيف قريشي (بريطانيا) مؤلف روايات ومسرحيات شهيرة. وكثيراً ما نقلت اعماله الى الشاشة الكبيرة. في العام 1984 وضع كتاب «ماي بيوتفيل لاندوريت» الذي اخرجه ستيفن فريرز ورشح لجائزة افضل سيناريو في الاوسكار. اما روايته الثالثة «اينتيمسي» التي صدرت العام 1998 فنقلها الى الشاشة الكبيرة المخرج باتريس شيرو العام .2001 أما فيلم «فينوس» الذي اخرجه رودجير ميتشل فسمح للممثل بيتر اوتول بالفوز بجائزة غولدن غلوب ورشح للفوز بأوسكار.
|
شو كي (تايوان) فازت باستحسان الجمهور والنقاد العالميين عن دورها في فيلم «ميلينيوم مامبو» للمخرج هو هسياو هسين الذي عرض في اطار المسابقة الرسمية في كان العام .2001 وبدأت مسيرتها السينمائية في هونغ كونغ قبل ان تأخذ بعداً عالمياً مع افلام «غورجيوس» مع جاكي شان (1999) و«فيزيبل سيكريت» من إخراج آن هوي (2001)، و«ذي ترانسبورتر» (2002).
|
شاميلا طاغور (الهند) نجمة السينما الهندية وإحدى حفيدات الشاعر طاغور. وهي مثلت في افلام شعبية في بوليوود وافلام تجريبية هندية. وبدأت شاميلا طاغور حياتها الفنية طفلة في فيلم «عال آبو» (1959) للمخرج ستاياجيت راي الذي شاركت في خمسة من أفلامه.
|
|