أحمد السقا فتى السينما البوليسية في مصر.        اي.بي.ايه

«إبراهيم الأبيض».. رامبو مصري على الطريقة الأميركية

يقدم الفيلم المصري «إبراهيم الأبيض»، للمخرج مروان وحيد حامد، أجواء بوليسية عنيفة ولحظات سينمائية مجبولة بسيل من الدماء، على خلفية اجتماعية سوداء تخترقها قصة حب لا تكتمل في عالم هامشي خيالي. والفيلم من أفلام الإثارة البوليسية التي اشتهر أحمد السقا (بطل الفيلم) في تقديمها في السنوات الأخيرة. ويظهر السقا في الفيلم مثل رامبو أو روبن هود مصري يحارب الأرض بمجملها، ويتحول من شخص يريد الدفاع عن نفسه ضد الظلم إلى مجرم، ثم إلى سفاح تسيل دماء على يديه بغزارة لا نظير لها في أعمال السينما العربية.

و«إبراهيم الأبيض» هو ثاني أفلام حامد الذي قدم فيلم «عمارة يعقوبيان» في 2007 ،المقتبس عن رواية لعلاء الأسواني، ولقي رواجاً وبيع لبلدان كثيرة. وعلى عادتها منذ سنوات، تحرص شركة «غود نيوز» للانتاج السينمائي على تقديم أعمالها في سوق مهرجان كان لاجتذاب الموزعين. وعرض «إبراهيم الأبيض» في حفل أقيم مساء الخميس الماضي في سينما «ستار»، حضره المنتجون وموزعون ومخرج الفيلم والممثلون محمود عبدالعزيز وأحمد السقا وهند صبري وعمرو واكد. وحضر العرض كاتب السيناريو عباس أبو الحسن الذي قدم بذلك أول عمل له يعرض على الشاشة، بعد تجارب سابقة لم يتم تبنيها، وفنانون مصريون بينهم لبلبة وخالد أبو النجا وكاتب السيناريو وحيد حامد.

وشارك في التمثيل في الفيلم كل من سوسن بدر ووفاء عامر وفرح يوسف وباسم سمرة في العمل بأدوار صغيرة. وأبدع أحمد السقا في أداء دور إبراهيم الأبيض الذي أوصته أمه وهو طفل بعد مقتل والده على يد المعلم الذي كان يعمل عنده «ألا يترك أحداً يدوس عليه، ولو مرة واحدة»، لأنه إذا حصل ذلك مرة واحدة فسيدوم طوال العمر.

ويسعى إبراهيم للانتقام لوالده، ويحاول أن يحقق ذاته في مواجهة مجتمع لا يرحم فيتعرض لمشكلات عديدة، ما يدفعه للعمل مع العصابة التي قتل زعيمها والده بهدف الانتقام والتقرب من الزعيم الذي يستخدمه في أخطر العمليات ليتخلص منه.

الفيلم مقتبس أساسا عن قصة واقعية لشخص توفي من ثلاث سنوات وحمل الاسم نفسه، ما دفع أسرته إلى رفع دعوى قضائية على منتجي الفيلم واتهامهم بأنه لا يروي واقع ما عاشه إبراهيم الأبيض الأصلي. والفيلم وإن كان منطلقه اجتماعيا يثير حياة شخص هامشي، إلا أنه سرعان ما ينفصل عن هذا الواقع، ويدخل في تصوير لشخصية خرافية قادرة على فعل ما لا يفعله الأبطال، لكن في مشاهد دموية يتخللها تفنن في استخدام الأسلحة البيضاء. ويظل الشاب ضحية زعيم العصابة نفسه الذي قتل أباه، وتزوج بعد ذلك حبيبته، وسرق منه اللحظة الوحيدة الجميلة في حياته التي تولد فيه الأمل.

وكما في «عمارة يعقوبيان»، نفذ المخرج ببراعة المشاهد القتالية المبالغ فيها، والتي تأتي أحياناً من دون مبرر درامي كافٍ ومقنع ما يفقدها زخمها وقوتها التقنية، خصوصاً بتكرارها واستغراقها لمعظم مشاهد الفيلم. وعلى الرغم من البراعة في التصوير والكادرات والحيوية والسرعة في التقاط المشاهد، بقي الفيلم يشكو من ترهل وإطالة في معظم مشاهده.

وأجاد معظم ممثلي الفيلم الأداء. فإلى جانب إمكانات أحمد السقا، أتقن عمرو واكد دور الصديق الذي يظل بجانبه حتى النهاية وقدم أداء خاصاً بدقة. وجمع الفيلم في ثاني لقاء بين هند صبري والسقا بعد «الجزيرة»، فيما يعد اللقاء الثالث الذي يجمعها بعمرو واكد بعد «جنينة الأسماك» ليسري نصرالله، و«تيتو» لطارق العريان. وقدم السقا ابنه الصغير ياسين في أول ظهور له في الفيلم وهو يؤدي دور والده صبياً.

الأكثر مشاركة