هاشمية أحمدة: أفلامي خالـية من التمثيل

هاشمية أحمدة: أنا موزّعة بين ثقافتين.             من المصدر

قالت المخرجة السينمائية القمرية، هاشمية أحمدة، « أحب التعامل مع الناس العاديين في أفلامي، فهم أبطال حقيقيون في الحياة، أريد تصوير نبض أحلامهم وشقاء أيامهم . لذلك، لا اختار ممثلين محترفين، لأن أفلامي من دون تمثيل»، مشيرة إلى أن هذا التوجه قادها إلى إخراج فيلمين وثائقيين اثناء دراستها السينما. كما أنجزت أخيراً فيلماً وثائقياً جديداً مدته ساعة، لم يعرض بعد، بعنوان «رماد الأحلام».

ويعد فيلم «إقامة يلانغ يلانغ» للمخرجة هاشمية أول فيلم من جزر القمر يدخل في مسابقات ضمن مهرجانات سينمائية، وقد شارك في الدورة الثانية من مهرجان الفيلم العربي في وهران، وشارك في سوق أفلام مهرجان دبي السينمائي، العام الماضي.

وأضافت هاشمية التي وُلدت في فرنسا، وتعيش حالياً في بلجيكا، لـ«الإمارات اليوم» إن «هذا الفيلم هو الأول في تجربتي السينمائية، وهو يتحدث عن أناس من بلدي الأصلي جزر القمر، وهو صوت لهم يعبر عن جانب من حياتهم وأحلامهم». موضحة أن فيلمها الذي تبلغ مدته 12 دقيقة يتناول موضوع البيت بوصفه مكاناً حميماً لأي إنسان، حيث يمضي جزءاً طويلاً من حياته في البيت الذي يمثل له الاستقرار والخصوصية والحماية، فكل بيت بمثابة حضن دافئ، فيه عاطفة وجمال وتناغم وهدوء وتأمل.

وعن قصة الفيلم، قالت المخرجة التي درست الإخراج في المعهد الوطني للسينما في العاصمة البلجيكية بروكسل، ومن أساتذتها المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي، إن فيلم «إقامة يلانغ يلانغ» يحكي قصة رجل في قرية قمرية يدعى «جبريل» في الخمسينات من عمره، وهو فقير يعيش في كوخ من القش والقصب مع عائلته، لكنه يعمل حارساً لبيت فخم ومهجور، لأن أصحابه يقيمون خارج جزر القمر، لكن جبريل الذي يوصل التيار الكهربائي إلى كوخه بصورة غير قانونية، تلحق به مصيبة في أحد الأيام، إذ يشب حريق في كوخه البسيط، ويصبح من دون مأوى، مع أنه يحرس بيتاً فخماً لا يملك شبراً فيه.

وأشارت هاشمية إلى أن «بناء بيت جيد في جزر القمر حلم يراود كثيرين، لكنهم لا يملكون المال الكافي لذلك».

وحول اسم الفيلم، قالت إن «يلانغ يلانغ» من أشهر الزهور التي تُستخرج منها العطور، وقد استخدم هذه الزهرة مصمم العطور الفرنسي الشهير غيرلن في إنتاج عطور تنتشر في كل بلدان العالم.

وحول توجهها إلى الإخراج السينمائي، قالت هاشمية «حتى مرحلة المراهقة، لم أدخل دار سينما لمشاهدة فيلم، إذ أنني عندما كنت أعيش في فرنسا، كان أهلي يمنعونني من دخول السينما، لذلك، اكتشفت عالم الفن السابع من خلال الفيديو»، مشيرة إلى أنها في مرحلة لاحقة شاركت في ورش عمل حول صناعة الأفلام، وتعلمت أسساً اولية في هذا المجال، «لكن، في المعهد السينما أخرجت في أثناء دراستي فيلمين وثائقيين، الأول يتناول ظاهرة اختيار الأبوين عروساً لابنهم، والثاني حول البيت الذي يقوم أهلي ببنائه، لكنه لا ينتهي».

وعبرت هاشمية عن فرحها بوجود مخرجين شباب في مختلف البلدان، يسعون إلى التعبير عن الحياة من خلال صناعة الأفلام، مضيفة «لا أريد أن أكون وحيدة، إذ أرغب في أن أتشارك مع الآخرين لنتبادل الأفلام ونطلع على تجارب بعضنا بعضاً، خصوصا أن السينما تدفع الناس إلى التفكير والعمل».

أما عن علاقتها بوطنها جزر القمر، فأكدت هاشمية التي تتحدث اللغة الفرنسية بالدرجة الأولى والإنجليزية ثانياً، ولا تعرف من العربية ســوى كلمات قليلة «أنا موزعة بين ثقافتين، والآن أكتــشف بلدي جزر القمر، التي زرتها للمرة الأولى عندما كان عمري 21 عاماً»، مضيفة إن «فيلمي الوثائقي الجديد (رماد الأحلام) عن جزر القمر، وعن بيت عائلتي الذي لم يكتمل بناؤه بعد هناك. هو عن هويتي وعن بلدي». موضحة أنها خلال تصوير فيلمها الأول تعرفت إلى جزيرة عذراء في بلدها، هي جزيرة«موالي» التي يعيش الناس فيها «معزولين عن العالم».

يذكر أن جزر القمر تتكون من أربع جزر في المحيط الهندي، أعلنت استقلال ثلاث جزر منها من الاحتلال الفرنسي عام 1975 ،ولاتزال تطالب بالرابعة. وانضمت إلى جامعة الدول العربية عام 1993 وهي بلد فقير يسعى إلى تعزيز مجالات التعاون مع الدول العربية الأخرى. وتشتهر بأشجار «يلانغ يلانغ» العطرية التي تعني «زهرة الأزهار»تستخرج منها عطور بعلامات تجارية عالمية.

    

«إقامة يلانغ يلانغ» صوت سينمائي عن الناس في جزر القمر.         من المصدر

تويتر