«المغنى المصري».. كتاب من 106 أعوام عن رواد موسيقيين
طرحت سلسلة «ذاكرة الوطن» التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة طبعة جديدة من كتاب «المغنى المصري.. وصور مشاهير ملحني المغاني» الذي صدر عام 1903 لجامعه محمود حمدي البولاقي الآلاتي. وإلى وقت قريب كانت كلمة «الالاتي»، تطلق على العازفين والعاملين في مجال التلحين.
ووصف رئيس تحرير السلسلة الشاعر أسامة عفيفي بأنه خبيئة ووثيقة تاريخية، لكن عفيفي لم يسجل في مقدمة الكتاب معلومات عن مؤلفه أو جامعه المجهول الذي أعلن في صمت عن هوية مصرية للغناء والموسيقى، بعيدا عن نسبتها إلى عنوان فيه تعميم، كأن يقول المغنى الشرقي، وإن رجح عفيفي أن جامع الكتاب «كان منخرطا في أتون الحركة الوطنية المناهضة للتتريك والاستعمار معا»، في إشارة إلى تركيا التي كانت مصر تابعة لها قانونا حتى ،1914 حيث أعلنت بريطانيا حمايتها على مصر فأكسبتها استقلالا اسميا على الرغم من خضوعها للاحتلال البريطاني منذ .1882
وأضاف أن المؤلف كان «يعي ويعرف دور الرواد في تعريب الموسيقى وتمصيرها.. يحاول أن يحافظ على الذاكرة الفنية من الضياع»، وأن خير تكريم له هو إعادة التذكير بجهده، والحفاظ على ما أراد الحفاظ عليه. والكتاب يقع في 160 صفحة متوسطة القطع، واكتشفه الشاعر المصري طارق هاشم الذي كتب في مقدمته أن هناك كتبا سابقة عليه، مثل «سفينة شهاب»، أو لاحقة له، مثل «الموسيقى الشرقية» و«الاغاني العصرية» لكامل الخلعي. والغلاف الأصلي للكتاب مثبت عليه أنه طبع في مطبعة التمدن في مصر سنة 1320 هجرية 1903 ميلادية. وتؤكد مقدمة البولاقي وعيه النافذ، إذ يسجل أنه جمع الكتاب بعد أن اطلع «على كتب المغاني، وجدناها لم تشف غليل أحد من المغرمين.. جمعنا هذا الكتاب لا لأننا أول من ألف في هذا الفن، أو لعلم النغمة كما يدعي بعضهم، بل لأجل شيء واحد، وهو جمع التواشيح الموجودة التي تقال الآن خوفا من ضياعها، ففيه ناس يقولون سفينة شهاب تغني عن ذلك الكتاب، لكن فيه تواشيح لم يعرفها أحد من أرباب الفن الموجودين مش إهانة لهم لا سمح الله، أو هزل مقام أحد منهم، بل من الترك».
ويسجل البولاقي في أبواب الكتاب نصوص التواشيح والأدوار والمواويل والقصائد، ويفرد باباً لأعمال الأديب الشيخ سلامة حجازي (1852ـ1917). الموسيقي المشهور تسبقه صورته الشخصية، حيث حرص المؤلف ـ كما يقول عنوان الكتاب ـ على نشر صور مشاهير الملحنين، بادئا بصورة عبده أفندي الحامولي (1841 ـ 1901).. أول موسيقي في المغاني العربية .
ومن الموسيقيين المصريين الذين أثبت الكتاب صورهم وأعمالهم الشيخ محمد المسلوب وإبراهيم أفندي القباني والأديب داود أفندي حسني (1871ـ1937) الذي تأتي أعماله في نهاية الكتاب، حيث تأخذ الأغاني مع نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين منحنى صاعدا يميل إلى الطول مع غلبة القصائد الشعرية التراثية ومنها 10 أبيات من قصيدة أبي فراس الحمداني «أراك عصي الدمع» التي أعادت أم كلثوم غناءها من ألحان رياض السنباطي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news